من الاية 57 – 76 طه
رفض فرعون رفضا قاطعا كافة الآيات الفكرية والعقائدية التي تدل على عظمة الخالق متهما موسى بالسحر – علما ان موسى لم يقدم له آيات العصي المتحولة الى ثعبان ولا اليد البيضاء -- إنما أجاب على سؤال فرعون بقول لين من الآيات – سؤال فرعون - قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى{49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى{50} قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى{51} قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى{52} الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى{53} كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى{54} مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى{55}
اتهام فرعون لموسى بالسحر أمام الطبقة الحاكمة وأفراد الدولة وأركانها له أبعاد سياسية - منها - لمنع انجرار الشعب والحكومة وراء التأثيرات الفكرية والعقائدية للآيات التي جاء بها موسى –اتهام فرعون لموسى -- قال فرعون أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى – فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى – قال فرعون -- موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى – ضحى نهارا - اشرف فرعون بنفسه على ترتيب اللقاء حيث جمع السحرة من كافة المدن والأمصار ثم أتى بهم الى يوم الزينة -- فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى – خاطب موسى الحاضرين في يوم الزينة ومن ضمنهم السحرة وأركان الدولة -- قائلا -- قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله الكذب فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى – وعلى الفور اجتمع فرعون باركان الدولة لاتخاذ موقف موحد لتلافي أي طارئ قد يقلب الموقف لصالح موسى -- فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى – لم يعلنوا عن ما تناجوا به وجعلوه سرا
قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى{57} فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَاناً سُوًى{58} قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى{59} فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى{60} قَالَ لَهُم مُّوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى{61} فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى{62
تمخض عن اجتماع فرعون بان يتولى أفراد من أركان الدولة مهمة تنظيم لقاء موسى مع السحرة أمام الجمع من الناس -- فأشار منظمي اللقاء الى موسى وهارون كي يتعرف عليهما السحرة - فقالوا -- قالوا ان هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى – الطريقة هي تعاليم دينيه روحية تتبعها الملل – المثلى تعني المثالية -– فاجمعوا كيدكم –استعدوا بكل قوة - ثم ائتوا صفا وقد افلح من استعلى – افلح – له مكافئة ومكانة لمن سيدحض موسى -- السحرة – قالوا يا موسى أما ان تلقي وأما ان نكون أول من ألقى –موسى - قال بل القوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى – فأوجس في نفسه خيفة موسى – قلنا لا تخف انك أنت الأعلى – والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى{63} فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى{64} قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى{65} قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى{66} فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى{67} قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى{68} وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى{69}
فألقى السحرة سجدا وقالوا آمنا برب هارون وموسى –فرعون - قال أمنتم له قبل ان أذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولا صلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا اشد عذابا وأبقى – رد السحرة على فرعون - –قالوا لن نؤثرك – أي لن نتبعك بعد اليوم - على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا – فطرنا خلقنا -- فاقض ما أنت قاض –احكم علينا ما شئت - إنما تقضي هذه الحياة الدنيا – أنا أمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى - انه من يأتي ربه مجرما فان له نار جهنم لا يموت فيها ولا يحيى – ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ
وَمُوسَى{70} قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ
الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ
خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا
أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى{71} قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ
الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي
هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{72} إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا
خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ
وَأَبْقَى{73} إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا
يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى{74} وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ
فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى{75} جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى{76}
تعليقات
إرسال تعليق