من الاية 24 – 56 طه
نعم سورة طه نزلت على المشركين العرب ولكن لا علاقة لها بالفكر الوثني الشركي لأهل
مكة لان تراثهم يستمد أحداثه وتعاليمه
الدينية من قصص إبراهيم و بناء البيت -
فما لا يقبل الشك عندما ينقل القران أحداث دينية
لأنبياء مثل موسى أو عيسى هذا يعني ان هنالك طوائف في المنطقة تصغي إليها -- فسورة
طه تقص أحداث دينية وتاريخية وتراثية لكل
من له علاقة بموسى كبني إسرائيل والذين هادوا واليهود – بعد ان قدم الله لموسى أدلة
مادية العصا واليد البيضاء كدليل على نبوته أمره بالتوجه الى فرعون - فقال – اذْهَبْ
إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{24}- ولكن سرعنما شعر موسى بصعوبة تدبير تلك الرسالة
لأنه يحتاج الى بعض الأمور التي ستساعده على تخطي تلك
المرحلة – فطلب من الله بعض المطالب منها - قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي{25}
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي{26} وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي{27} يَفْقَهُوا
قَوْلِي{28} وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي{29} هَارُونَ أَخِي{30} اشْدُدْ
بِهِ أَزْرِي{31} وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي{32} كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً{33}
وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً{34} إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً{35}- ولكي يكمل الله ما يريد ان يصطنعه لنفسه وافق على مطالب موسى - قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا
مُوسَى{36}
شن فرعون في فترة حكمه حملات تصفيه لحديثي الولادة من الذكور طالت العائلات المتدينة كبني إسرائيل فموسى احد الذكور الذين أطالته التصفية – ولكن لما أراد الله ان يصطنعه لنفسه تدخل لصد جميع العوارض التي تقف ضد تلك الاصطناعية الربانية فمًّن الله عليه مرات عديدة منها – المرة الأولى - وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى{37} إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى{38} أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي{39} إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ – المرة الثانية - وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى{40} وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي{41}
اذهب أنت وآخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري – تنيا للمثنى تني للمفرد –نعبر عنها بالعامية وني وتعني لا يهم بنفسه على عجل لتنفيذ ما أنيط به - هما بنفسكما الى ذكر الله ولا تكونا ونيان -- اذهبا الى فرعون انه طغى –طغى على بني إسرائيل بكل معاني الطغيان -- فقولا له قولا لينا لعله يذكر أو يخشى – قالا ربنا اننا نخاف ان يفرط علينا – يفرط - يصرخ أو يثور علينا -- أو ان يطغى – يطغى علينا بأحكامه الصارمة -- قال لا تخافا أنني معكما اسمع وارى – فأتياه فقولا أنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى – أنا قد أوحي إلينا ان العذاب على من كذب وتولى – قال فمن ربكما يا موسى – قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه – أعطى لكل مخلوق شكلا يميزه عن غيره - ثم هدى - هداه لأداء وضيفته الحياتية أو العلمية أو العمرانية التي خلق من اجلها – قال فما بال القرون الأولى – قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى – الذي جعل لكم الأرض مهدا – مهدا -ممهدة للاستخدام -- وسلك لكم فيها سبلا – طرق عديدة للرزق -- وانزل من السماء ماء فأخرجنا به أزوجا من نبات شتى – كلوا وارعوا أنعامكم ان في ذلك لآيات لأولى النهى – النهى من بلغه التحذير واخذ به على محمل الجد – منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى – ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى
اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي
وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي{42} اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{43}
فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى{44} قَالَا
رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى{45} قَالَ لَا
تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى{46} فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا
رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ
جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى{47}
إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى{48}
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى{49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ
شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى{50} قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى{51}
قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى{52}
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً
وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ
شَتَّى{53} كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي
النُّهَى{54} مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ
تَارَةً أُخْرَى{55} وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ
وَأَبَى{56}
تعليقات
إرسال تعليق