من الاية 50 – 59 الكهف
لا يزال التنزيل يدعوا أصحاب الكهف والرقيم بالأمثلة والبراهين والآيات لتحريرهم من بقايا الأفكار الشركية والوثنية التي حملوها عن آبائهم – منها عبادة الجن وعقيدة إبليس طاووس الملائكة - لهذا بدا التنزيل بتوضيح حقيقية ما دار بين الله والملائكة وإبليس – قال الله - وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه – إذن خلق الجن قبل خلق الإنس- فالذين حملوا تاريخ وعقيدة أصحاب الكهف والرقيم الى صدر الإسلام كانوا يعتقدون ان الجن أولياء الله استعان بهم في خلق السماوات والأرض لهذا اتخذوا إبليس وذريته أولياء من دون الله -- أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس الظالمين بدلا – بديل عن الله -- رد الله على الذين يعتقدون ان الجن أعان الله في خلق السماوات والأرض - قائلا - ما أشهدتهم – أي لم يُشهد الله الجن – خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذا المضلين عضدا – متى استعان الله بالمضلين كي يستعين بإبليس وذريته ليكونوا عونا وعضدا له – موقف عابدي الجن يوم القيامة -- ويوم يقول – أي للمشركين -- نادوا شركائي – أي شركاء الله من الجن - الذين زعمتم – زعمتم أنهم أولياء الله – فدعوهم –أي للحضور إمام الله -- فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا – موعدا يجمعهم في جهنم
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً{50} مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً{51} وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً{52}
ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها – أصبحت واقعا وموقعا - ولم يجدوا عنها مصرفا – أي لا مفر منها – ولقد صرفنا – صرفنا أي بسطنا فهم الآيات بالأمثلة – ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل - وكان الإنسان أكثر شيء جدلا – وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا ان تأتيهم سنة الأولين - أي دليل مادي كناقة صالح - أو يأتيهم العذاب قبلا –يقابلهم العذاب وجها لوجه -- وما نرسل المرسلين إلا مبشرين و منذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما انذروا هزوا
وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً{53} وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً{54} وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً{55} وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً{56}
اشر البشرية ظلما لأنفسهم هم الذين ذكروا بآيات الله ولم يستجيبوا لها – قال الله - ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه فاعرض عنها – اعرض لم يستجب لقول الحق - ونسي ما قدمت يداه – ما اقترفته يده من معاصي وافتراءات على الله - إنا جعلنا على قلوبهم أكنة ان يفقهوه – أكنة- غلاف يحيط بالأشياء الثمينة ليحميها من التلف - وفي آذانهم وقرا – الوقر ماده صفراء تسد القناة السمعية - وان تدعوهم الى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا – وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعدا لن يجدوا من دونه موئلا – لا مؤال يؤول إليه الشخص للخلاص من واقع يوم القيامة – ذكر الله أصحاب الكهف والرقيم بالقرى الظالمة كدليل على موعد العذاب يوم القيامة - قائلا - تلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا – فمثلما جعلنا موعدا لهلاك القرى الظالمة في الحياة الدنيا سنجعل لعذابكم موعدا يوم القيامة
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ
بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا
جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً
وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً{57} وَرَبُّكَ
الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ
الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً{58}
وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم
مَّوْعِداً{59}
تعليقات
إرسال تعليق