من الاية 1- 10 المائدة
حرم الفكر الوثني الشركي لأهل مكة الكثير من الإنعام افتراء على الله فكانت
تلك المحرمات تمارس تحت اسم الله ارضاءا للشريك وللأوثان التي يعبدونها من دونه -- فخاض التنزيل معهم حوارات فكرية مختلفة
أبطلت تلك المفتريات – مجموعة الآيات
أدناه من سورة الأنعام توضح افتراءات المشركين على الله --
{وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ
وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ
وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }الأنعام119
{وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ
مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ
يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا
كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأنعام138
{وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا
وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء
سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ }الأنعام139
{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ
اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ
عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
}الأنعام143
{وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ
حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ
افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ
لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الأنعام144
بعد الهجرة النبوية بقيت قريش تمارس تلك المفتريات المحرمة والتي تعتبر العصب
الاقتصادي بالنسبة لسادتها ومصدرا للتمويل المالي -- ومع اقتراب موعد الحج في سنة
سبعه للهجرة حسب اتفاقية صالح الحديبية المبرمة بين المؤمنين وقريش في سنة ستة
للهجر والتي رجع فيها المؤمنون عن الحج الى السنة القادمة – خاطب الله المؤمنين في
بداية سورة المائدة --طالبا -- منهم الوفاء بعقود التشريع في مجال المحرمات للحد
من الانجرار في تشريعات المشركين أثناء الحج -- قائلا -- أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الإنعام --
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم
بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ --مستثنيا منها ما
سيعلن عنه لاحقا إلا ما يتلى عليكم -- إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ -- العقد الأول
-- غير محلي الصيد وانتم حرم بمعنى لا يجوز لمن احرم للحج ان يصطاد – غَيْرَ
مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ – ان الله يحكم ما يريد -- أي يحكم ما يريد
تشريعه -- إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ -- العقد الثاني --يا أيها الذين
امنوا لا تحلوا شعائر الله كالصفا والمروة والمشعر الحرام والبيت العتيق وعرفه
مزدلفة وان كانت تؤدى تحت إشراف المشركين –
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ -- ولا الشهرالحرام أي شهر ذي الحجة -- وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ
-- ولا الهدي أي ما يهدى وما يقدم أثناء
أداء مناسك الحج من ذبائح أو نذور -- وَلاَ الْهَدْيَ --ولا القلائد -- ما هو مقلد عمله مع الشعائر --
وَلاَ الْقَلآئِدَ -- ولا أمين البيت أي
الذين يتوجهون الى البيت لمصالح اقتصادية وتجارية ينتفعون منها
ويبتغون فضلا من ربهم ورضونا -- وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً – ولكن إذا أحللتم من الإحرام
يحق لكم الصيد – وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ -- ولا يجرمنكم شنان قوم أي ولا
تبالوا في تجريم قوم يبغضونكم عند إتباعكم لتعاليم الله الحقيقة في تناول الأطعمة
وأداء المناسك -- ان صدوكم -- حتى لو منعوكم
عن المسجد الحرام ان تعتدوا أي سوف تعتبركم
قريش معتدون على تشريعاتهم الباطلة –ألزم الله الذين سيخرجون للحج سنة سبعة للهجرة
ان يتعاونوا على البر والتقوى أي يتعاونون على تنفيذ وصايا الله في الصيد ومحرمات
الأطعمة -- ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان أي على تطبيق تشريعات الجاهلية -- وتقوا
الله ان الله شديد العقاب
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم
بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ
وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ{1} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ
الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ
فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن
تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{2}
قلنا ان قريش لا زالت تنفذ تشريعاتها المفتراة على الله في مكة كتحريم الإنعام
وإحلال الصيد أثناء مناسك الحج -- فتلك اكبر مشكلة أمام الذين سيحجون في سنة سبعة للهجرة
– في كيفية حصول على الطعام أمام الكم الهائل من المحرمات – ولكي لا يقع المؤمنون
في محرمات قريش حدد الله لهم ما حرم عليهم وما احل لهم – حرمت عليكم -- الميتة –
والدم - ولحم الخنزير - وما أهل لغير لله أي للأوثان والكهنة والنصب – والميتة بالأسباب
التالية – المنخنقة – الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع-- مستثيبا من ذلك
ما ذكي منها أي تم ذبحها قبل موتها-- ومن المحرم ما ذبح على النصب قواعد الأوثان
-- وان تتقسموا بالأزلام -- أي ان تجعل
قسمتك تحت قرعة أو اقتراع الأزلام -- ذلكم فسق –فكل ما ذكره الله من محرم ومقامر كانت قريش تزاوله أثناء موسم الحج – اليوم يئست
قريش من دينكم فلا تخشوهم واحشون – البعض
يعتقد ان أية أكملت لكم دينكم هي آخر أية نزلت في القران طبعا هذا غير صحيح -- لأن
منزلتها جاءت مع إكمال تشريعات المحل والمحرم من الأنعام والصيد -- اليوم أكملت
لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا – فمن اضطر الى تناول
المحرمات بسبب الجوع غير متجانف أي غير متجاوز بتعمد على حرمات الله --- فان الله
غفور رحيم
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ
وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ
وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا
أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن
تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ
كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ
دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ
اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{3}
بعد ان بين الله للمؤمنين كل ما حرم عليهم -- يسالون -- ماذا احل لهم-- قل
لهم يا محمد احل لكم الطبيات عموما باستثناء ما حرم الله عليكم في الآيات أعلاه وما
علمتم من الجوارح كالطيور أو كلاب الصيد مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله في كيفية الاصطياد
-- فكلوا مما امسكن عليكم وذكروا اسم الله عليه بعد تذكيتها وان كانت ميتة --واتقوا
الله ان الله سريع الحساب --يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ
لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ
تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ
عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ
سَرِيعُ الْحِسَابِ – اليوم احل لكم الطيبات من الأطعمة وطعام الذين أوتوا الكتاب
ممن دخل في الإسلام حل لكم -- وطعامكم حل
لهم – والمحصنات من المؤمنات من الذين أتوا الكتاب من قبل -- ممن دخلن في الإسلام --إذا أتيتموهن أجورهن ومهورهن محصنين غير
مسافحين ولا متخذي أخدان أي أصدقاء أو أصحاب يمارسون معهن الزنا سرا – ومن يكفر بالإيمان
فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ---الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ
الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ
حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ
الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ
مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ
بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{5}
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ
وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا
عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ
اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ{4} الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ
لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ
مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن
يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ{5}
وضع الله اللمسات الأخيرة للوضوء قبيل ذهاب المؤمنون للحج سنة سبعة للهجرة
-- مخاطبا الذين امنوا -- قائلا -- يا أيها الذين امنوا إذا قمتم الى الصلاة – أي القيام
من النوم الى الصلاة -- فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق ومسحوا برؤؤسكم وأرجلكم
الى الكعبين وان كنتم جنبا فطهروا – هذه الإجراءات قبل القيام الى الصلاة – يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ -- هنالك اختلاف حول مسح الأرجل فالبعض يقول أنها
عطوفت على الغسل – نقول لا صحة لهذا القول -- فالآية صريحة وواضحة ومسحوا برؤؤسكم وأرجلكم
الى الكعبين – نأتي على الوضوء في حالة المرض والسفر -- يحق للمريض العاجز عن أداء
الوضوء حتى لو كان مجنبا سواء ان كان مسافرا أو مقيما ان يتيمم صعيدا طيبا – أما
المسافر الذي جاء من الغائط أو لامس النساء سواء ان كانت زوجته التي في رفقته أو
ألمستمن في نومه ولم يجد ماءا له الحق ان يتيمم صعيدا طيبا بمسح الوجه واليدين منه
– تعتبر رخصة المسافر غير سارية المفعول في حالة وجود الماء -- وَإِن كُنتُم
مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ
لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً
فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ --ما يريد الله لإحراجكم -- ولكن يريد ان يطهركم
وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون -- –مَا
يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ
لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن
كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ
جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ
مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم
مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ
لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{6}
أوصي الله المؤمنين الذين سيحجون في سنة سبعه للهجرة ان يذكروا نعمة الله
عليهم -- يوم هداهم للإيمان وأخرجهم من الظلمات الى النور وميثاقه الذي أوثق
عقولكم فأصبحت موثقة بوحدانية -- يوم قلتم لله سمعنا واطعنا واتقوا الله فيما قلتم -- وعلموا انه عليم بذات الصدور -- وَاذْكُرُواْ
نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ – خاطب الله الذين سيحجون – قائلا -- كنوا قوامين اي مستمرين بالقيام
على حدود لله وشهداء له بالقسط -- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ
قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ --ولا يجرمنكم شنان قوم أي ولا تبالوا في تجريم
قوم يبغضونكم بسبب التزامكم بتعاليم الله الحقيقة في الأطعمة والصيد ومناسك الحج - وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ -- إلا تعدلوا -- اعدلوا بكل ما وصاكم به لله-- في مجال الصيد وشعائر الله والمحرمات ذلك هو
اقرب للتقوى -- وتقوا الله ان الله خبيرا بما تعملون – اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ -- ان
الهدف من هذه التوصيات هو لإبعاد الذين سيحجون في سنة سبعة للهجرة عن عادات
وتقاليد الوثنيين والشركيين التي كانت
تمارس أثناء الحج – وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات في وصايا الحج لهم مغفرة
واجر عظيم -- وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم
مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ -- والذين كفروا وكذبوا بآيات الله وعادوا الى
تقاليد الجاهلية أولئك أصحاب الجحيم --وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ
بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم
بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ
عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{7} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ
قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ
عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ
اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{8} وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ
آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ{9}
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ{10}
تعليقات
إرسال تعليق