من الاية 34 – 39 الأعراف
من هذه الآيات تبدأ سورة الأعراف التحضير لموقف أعراف يوم القيامة - لتوضيح الصورة أمام المعتقدين بالطقوس الشيطانية كالتعميد والتعري والتحفي ودلك الأجساد - على أنها طقوس كاذبة وان الشيطان يحاول قدر المستطاع إيصال الإنسان الى النهاية الخاسرة لجمع اكبر عدد من الخاسرين من أمثاله -- من خلال فهمنا للآيات اتضح لنا ان الحساب يوم القيامة سيكون حساب أمم --أي كل أمه تجتمع للحساب حسب الوقت المحدد لها وفقا للتعاقب الزمني -- قال الله -- ولكل امة اجل أي وقت محدد للحساب فإذا جاء اجلهم لا يستخارون ساعة ولا يستقدمون -- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ – بعد ان صحح الله الاعتقادات الشيطانية المزيفة التي ورثتها الشعوب من أقوال الكهنة ومن المورث الديني عن قصة ادم وزوجه وإبليس أصبح لديهم فضول لمعرفة السبل الكفيلة للنجاة من عذاب يوم القيامة – خاطب الله بني ادم - قائلا – يا بني ادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي – لماذا آياتي لان جميع الطقوس الوثنية والشركية والشيطانية منسوبة الى الله – فدور الرسل هو أقصاص الحق على الناس بالآيات الحقيقة لتصحيح ما نسب الى إليه ظلما وزوا – فمن اتقى أي ابتعد عن عذبه وأصلح فلا خوف عليهم يوم القيامة ولا هم يحزنون -- يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ – عكس ذلك - فالذين كذبوا بآياتنا التي جاء بها الرسل واستكبروا عنها بغية مصالحهم الطائفية والشخصية والاقتصادية التي حالت بينهم وبين إتباع الحق - أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون --- وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ{34}يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{35} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{36}
بعد ان قصت الرسل آيات لله على الناس اتضحت لهم حقيقة الدين - فبإمكانهم التميز بين الحق والباطل - فليس من الحق البقاء على الباطل – كما ليس من حق الفكر الوثني الشركي لأهل مكة البقاء على عقيدة الملائكة بنات الله – وليس من حق النصارى البقاء على عقيدة عيسى ابن الله - فمن إصر على تلك الأكاذيب أصبح متعمد في الافتراء على الله - ومتعمد في تكذيب آياته – قال الله - فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته – فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ -- أولئك ينالهم نصيبا من الكتاب أي ما كتب بحق الذين افتروا على الله الكذب وكذبوا بآياته – حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم أي الملائكة المختصة عن تحديد مواقف تلك الأمم - يتوفونهم ليس الوفاة الموت إنما الإيفاء بالحقوق لإعطاء كل ذي حق حقه بعد الفصل بين المؤمنين والكافرين داخل الأمة الواحدة – حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ -- طرح الرسل أو الملائكة سؤالا على الذين افتروا على الله الكذب وكذبوا بآياته – فقالوا –أين ما كنتم تدعون من دون الله - بمعنى أين الذين كنتم تدعون من دون الله - كالملائكة بنات الله أو عيسى ابن الله - فكانت الإجابة –ضلوا عنا بمعنى غابوا واختفوا عنا -- لما اختفى ما كان يدعون إليه من قبل -- شهدوا على انسفهم أنهم كانوا كافرين -- قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ{37}
نتابع آلية حساب الأمم يوم القيامة - بعد ان فصلت الملائكة أو الرسل المؤمنين عن الذين شهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين – نلاحظ ان كلمة الفصل الأخيرة كانت بيد لله – وليس بيد الرسل - وهذه إشارة عقائدية للذين اتخذوا من دون لله شفعاء بان لا حكم إلا له -- فلا شفاعة لابن الله ولا لبناته -- قال أي الله – للذين كفروا من الأمة التي زامنت نزول القران ولم تؤمن به – والتي سيكون لها تسلسلا زمنيا حسب الوقت المحدد بعد حساب الأمم التي قبلها – قال- ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار – قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ - نفترض مثلا ان عدد الأمم منذ بداية الخليقة الى يوم القيامة ألف امة فالحساب سيكون حسب الاقدمية وصولا الى أخر امة قبل يوم القيامة – فلا تعتقدون ان امة محمد هي أخر أمم - فكل أمه تتجدد مع مرور الزمن ستخضع للحساب – فالأمة التي يتكلم عنها القران سبقتها أمم من الجن الإنس في النار -- كلما دخلت امة النار لعنت أختها أي التي قبلها -- كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى -- حتى إذا اداركوا فيها جميعا أي أدركت النار جميع الأمم -- حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً -- قالت أخراهم أي أخر امة دخلت النار -- لأولاهم أي أولى الأمم التي دخلت النار -- ربنا هؤلاء أظلونا أي كانوا سببا في ضلالنا فاتهم عذبا ضعفا من النار – رد الله عليهم -- قائلا – لا توجد أفضلية بين أهل النار لكل ضعف ولكن لا تعلمون --- قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ
قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ{38}
اتهمت آخر امة دخلت النار الأمة التي قبلها على أنها هي السبب في إضلالهم ردت عليها الأولى -- وقالت – قالت أولاهم أي الأمة الأولى لأخراهم اي أخر امة -- علامة هذا الاتهام الذي تريدون من ورائه ان تكن لكم الأفضلية عند الله - فما كان لكم علينا من فضل - أي لا يوجد شيء يجعلكم أفضل منها – قالت الأمة الأولى لأخر امة -- فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون -- وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ
وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ
فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ
تَكْسِبُونَ{39}
كل أمة ترتبط بنبيها ونحن آخر الأمم نرتبط بنبينا محمد خاتم الرسل فمن آمن به نجا ومن كفر به هلك
ردحذفشكرا على مرورك الكريم -- اكيد ما تفضلت به -- حسب مفهومنا العام كامة اسلامية ولكن الاية لا تتكلم عن نبي وامه انما كتاب وامه اله وامه -- متى يظهر النبي بين امته وقت الشهادة امام الله -- {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41 -- فالمؤمن لا يحتاج الى شهداه ولا الى تزكية --
حذف