من الاية 40 – 45 الأعراف
قلنا سابقا --اتهمت آخر امة دخلت النار الأمة التي قبلها على أنها هي السبب في إضلالهم ردت عليها الأولى – وقالت-- علامة هذا الاتهام الذي تريدون من ورائه ان تكن لكم الأفضلية عند الله - فما كان لكم علينا من فضل - أي لا يوجد شيء يجعلكم أفضل منها – قالت الأمة الأولى لأخر امة -- فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون -- وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ – ادخل أهل النار- النار- وادخل أهل الجنة -الجنة - فكل من كان يعتقد ان هنالك مخرج من النار فليستمع الى شرط الله ألتعجيزي - قال الله - ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء أي سقف نار جهم للنظر الى الأعلى بسبب النار التي تغطيهم من كل جانب - ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط – الجمل حبل سميك يستخدم في تثبيت أشرعت القوارب والسفن - سم الخياط هي فتحة الخياط وليس الإبرة المعروفة الخياط اكبر حجما من الإبرة واسمك ويستخدم في حياكة حصران القصب وجريد النخل وشعر الماعز الذي يستخدم في صناعة بيوت البدو الرحل -- كذلك نجزي المجرمين – نستدل من هذه الاية ان جميع الأحاديث النبوية التي تدعي خروج المسلم من النار بعد تعذيبه على قدر أعماله الغير صالحة لا صحة لها -- فمن ادخل النار لن يخرج منها أبدا حسب ما جاء في شرط الله ألتعجيزي --- إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ -- يصف الله حال أهل النار—قائلا -- لهم من جهنم مهاد أي فراش –ولكل فراش غطاء ومن فوقهم غواش – غواش تعني غطاء غشيتهم النار –غطتهم النار فأصبحت هي فراشهم وهي غطائهم - وكذلك نجزي الظالمين --- لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ{40} لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ{41}
نأتي الى أصحاب الجنة – والذين امنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها - أي أعمال حسب المقدرة الجسدية والمالية تكفي لدخول الجنة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون -- وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ – من صفات أهل الجنة لا يتعاملون بغل وحقد وكراهية مع بعضهم البعض تجري من تحتهم الأنهار -- وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ- عبر أهل الجنة عن حالات اختفاء الغل والكراهية بينهم – راجعين ذلك الى هداية الله التي هداهم عليها– وقالوا – الحمد لله الذي هدنا لهذا هدنا لهذا وما كنا نهدي لولا ان هدنا الله – لقد جاءت رسل ربنا بالحق –أي تحقق ما وعد به الرسل من قبل - ونودوا ان تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون- لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{42} وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{43}
ادخل أهل النار- النار- ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار مستفهمين عن حالهم - ان قد وجدنا - أي وجدنا ما وعدنا ربنا حقا – فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا – قالوا – نعم – فإذن مؤذن بينهم أي بين أهل النار ان لعنة الله على الظالمين – نجد ان اللعنة لاحقت أهل النار جميعا وخصت منهم -- الذين يصدون عن سبيل لله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون – لوضعنا مقارنه بسيطة بين أهل النار وأهل الجنة – لوجدنا اختفاء حالات الغل والكراهية والحقد بين أهل الجنة –ونزعنا ما في صدورهم من غل – بينما نجد التراشق باللعنات والشتائم بين أهل النار – فإذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ
وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ
بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ{44} الَّذِينَ يَصُدُّونَ
عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ{45}
تعليقات
إرسال تعليق