من الاية 41 – 50 مريم
ادخل التراث الديني النصراني أنبياء من خارج فترته الدينية مما أدى الى اختلاط الإحداث التاريخية مع التعاليم العقائدية بعد انحداره الى عمق التاريخ ليستمد أصالة ليعزز بها منهجه الديني - إبراهيم احد الأنبياء الذين زامنهم التراث النصراني في مسيرته الطائفية حيث نقل أحداثه من قبل التاريخ الى القرن السادس الميلادي -– صحح الله ذلك التزامن -- قائلا -- {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }آل عمران65-
إبراهيم في التراث النصراني
الكتاب المقدس
قال السيد
المسيح: "أبوكُمْ إبراهيمُ تهَلَّلَ بأنْ يَرَى يومي فرأَى وفَرِحَ"
(يو8: 56). وهذا الإعلان قد أثار حفيظة اليهود وقالوا له: "ليس لكَ خَمسونَ
سنَةً بَعدُ، أفَرأيتَ إبراهيمَ؟" (يو8: 57). ورد السيد المسيح: "قَبلَ
أنْ يكونَ إبراهيمُ أنا كائنٌ" (يو8: 58).-نعم يا ربي يسوع..-- بالحق نعلم
أنك كائن قبل الأدهار، --وقبل آدم وإبراهيم، --وقبل الملائكة والخليقة كلها،-- لأنك
أنت الخالق والأزلي،---والكائن فوق الأزمان.-- لكن دعني يا سيدي القدوس..أفهم كيف
ومتى وأين رآك أبونا إبراهيم!!
لقد فتح لنا السيد المسيح -بهذه المعلومة- الباب على مصراعيه، لنكتشف معاني مسيانية في حياة أبينا إبراهيم.. وبل وأيضًا في كل الكتاب المُقدَّس.
فمن الاعتقادات المشوهة التي نقلها الفكر التراثي النصراني الى صدر الإسلام حوار إبراهيم مع أبيه كدليل تاريخي على الوهيتة المسيح عيسى ابن مريم كما قرئنا أعلاه - فلا تستغرب عندما تسمع عن ازدواجية تاريخية يطرحها التراث الديني يزامن فيها ادم مع شخصية تراثية أو يقدمه في حدث مع احد الأنبياء أو يختلق تداخل تاريخي مع بعض الأنبياء - صحح القران تلك الاعتقادات المشوهة مبينا حقيقة حوار إبراهيم مع أبيه - قائلا – وذكر يا محمد في الكتاب إبراهيم انه كان صديقا نبيا – صديقا نبيا وصف شامل – ولقد حصل على مرتبة الصديق لأنه صدَّق رؤيا ربه بابنه إسماعيل –كان قوم إبراهيم يعبدون الأصنام - وإذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا –– يا أبتي إني قد جاءني من العلم – العلم – هي الدلائل العقائدية الحنيفة التي استنبطها إبراهيم من ملكوت السماوات والتي أكدت له ان الله ليس الأصنام التي يعبدها أبيه وقومه - يا أبتي إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا – طريقا مستقيما مستويا – قدم إبراهيم لأبيه فرصة العدول عن الشرك قبل ان يصيبه الله بعذاب فيموت على دين الشيطان – فقال - يا أبتي لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا – يا أبت إني أخاف ان يمسك عذابا من الرحمن فتكون للشيطان وليا –
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً{41} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً{42} يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً{43} يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً{44} يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً{45}
قال أراغب – أراغب تعني هل ترغبني يا إبراهيم بإلهك لأصد عن آلهتي -- قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنتهي لا رجمنك – لا قتلك رجما - واهجرني مليا – مليا - مدى الحياة – قال سلام- استسلم إبراهيم تاركا الجدال بعد إصرار أبيه على ما يعبد من دون الله - قال سلام سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا – حفيا تعني حفاه الله وأحاط به من كل شيء حتى عرف ربه على حقيقته – واعتزلكم - انفصل عنكم - وما يعبدون من دون الله - من أصنام وأوثان - وأدعو ربي عسى إلا أكون بدعاء ربي شقيا – لن أشقى بدعاء ربي - فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله – فلما انفصل إبراهيم عن أبيه وقومه - استجاب الله دعاء -- ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا – ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ
لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً{46} قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ
لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً{47} وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن
دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي
شَقِيّاً{48} فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً{49}
وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ
عَلِيّاً{50}
تعليقات
إرسال تعليق