من الاية 46 – 53 الأعراف
في المقالة السابقة وضعنا مقارنه بسيطة بين أهل النار وأهل الجنة –فوجدنا اختفاء حالات الغل والكراهية والحقد بين أهل الجنة –ونزعنا ما في صدورهم من غل – بينما نجد التراشق باللعنات والشتائم بين أهل النار – فإذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين
استقر أهل النار في النار واستقر أهل الجنة في الجنة –وبينهما حجاب – حجاب غير مانع عن الرؤية - بل وهو فاصل بين أهل النار وأهل الجنة يمكن من خلاله رؤية بعضهم البعض -- والا كيف نادى أصحاب الأعراف رجالا من أهل النار يعرفونهم بسيماهم – يعتقد البعض ان الأعراف هو مكان بين الجنة والنار يقف عليه رجال تساوت سيئاتهم مع حسناتهم – طبعا هذا اعتقاد خاطئ لان الله لم يذكر هكذا حاله في القران إنما ذكر مواقف مصيرية تنتهي أما في النار وإما في الجنة -- وعلى الأعراف – الأعراف تعني المعارف يعني أشخاص يعرفون بعضهم بعض في الدنيا -- الأعراف هم رجال من أهل الجنة يعرفون أصحاب الجنة كل بسيماهم أي بإشكالهم -- ويعرفون أصحاب النار كل بسيماهم أي بإشكالهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا – فنادى أصحاب الأعراف الذين هم في الجنة – الرجال الذين يعرفونهم من أهل الجنة - قائلين - ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون – يطمعون تعني لم يطمعوا بحور العين ولا بالطعام ولا بالشراب إنما عرفوا ان الله - اله - يستحق العبادة- وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ
وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ{46}
من الجنة ينظر أصحاب الأعراف الى أهل النار -- إذا صرفت إبصار أصحاب الأعراف تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين – وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ - من الجنة نادى أصحاب الأعراف رجالا من أهل النار يعرفونهم بسيماهم أي بأشكالهم التي عرفوها في الدنيا - قالوا - ما أغنى عنكم جمعكم – جمعكم - أي تكتلاتكم التي كنتم تنظمونها مع بعضكم البعض انتم وأصحاب المصالح والدنيوية والكهنة وزعماء القبائل لتعلنوا فيها استكباركم على الله -- وما كنتم تستكبرون – وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ
وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{47} وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ{48}
جميع العقائد الوثنية والشركية والندية كانت تنسب طقوسها وتشريعاتها الى الله افتراء عليه-- ولما جاء الإسلام اخذ بتصحيح تلك العقائد معتبرين ما جاء به القران هو مخالف لتعاليم الله التي يعتقدون بها -ا فتهموا المؤمنين بالكفر واقسموا بالله لن ينالوا رحمته أبدا -- في الوقت الذي فيه يتحدث أصحاب الأعراف مع أهل النار أشاروا الى أهل الجنة - قائلين - أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون – فالذين اقسموا بالله من المشركين على المؤمنين لن ينالوا رحمته - اخذوا يطلبون الرحمة من أصحاب الجنة -- ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة ان أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله – قالوا ان الله حرمهما على الكافرين --
أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ{49} وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ{50}
من هم الكافرون هم الذين أنكروا البعث والنشور ويوم القيامة وتمسكوا بالتشريعات والطقوس المفترات على الله لأنها تتلاءم مع ملذاتهم الشخصية وأطماعهم الدنيوية - لذا هم اتخذوا دينهم أي الدين الذي أرسل إليهم لهوا ولعبا والسبب هي المغريات الدنيوية التي كانوا يمارسونها باسم الله تحت عقيدة الملائكة بنات الله وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومنا هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ{51}
قدم الله للبشرية أنواع مختلفة من التحذيرات ليرفع العذر عنهم يوم القيامة ومنها القران - حتى بات البشرية على علم كامل بتفاصيل يوم القيامة وفي نفس الوقت فيه هدى ورحمة لقوم يؤمنون - ولقد جئناكم بكتاب فصلناه على علم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون –هل ينظرون جاءت من الانتظار إلا تأويله أي يتحقق ما أول لتلك التحذيرات الاخروية -- يوم يأتي تأويله أي تتحقق ما حذر الله منه من قبل -- يقول الذي نسوه – أي نسوا ما جاء في القران بخصوص يوم القيامة -- قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعون لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون
وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ
فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{52} هَلْ
يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ
نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن
شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا
نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ
يَفْتَرُونَ{53}
تعليقات
إرسال تعليق