من الاية 25 – 44 الأنبياء
الحوار مستمر مع أهل مكة حاملي عقيدة الملائكة بنات الله بخصوص الاعتقادات التي نقلها التراث الديني المكي الى صدر الإسلام منها اللعب والعبثية والخلود في عالم الأحياء مع ملائكة السماء - وإلوهية الملائكة - ودورهن في تعزيز الأنشطة التجارية والاقتصادية التي تدر عليهم بالأموال والثروات
من المفاهيم المغلوطة التي انبثقت عن عقيدة الملائكة بنات الله هي ان الملائكة أبلغت الرسل والأنبياء من قبل على ان الملائكة قالت لهم نحن بنات الله – وأمرن الرسل بتبليغ البشرية بهذه الرسالة – رد الله على المعتقدين – قائلا - وما أرسلنا من قبلك يا محمد من رسول إلا نوحي إليه – إذن الملائكة ليس من مهامها تبليغ الرسل بالرسالات –بل هي من مسئولية الوحي فقط - فالوحي ابلغ الرسل والأنبياء من قبل بان يقولوا ما قاله الله عن نفسه - انه لا اله إلا أنا فاعبدون –نقل التراث الديني لأهل مكة الى صدر الإسلام عقيدة جائر إلا وهي ان الله صاهر الجن فأنجبوا له البنات - وقالوا – أي أهل مكة - اتخذ الرحمن ولدا – ولدا – ليس الولد الذكر - إنما الولد يطلق على كل مولود سواء ان كان ذكر أو أنثى – وقالوا اتخذ الرحمن ولدا- سبحانه – سبحانه ما ينبغي له ذلك - بل عباد مكرمون – الملائكة عباد مكرمون - رد الله على الذين قالوا اتخذ الرحمن ولدا - ليضع الملائكة في منازل حقيقية وليس اعتقاديه – فقال- لا يسبقونه بالقول – لا يقولون شيء من تلقاء أنفسهم -- وهم بأمره يعملون – ولا يعملون إلا وفق أوامر من عنده - يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم – علمه الشمولي بعالم الملائكة – فمن الاعتقادات الأخرى التي بلورتها عقيدة الملائكة بنات الله – هي الشفاعة – والتي تعتبر أهم عقيدة في تراث أهل مكة لأنها مصدر مالي واقتصادي وتجاري للطبقة الرأسمالية والكهنة وزعماء القبائل الذين يهيمنون على طقوس تكفير الخطيئة فيأتي سنويا المثقلون بالخطايا والذنوب بأموالهم ومحاصيلهن ومواشيهم الى المعابد ليتقربوا بها الى أوثان الأرض التي ترمز الى الملائكة بنات السماء – ولتصحيح تلك العقيدة - أبطل الله شفاعة الملائكة وبين لهم بان لا شفاعة لهن - فقال - ولا يشفعون –أي الملائكة - إلا لمن ارتضى –إلا لمن ارتضى الله عنه - وهم من خشيته - أي الملائكة - مشفقون – ولكي يؤكد الله لأهل مكة بان لا دور للملائكة يوم القيامة – قال - ومن يقل منهم إني اله من دونه نجزيه كذلك نجزي الظالمين – حاله حال أي ظالم افترى على الله الكذب - أولم ير الذين كفروا- من أهل مكة - ان السماوات والأرض كانتا رتقا – الرتق عكس الفتق - كانتا رتقا وتعني السماوات رتق والأرض رتق والرتق تعني المحبوس - محبوستان عن أداء وظيفة مناخية إلا وهي سقوط الإمطار في فصل الصيف بسبب عدم تأثير البحار والمحيطات على المنطقة - فعندما تصل تلك التأثيرات في فصل الشتاء تبدأ الأمطار بالتساقط - ففتقناهما – ففتقنا السماء بالماء وفتقنا الأرض بالإنبات - والدليل - وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون – وجعلنا في الأرض رواسي ان تميد بهم – الرواسي هي ثوابت الحياة على الأرض كالماء والهواء والتربة – تميد بهم - تعني لا تنقطع عنهم - وجعلنا فيها فجاجا – فجاج ممرات بين الجبال والأودية والتلال - سبلا - طرقا يستعين بها المسافر برا - لعلهم يهتدون – يحددون من خلال تلك الممرات المدن والقرى برا
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ{25} وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ{26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ{27} يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ{28} وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ{29} أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ{30} وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ{31}
من الأفكار التي كانت رائجة مع عقيدة الملائكة بنات الله هي اعتقاد خلود الأنبياء في عالم الإحياء مع ملائكة السماء –ولكي يصحح الله ذلك الاعتقاد – قال - وجعلنا السماء سقفا محفوظا – أي محفوظ من حياة الخلود لان الله لم يخلقها لهذا الغرض- فيا أهل مكة- بدلا من انشغالكم بخرافات اعتقاديه عليكم ان تتفكروا بآياتها –التي انتم عنها معرضون - وهم عن آياتها معرضون – أشار الله الى آيات السماء لتذكير أهل مكة – فقال - هو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر وكل في فلك يسبحون – ولكي يبطل الله اعتقاد خلود الأنبياء في عالم الأحياء مع ملائكة السماء - قال- وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد – من قبلك خالد من الأنبياء - أفان مت هم الخالدون – فهل أهل مكة - هم الخالدون في عالم الإحياء –أبطل الله ادعاءات الخلد - فقال – كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون – وإذا رآك الذين كفروا- المشركون من أهل مكة - ان يتخذوك إلا هزوا – يستهزئون بك - أهذا الذي يذكر ألهتكم – أهذا الذي وضع آلهتكم على محك الانهيار - وهم بذكر الرحمن هم كافرون - خلق الإنسان من عجل – في استعجال دائم وليس له عزما على الانتظار - سأريكم آياتي –سترون العذاب وما استعجلتم به - فلا تستعجلون – فلا تستعجلون على عذابكم - ويقولون – المتحدون لله من أهل مكة - متى هذا الوعد ان كنتم صادقين – رد الله عليهم - لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون – ولا هم ينصرون لا من قِبل الملائكة ولا من قِبل الأنبياء – بل تأتيهم بغتة – تأتيهم ساعة العذاب دون إنذار سابق - فتبهتهم – فتذهل وتندهش عقولهم لأنها أصبحت حقيقة - فلا يستطيعون ردها –إزاحتها عن الواقع - ولا هم ينظرون – ولا يأخذ النظر في عذابهم الى الوقت أخر – ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا يستهزئون – قل يا محمد لأهل مكة - من يكلؤكم – يكلؤكم –يحفظكم ويحميكم من عذاب الرحمن - من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن- بل هم عن ذكر ربهم معرضون -- أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا – أم لهم آلهة تنجيهم من عذابنا - لا يستطيعون نصر أنفسهم –فآلهتكم غير قادرة على نصر نفسها فكيف ستنصركم من الله - ولا هم منا يصحبون – ولن نقبل بصحبتهم التي سيقرون بها حين يرون العذاب - بل متعنا هؤلاء وآبائهم حتى طال عليهم العمر – مضى فيهم التهديد والوعيد عمر طويل حتى اعتقدوا بان لا فاعلية له - أفلا يرون – أهل مكة - أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها – أفلا يرون أهل مكة ان نفوذهم الإقليمي قد انحسر عن المدن والقرى المجاورة - افهم الغالبون
وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا
مُعْرِضُونَ{32} وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ{33} وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن
قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ{34} كُلُّ نَفْسٍ
ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا
تُرْجَعُونَ{35} وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا
هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ
كَافِرُونَ{36} خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا
تَسْتَعْجِلُونِ{37} وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ
صَادِقِينَ{38} لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن
وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ{39} بَلْ
تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ
يُنظَرُونَ{40} وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ
سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون{41} قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم
بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم
مُّعْرِضُونَ{42} أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا
يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ{43} بَلْ
مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا
يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ
الْغَالِبُونَ{44}
تعليقات
إرسال تعليق