من الاية 83 – 110 الكهف
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً{83} إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} فَأَتْبَعَ سَبَباً{85} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً{86} قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً{87}
وأما من امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا – فامن بالله الكثير من الناس على يده - اخذ ذي القرنين بالسبب الثاني شرقا -- ثم اتبع سببا – حتى إذا بلغ مطلع الشمس – مطلع الشمس ليس مكانا ولا زمانا ثابتين – فلما سار ليلا طلعت عليه الشمس عند قوم -- وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا – فعلمهم كيف استخدام بعض النباتات في صناعة أغطية الرأس وبناء الفيافي والسقائف التي تقيهم الشمس -- وكذلك أحطنا بما لديه خبرا –مطلعون على الأخبار والأسباب التي دفعت بذي القرنين شرقا وغربا– اخذ ذي القرنين بالسبب الثالث ليمكنه الله ما بين السدين -- ثم اتبع سببا – حتى إذا بلغ بين السدين – أي وصل الى منطقه ما بين السدين – سد ليأجوج ومأجوج وسد أخر للقوم الذي وصل إليهم ذا القرنين – فوجد القوم كفوا أنفسهم وانعزلوا عن السدين بسبب اعتداءات يأجوج ومأجوج -- وجد من دونهما – أي من دون السدين - قوما لا يكادون يفقهون قولا – بسبب لغتهم القبلية فلا احد يفقه ما يقولون - ولا يفقهون ما يقال لهم - فعلمهم لغة يمكن من خلالها التعبير عن مشاكلهم ومعاناتهم –ولما تعلموا -- قالوا -- يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا – أي مبلغا من المال --على ان تجعل بينا وبينهم سدا -- أي سد ثالث بين السدين يمنع وصول يأجوج ومأجوج إليهم
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً{88} ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً{89} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً{90} كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً{91} ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً{92} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً{93} قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً{94}
قال ما مكنني فيه ربي خيرا – ما وفر لي ربي من وسائل وأسباب التمكين خيرا من خراجكم وأموالكم – فاعنوني بقوة – ساعدوني بأكبر عدد من الأيدي العاملة -- اجعل بينكم وبينهم ردما – إذن ذا القرنين لم يوافق على بناء سد ثالث بين السدين كما اقترحوا عليه – بل استخدم ردما محصن بالمعادن يفصل بينهم وبين يأجوج ومأجوج –--فدفن جزء من الممرر بالتراب - ثم طلب منهم وضع زبر الحديد أي اوكسيد الحديد فوق ألتراب ثم ساوى به صدفي الممرر– زبر الحديد هي ماده حمراء تستخرج من التربة تستخدم لرفع درجة حرارة الفرن لصهر المعادن --أتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين -- قال انفخوا – أي سلطوا على طبقة اوكسيد الحديد تيار هواء لتحويله الى نار -- حتى إذا جعله نارا –أي وصلت درجات الحرارة الى الانصهار --قال -- أتوني افرغ عليه قطرا – القطر - النحاس – فما اسطاعوا ان يظهروه – أي يتسلقوه - وما اسطاعوا له نقبا – نقبا الحفر بالمعاول الحديدية لصلابة النحاس -- – قال هذا رحمة من ربي -- فإذا جاء وعد ربي جعله دكا – أي إذا جاء وعد القيامة جعله ربي دكا –مدمر – وعد القيامة أتي لا محال -- وكان وعد ربي حقا –موقف البشرية من يوم القيامة وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض -- نظرا لكثرة البشر سيحصل تدافع فيما بينهم فتكون حركتهم على شكل أمواج من البشر - يموج بعضهم ببعض -- ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا – وعرضنا يومئذ جهنم للكافرين عرضا – الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستعطون سمعا --
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً{95} آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً{96} فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً{97} قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً{98} وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً{99} وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً{100} الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً{101}
أربعة أحداث دينية حرفها التراث الديني الطائفي فوصلت الى صدر الإسلام مشوهة ومحرفه عن مغزاها العقائدي – حيث اتخذت تلك الطوائف أصحاب تلك الأحداث أولياء من دون الله -- وهم أصحاب الكهف والرقيم وعبادة إبليس وموسى والعبد الصالح وذي القرنين
أفحسب – هل في اعتقاد الذين كفروا – أي التراثيون – ان من الدين الصحيح - ان يتخذوا عبادي -- وهم أصحاب الكهف والرقيم وإبليس وموسى والعبد الصالح وذي القرنين -- من دوني أولياء -- إنا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا – قل هل ننبئكم بالاخسرين اعملا – الاخسرين اعملا هم الذين يحملون دينا تراثيا ويعتقدون هو من أصول الدين -- الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا - انحرف عملهم الديني عن أصول الدين --وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا – يحسبون أعمالهم الضالة من محاسن أصول الدين --أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا –ذلك جزائهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسولي هزوا --
أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً{102} قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً{103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104} أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً{105} ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً{106}
ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا – خالدين فيها لا يبغون عنها حولا – قل لو كان البحر مدادا - مدادا تعني حبر الكتابة - لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا –مددا - أبحر أخرى تمده الكلمات بالحبر -- قل إنما إنا بشرا مثلكم يوحى الي إنما إلهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ
الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً{107} خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً{108}
قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ
قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً{109} قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ
وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا
يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً{110}
تعليقات
إرسال تعليق