خسارة قريش في معركة بدر ، وانتصار المؤمنين ، قلب موازين شبه الجزيرة العربية رأسا على عقب ، فبات الضعفاء أقوياء ، ونتيجة للمتغيرات السريعة على الأرض، دخلت طوائف أهل الكتاب في حلف مع النبي ، ولكن حلف عشوائي بدون بنود واتفاقيات لا يطمئن، في حالة تغير مجريات الأحداث لصالح مشركي مكة ، فلابد من آلية لضبط العهود والمواثيق بين الطرفين ، وضع الله للنبي آليتين للتعامل مع أصحاب العهود من أهل الكتاب
الأولى - نقض العهد في حالة الحرب ، العهد غير ساري المفعول في حالة انضمام احد الإطراف الى جيش المشركين كقوة عسكرية سانده للمعركة ، وهذا ما حصل في معركة الخندق عندما انظم أهل الكتاب ، الى جيش المشركين من أهل مكة ، لمحاصرة المدينة في سنة 5 للهجرة ، العقوبة كانت التشريد ، الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ، فإما تثقفنهم في الحرب ، فشرد بهم ومن خلفهم لعلهم يذكرون
الثانية - نقض العهد في حالة السلم ، وأما تخفن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ، العهد غير ساري المفعول في حالة نقض الحليف للحلف ومحالفة مشركي قريش مع إعلام الحليف على نهاية الحلف، قبل اتخاذ أي إجراء عسكري ضده ، لان إنهاء الحلف دون إخبار الحليف هي خيانة لله ، ان الله لا يحب الخائنين ، وهذا ما حصل مع إحدى طوائف أهل الكتاب عندما نقضوا حلفهم مع النبي منضمين الى حلف قريش ، بعد خسارة المسلمين في معركة احد ، بما ان أهل الكتاب هم الأقرب استيطانا الى المدينة من قريش ، خاف النبي من خيانتهم ، وأما تخفن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ، ففي سنة 4 للهجر اخبر النبي أهل الكتاب على نهابة الحلف ، فحاصرهم في الحشر حتى جلاهم عن المنطقة
في القرن السادس الميلادي ، شهدت شبه الجزيرة العربية ، نزوح واسع لأهل الكتاب من الفترة 3 الى 9 للهجرة ، البعض منهم نزح تلقائيا ، لعدم رغبته في الامتثال للتغير العقائدي الجديد ، والبعض الآخر نزح تحت تأثير القوة بسبب نقض العهود والمواثيق ، معظم النازحون توجهوا الى مركز التحالف النصراني الروماني في بلاد الشام ، مشكلين تحالف مصغر ومتحينين الفرصة للانتقام من المؤمنين بأي طريقة كانت ، في سنة 9 للهجرة ، خضعت جميع القبائل العربية للإسلام بعد نقضهم حلف الحديبية ، فمن غير المعقول جمع كل القبائل للاستيطان حول المدينة ، لاسيما ان بعض منها قائم على البناء والعمران ، فلابد من آلية لجعل القرى والمدن مشابهة للمدنية من الناحية الدينية أمر الله ببناء المساجد في جميع القرى والمدن ، لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، وتفعيل الأعمال الصالحة واقعيا
كان لبناء المساجد في شبه الجزيرة العربية فرصة ، للمتربصين بالمؤمنين ، لقد تمكن بعض النازحين الى بلاد الشام من أهل الكتاب ، من الوصول الى احد مساجد المدنية سرا ، بحسب علاقات ومصالح مسبقة مع المنافقين ، من الإعراب وأهل المدينة ، لتدبر مؤامرة ، وبدعم من التحالف النصراني الروماني، متخذين المسجد وكرا لهم ، والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا ، لإعادة الجزيرة الى سابق عهدها الى أيام الوثنية والكفر والضلال ، وتفريقا ، بين المؤمنين بشق وحدة الصف بالمؤامرات والدسائس ، وأرصادا ، للتجسس لصالح من حارب الله ورسوله من قبل ، النازحون الى بلاد الشام من أهل الكتاب ، فالتجسس كان لصالح التحالف النصراني الروماني ، لان هذا الحدث كان سببا في نشوب معركة تبوك في سنة 9 للهجرة ، وما أشبه اليوم بالأمس، من النصارى العرب حلفاء الرومان ، الى ناقضوا العهود من أهل الكتاب ، الى المتواطئين من الأعراب في شبه الجزيرة العربية ، مسجد ضرار أول مؤامرة يتعرض لها المؤمنين على مستوى الإقليمي ، فالطوائف الدينية التي حاكت المؤامرة من مسجد ضرار هي نفس الطوائف التي تحوك المؤامرة اليوم على الشعب الفلسطيني لم يختلف أي شيء التحالف الروماني النصراني يمثل اليوم أمريكا والغرب والمتواطئين من العرب يمثل حكام الخليج والخونة المطبعون العرب
وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ{108}
وما أشبه اليوم بالأمس- المنافقون من الحاكم ورجال الدين هم من ينفذ
سياسات المحافل اليسوعي واليهودي داخل مساجد المسلمين فهم من أسس طوائف الإسلام
السياسي وهم من حرف الدين عن طريق الفتوى الفاسدة التي تتماشى مع ألأهداف
التخريبية للغرب اليسوعي محاولة منهم
لإعادة المسلمين الى عهد الوثنية الضالة --حتى باتت المساجد مرتعا لرجال الدين جواسيس الحكام
– وأرصادا - لمحاربة الله ورسوله --
وتحريضا –على اعتقال أي فكر ديني قراني رافض للإسلام السياسي -- – مظاهر بناء مسجد ضرار الإحسان - لكن
باطنه الدسائس والمؤامرات -- وليحلفن ان أردنا إلا الحسنى والله يشهد أنهم لكاذبون
– فأفضل آلية لتدمير مسجد ضرار هو تعطيل الصلاة فيه - قال الله -لا تقم فيه أبدا
لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق ان تقيم فيه وهو مسجد المدينة الذي بناه
المهاجرون والأنصار – فيه رجال يحبون أي يطهروا والله يحب المطهرين --
تعليقات
إرسال تعليق