التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ولقد كتبنا في ألزبور

 

من الاية 92 – 112 الأنبياء  

مررنا في سورة الأنبياء بعدد من الطوائف الدينية المنشقة عن أصول الدعوات الحقيقية  التي جاء بها الأنبياء -  فحاولت كل واحدة منها الانحدار الى عمق التاريخ لضم اكبر عدد منهم  ويضأ لاستنباط أصالة تاريخية لشعوبها المتدنية -  فتلك الطوائف ألفت القصص والأحداث حول الأنبياء بما يتناسب مع  أفكارها وتوجهاتها - وقد ظهر ذلك واضحا في المقالة السابقة التي كانت بعنوان خصوصية الأنبياء بين التراث الديني والتنزيل - ولاحظنا كيف أدخلت الطائفة اليهودية أنبياء من خارج فترتها التاريخية  كإبراهيم وداوود وسليمان وأيوب وذا النون - كما أعطت لكل نبي دورا في تحقيق تلك الأهداف والتوجهات – عموما جميع الطوائف الدينية بكل مسمياتها القديمة والحديثة  جعلت كل واحدة منها مكانة لنفسها عند الله دون غيرها – فشكلت تلك  الطوائف أمم  احتلت مكانة كبيرة بين الشعوب  - ولكي يعطي الله لكل امة مكانها الحقيقي  – ألغى كافة الأرباب  لينفرد بربوبيته  - قائلا - ان هذه أمتكم امة واحده وأنا ربكم فعبدون – فالأمم كلها متساوية عند الله من الناحية الخلقية – لكنهم قطعوا أمرهم  بينهم الى قوميات وعرقيات وطوائف وملل  متعددة -- الله بعيد عن ذلك التقسيم وعن تلك المسميات – ولكن في النهاية كل ألينا راجعون –المشكلة ان تلك الطوائف أحلت المحرمات تحت غطاء ديني فاختفت الأعمال الصالحة من شرائعها -  فبداء الأفراد والجماعات يعملون السيئات ظننا منهم على أنها من الصالحات– فعلى مستوى الأفراد  - قال الله – فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وأنا له كاتبون –إما على المستوى الأمم - فقال - وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون  - فمصير الأمم كمصير الإفراد كل راجع  الى ربه --

 إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ{92} وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ{93} فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ{94} وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ{95}

ألغت الطوائف الدينية من عقائدها مفهوم البعث والنشور الأخروي تلبية للرغبات والحريات الشخصية عن طريق فتوى تهاونت في الكثير من العبادات فما عاد   لمفهوم التهديد والوعيد  فاعلية عقائدية للانتباه الى النهاية المصيرية لكل إنسان ( يوم  القيامة )- ولكي يعد الله تلك الطوائف الى أصل الدين دعاهم الى الإيمان باليوم الأخر-  فصور لهم الوهلة الأولى للقيام من حالة الموت  كقومي يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون - أي يخرجون – واقترب وعد الحق - اي وعد الحساب بمعنى القيامة أولا --  والحساب ثانيا -- فإذا هي شاخصة إبصار الذين كفروا - أي الذين نكروا البعث والنشور – قالوا - يا ويلنا - تعبيرا منهم عن المفاجئة -  قالوا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كانا ظالمين –أنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون –   بما ان تلك الطوائف الهت الأنبياء - فمن غير المعقول ان يدخل الله أنبيائه في النار - فالمقصود هنا منظري الأفكار الشركية والوثنية الذين جعلوا الناس يتخذون الأنبياء أربابا من دون الله– ولوا كانوا هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون - لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون  

 حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ{96} وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ{97} إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ{98} لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ{99} لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ{100}

معظم  الطوائف الدينية تتبع أسلوب المغالاة في الدين  فألهت أنبيائها  وأقحمت أقولهم في كافة مفاصل الحياة فتشعب وشكل قيودا وأغلالا على المجتمعات  فما عاد على أصوله يدعو الى الإيمان بالله واليوم الآخر  -  فلما نزل قول الله -- إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ -- بخصوص الطوائف التي رفعت أنبيائها الى مرتبة الإله - استثنى منهم الذين سبقت لهم منا الحسنى وهم شريحة الأنبياء والذين امنوا معهم - أولئك عنها مبعدون – أي عن النار - لا يسمعون حسيسها –أي حسيس النار وزفيرها - وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون – لا يحزنهم الفزع الأكبر- الفزع الأكبر هو يوم القيامة-  وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم فيه توعدون -

 إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ{101} لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ{102} لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{103}

 السماء من مشاهد يوم القيامة - فالسماء أول خلق في هذا الكون الواسع لأنها العامل الأكثر تأثيرا على الأرض - فهي مصدر الشمس ومصدر تكوين عوامل المناخ كما هي المجال الواسع لحركة السحب والرياح - بما ان السماء هي أول خلق في هذا الكون  فستكون أول خلق ينطوي عن أداء وظيفته الخلقية – قال الله - يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انأ كنا فاعلين –ولقد كتبنا في ألزبور –ألزبور ليس كتاب داوود كما يعتقد البعض-  إنما  هو الحديد المذاب بفعل اوكسيده - فأول من استخدم ألزبور أو اوكسيد الحديد لإذابة المعادن هو داوود ولقد أتينا داوود زبرا  - كما استخدمه ذو القرنيين في بنا السد - فقال -أتوني بزبر الحديد افرغ عليه قطرا – القطر النحاس - فأقدم شعار ديني على الأرض هو-- ان الأرض يرثها عبادي الصالحون - كتبه داوود على الصناعات الحديدية من بعد ما كان قول متداول بين الناس – فالأرض هي ارض القيامة التي ستضم المجموعة الكونية في ارض واحدة – ان في ذلك لبلاغ لقوم عابدين – فما قيل في الذكر قبل داوود وما كتبه داوود على الصناعات الحديدية  بمثابة بلاغ للعالمين– وما أرسلناك يا محمد إلا رحمة للعالمين – فالرحمة لا تكمن بابتلاءات الدنيوية كالدين إنما الخلاص من العذاب الأخروي والدخول الى وراثة  الأرض التي  سيهبها الله لعباده الصالحين  – فالرحمة الاخروية لا تتحقق إلا عن طريق الصالحات

 يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ{104} وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ{105} إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ{106} وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ{107}

 لإبعاد النبي عن الإلوهية لا بد من تحديد ماهية التنزيل لترسيخ مفهوم الوحي في عقيدة الطوائف التي رفعت أنبيائها الى مرتبة الإله - وحصر مفهوم مسلم المفرغ من محتواه الحقيقي لدى الطوائف لربطه مع عقيدة الإله الواحد -  قل يا محمد - إنما يوحى الي أنما إلهكم اله واحد فهل انتم مسلمون –فان تولوا  - بمعنى خالفوا هذا الرأي -  فقل آذنتكم على سواء – فمثلما انتم لا تعلمون وعد الله نحن أيضا لا نعلم -  وان ادري أقريب أم بعيد ما توعدون – تعبير عام عن عدم علم النبي بالموعد الحقيقي للبعث والنشور  – فمن المفاهيم الأخرى المكملة لعقيدة البعث والنشور علم الله ألجهري والعلني - انه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون – يخلي النبي علمه بإبعاد الآيات التي صححت عقائد الطوائف ومدى إستراتيجيتها على ارض الواقع - فهل هي بالنسبة لهم فتنة للعذاب الدنيوي أم هو متاع الى وقت أخر -- وان ادري لعله فتنة لكم ومتاع الى حين – مع كل الأطروحات المختلفة بشان العذاب الدنيوي يبقى الحكم لله وحده –قل يا محمد - قل ربي احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون – تصفون - هو الصف الجائر الذي بلورته الطوائف الدينية عندما رفعت الأنبياء الى مرتبة الإله -- كبديل عن الله


 قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ{108} فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ{109} إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ{110} وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{111} قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ{112}

 

تعليقات

طلعت خيري

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس فقد المسيحييون الشرقييون  الارثذوكسييون  مسارهم الديني المقدس الممتد من القدس الى اليونان مرورا بتركيا والمتمثل بأوربا الشرقية بعد إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس فكان الإعلان رصاصة الرحمة  على التراث المسيحي الشرقي في فلسطين -- فما عاد تعريب الكنائس يجدي نفعا –الأمر لا يقتصر على المسيحيين فقط بل حتى المسلمين فقد باتوا عاجزين عن فعل شيء—نستذكر من التراث الإسلامي السياسي بعض الأحاديث النبوية المكذوبة على رسول الله والتي توضح تحالف إسلامي مسيحي ضد اليهود في أخر الزمان المتمثل بنزول عيسى ابن مريم –وكسره للصليب والصلاة بالأنبياء والمؤمنين– ليقفوا صفا واحدا ضد اليهود –فالكذب الديني  السياسي الإسلامي والمسيحي جاء بنتيجة مغلوطة على شعوب المنطقة ---أنهت المسلمين والمسيحيين الشرقيين وأنهت أيضا كافة حركات التحرر اليسارية والشيوعية والاشتراكية التي ناصرت القضية الفلسطينية لعقود كثيرة –نقل السفارة له أبعاد سياسيه شامله لكل المسيحيين المعتقدين بالمجيء الأول والثاني والطامحين بعودة القدس للحاضة  المسيح...

ولا تكن للخائنين خصيما

من الاية 105 – 113 النساء لا نعرف ما حقيقة المشكلة التي جادل عنها النبي وأصحابه باتخاذهم موقفا مناصرا لها – بما ان مواضيع الآيات التي سبق هذا الموضوع تتكلم عن مكافحة المرتدين مع الحذر من قتلهم   خطأ أو تعمدا -- إلا بعد التأكد -   فمن المحتمل ان طائفة ما اخترقت تلك التحذيرات فقتلت مرتدين مما أدى الى تذرع القتلة بعدم علمهم أو جهلهم بالحقيقة – المهم تلك الطائفة خانت الله في تعاليمه فأول من ناصرها النبي وأصحابه – قال الله -- يا محمد إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله في وصاياه وشرائعه وحدوده ولا تكون للخائنين خصيما   أي لا تكن مع الخائنين خصيما للحق – إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً   -- واستغفر الله على ما بدر منك بمناصرة الخائنين -- ان الله كان غفورا رحيما – وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً   -- ولا تجادل يا محمد بالباطل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما -- إذن -- الطائفة التي خان...

رجال الأعراف

  من الاية 46 – 53 الأعراف   في المقالة السابقة وضعنا مقارنه بسيطة بين أهل النار وأهل الجنة –فوجدنا اختفاء حالات الغل والكراهية والحقد بين أهل الجنة –ونزعنا ما في صدورهم من غل – بينما نجد التراشق باللعنات والشتائم بين أهل النار – فإذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين استقر أهل النار في النار واستقر أهل الجنة في الجنة –وبينهما حجاب – حجاب غير مانع عن الرؤية - بل وهو فاصل   بين أهل النار وأهل الجنة يمكن من خلاله رؤية بعضهم البعض -- والا كيف نادى أصحاب الأعراف رجالا من أهل النار يعرفونهم بسيماهم – يعتقد البعض ان الأعراف هو مكان بين الجنة والنار يقف عليه رجال تساوت سيئاتهم مع حسناتهم – طبعا هذا اعتقاد خاطئ لان الله لم يذكر هكذا حاله في القران إنما ذكر مواقف مصيرية تنتهي   أما في النار وإما في الجنة -- وعلى الأعراف – الأعراف تعني المعارف يعني أشخاص يعرفون بعضهم بعض في الدنيا --   الأعراف هم رجال من أهل الجنة يعرفون أصحاب الجنة كل بسيماهم أي بإشكالهم -- ويعرفون أصحاب النار كل بسيماهم أي بإشكالهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا – فنادى أصحاب الأعراف الذين هم في ا...

كذبة قتال الملائكة في معركة بدر

  من الاية 1 – 14 الأنفال حصل خلاف كبير بين المؤمنين على   أنفال معركة بدر - فمن المعروف عن   المعارك كل مقاتل يغنم - دابة و سلاح وأمتعة قتيله – أما يتركه الجيش المنهزم في المعركة   يخضع للتقسيم بين المقاتلين - فالخلاف كان على تقسيم الأنفال   - أرادت جهة ما ان تسولي على الغنائم دون غيرها   مدعية   فضلها في إحراز   النصر في المعركة –   فنزول سورة الأنفال جاء للرد على الذين ادعوا ان النصر نصرهم -أولا --   وثانيا - حددت آلية تقسيم الأنفال   --   فجاء المتخاصمون الى النبي يسألونه عن الأنفال –يسألونك عن الأنفال - الأنفال مفردها نفل وتعني الزيادة   أو ما بقي من غنائم المعركة التي لم تخضع للتقسيم – قل الأنفال الله والرسول – هذا يعني ان الغنائم ستبقى تحت تصرف الرسول الى حين البث في هذا الأمر   – فاتقوا الله – أي خافوا الله وتركوا الأطماع   وأصلحوا ذات بينكم   – وأطيعوا الله ورسوله في قرار التقسيم ان كنتم مؤمنين -- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ...

حساب الأمم يوم القيامة

  من الاية 34 – 39 الأعراف من هذه الآيات تبدأ سورة الأعراف التحضير لموقف أعراف يوم القيامة - لتوضيح الصورة أمام   المعتقدين بالطقوس الشيطانية كالتعميد والتعري والتحفي ودلك الأجساد - على أنها طقوس   كاذبة   وان الشيطان يحاول قدر المستطاع إيصال الإنسان الى النهاية الخاسرة لجمع اكبر عدد من الخاسرين من أمثاله --   من خلال فهمنا للآيات اتضح لنا ان الحساب يوم القيامة سيكون حساب أمم --أي كل أمه   تجتمع للحساب   حسب الوقت المحدد لها وفقا للتعاقب الزمني -- قال الله -- ولكل امة اجل أي وقت محدد للحساب فإذا جاء اجلهم لا يستخارون ساعة ولا يستقدمون -- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ –   بعد ان صحح الله الاعتقادات   الشيطانية المزيفة التي ورثتها الشعوب من   أقوال الكهنة   ومن المورث الديني عن قصة ادم وزوجه وإبليس أصبح لديهم فضول لمعرفة السبل الكفيلة للنجاة من عذاب يوم القيامة – خاطب الله بني ادم - قائلا – يا بني ادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي – لماذا آياتي لان جميع ال...

أهل الجنة وأهل النار

  من الاية 40 – 45 الأعراف     قلنا سابقا --اتهمت آخر امة   دخلت النار الأمة التي قبلها على أنها هي السبب في إضلالهم   ردت عليها الأولى – وقالت--   علامة هذا الاتهام الذي تريدون من ورائه ان تكن لكم الأفضلية عند الله - فما كان لكم علينا من فضل - أي لا يوجد شيء يجعلكم   أفضل منها – قالت الأمة الأولى لأخر امة -- فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون -- وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ –   ادخل أهل النار- النار- وادخل أهل الجنة -الجنة - فكل من كان يعتقد ان هنالك مخرج من النار فليستمع الى   شرط الله ألتعجيزي - قال الله - ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء أي سقف نار جهم للنظر الى الأعلى بسبب   النار التي تغطيهم   من كل جانب - ولا يدخلون الجنة   حتى يلج الجمل في سم الخياط – الجمل حبل سميك يستخدم في تثبيت أشرعت القوارب والسفن - سم الخياط هي فتحة الخياط وليس الإبرة المعروفة الخياط اكبر حجما من الإبرة واسمك ويستخدم في حياكة حصر...

اليوم أكملت لكم دينكم

من الاية 1- 10 المائدة حرم الفكر الوثني الشركي لأهل مكة الكثير من الإنعام افتراء على الله فكانت تلك المحرمات تمارس تحت اسم الله ارضاءا للشريك وللأوثان التي يعبدونها   من دونه -- فخاض التنزيل معهم حوارات فكرية مختلفة أبطلت تلك المفتريات   – مجموعة الآيات أدناه من سورة الأنعام توضح افتراءات المشركين على الله -- {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }الأنعام119 {وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأنعام138 {وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَي...

ناقة صالح

  من الاية 73 – 84 الأعراف صالح أول   رسول يأتي بالدليل المادي لقومه بينما نوح وهود لم يقدما أي دليلا ماديا مجرد تذكير بألاء الله -- وهذا تحول جديد في إطار رسالات الرسل – والى ثمود أخاهم صالحا - قال - يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره -- إذن لديهم عدد من الآلهة يعبدونها من دون لله – قدم صالح لقومه الدليل المادي– قائلا-   قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم – بعض الراويات تقول ان الناقة ولدت من صخرة كبيرة طبعا هذا الكلام غير عقلاني –   الهدف من اختيار صالح للناقة في مجتمع لا يهتم بتربية الإبل إنما في الزراعة فقط   هو لوضع نقطة فصل محورية بين المستكبرين من قومه وبين الله - معتبرا المعتدي عليها معتدي على الله --هذا من ناحية --ومن ناحية أخرى - ترك الناقة حرة في اختيار المراعي مع تخصيص يوما لسقيها سيجعلها عرضة للصوص قوم ثمود وعصابات السلب والنهب التي عاثت في الأرض فسادا   -- الملفت للنظر هو ان صالح له مكانة كبيرة في قومه لربما كان احد زعماء قوم ثمود فمن خلال قراءتنا للقران وجدنا ان قومه لم ...

أدوا الأمانات الى أهلها

من الاية 55 – 70  النساء كان طواغيت الذين هادوا من أهل الكتاب ينشرون طغيانهم الطائفي على آل بيت إبراهيم   بكل ما لديهم من افتراءات تاريخية وعقائدية– فأصحاب الجبت والطاغوت حسدوا المؤمنين على   فضل الله عليهم   بعد ان تبين لهم ان آل إبراهيم الحقيقيون هم المؤمنون بالله واليوم الآخر من العرب وآهل الكتاب – وخاصة بعد   ان صحح القران عقائد شبه الجزيرة العربية والتراكمات الوثنية على آل إبراهيم في مكة – وعقائد النصارى واليهود والتراكمات الوثنية على الدعوة الإنجيلية والتوراتية في المدينة – أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ البقرة140 -- لهذا ظهر الحسد العقائدي على المؤمنين -- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً   ...