التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الكهف والرقيم

 

من الاية 1 – 26 الكهف

 الحمد لله  - أثنى الله على نفسه لأنه هو من انزل على عبده - محمد - الكتاب - فمحمد احد منازل الكتاب  - ولم يجعل له عوجا –لا يقبل أي مساومات ولا مزايدات ولا يحابي أي فكر عقائدي أخر على حساب الحق  - قيما –يحتوي على آيات لها قيمة عقائدية وتاريخية تضع الضالين على الصراط المستقيم - لينذر- ليحذر  باسا شديدا عذابا دنيويا وأخرويا - من لدنه –  أي من الله -  ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجرا حسنا – ماكثين فيه أبدا – ماكثين باقين في نعمة  ما أحسنوا إليه الى ما لا نهاية  – وينذر الذين قالوا اتخذوا الله ولدا – كالمشركين العرب والمشركين من أهل الكتاب -  مالهم به من علم – ليس لهم دليل من الله على ما يقولون - ولا لإبائهم - ولا لإبائهم علم أيضا بما  يقولون - كبرت كلمة – كبرت كبيره كبائر- كبرت الكلمة –حتى جمعت الكبائر والموبقات والمحرمات والافتراءات التي يرتكبها  المشركين تحت اسم ابن الله أو بنات الله – كبرت كلمة  تخرج من أفواههم ان يقولون إلا كذبا – فلعلك باخع نفسك  -  قاتل نفسك حزنا على أثارهم – أثارهم – أي تراثهم وموروثهم  الديني الضال - ان لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا - انأ جعلنا ما على الأرض زينة لها --  فما على الأرض هو زينة للأرض ومتاع للإنسان لفترة من الزمن ثم يتركه ويرحل -  فلتلك الزينة ابتلاءات مختلفة فما مطلوب من المؤمن إتباع محاسن الأعمال   - لنبلوهم أيهم أحسن عملا --  وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا – ارض جرداء خربة خالية من أي مظاهر الزينة الدنيوية 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا{1} قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً{2} مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً{3} وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً{4} مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً{5} فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً{6} إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً{7} وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً{8}

نقل القران  وقائع الحدث التاريخي لأصحاب الكهف والرقيم من الماضي الغيبي الى حاضر الدعوة  القرآنية ليصحح عقائد الذين يحملون تراثا دينيا وجدلا تاريخيا عن عدد الفتية  وفترة رقودهم – حيث نقل التراث الديني لأصحاب الكهف والرقيم  الى صدر الإسلام أفكار شركية ووثنية تتعارض مع عقيدتهم الحقيقية   -  قال الله -  أم حسبت – أم حسبت يا محمد ان أصحاب الكهف والرقيم  كانوا من آياتنا عجبا –هذا يعني هم  لم يكنوا في عجب من آيات الله التي كانت تدعوهم الى البعث والنشور – والدليل- كلمتي (ربكم – وربهم ) قول أصحاب الكهف-- قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ – أما الرقيم هم الذين وضعوا راقما أو شاخصا على جبل أصحاب الكهف –فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً -- كان الاضطهاد العقائدي  احد الأسباب التي دفعت بالفتية الى اعتزال قومهم -  اذ أوى الفتية الى الكهف – فقالوا - ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا – ولكي يحقق الله مطلبهم بالتخلص من الاضطهاد المجتمعي وان يجعل لهم من أمرهم رشدا – كتب عليهم الآلية التالية -  فضربنا على آذانهم –أي غلقنا القناة السمعية - في الكهف سنين عدد - ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أي أصحاب الكهف والرقيم - أحصى لما لبثوا أمدا –أيهما لديه رقما حقيقيا لعددهم وفترة رقودهم – بما ان أصحاب الكهف والرقيم لم يحددوا عددهم ولا فترة رقودهم من خلال قولهم (ربكم – وربهم )  إذن ما نقله التراث الديني الى صدر الإسلام عن تلك القصة  لا صحة له – فمن الأكاذيب التي نقلها التراث  شركية ووثنية أصحاب الكهف والرقيم  -  رد الله عليهم على لسان محمد - نحن نقص عليك نبأهم بالحق أنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى – وربطنا –وربطنا أي جمعنا قلوبهم على كلمة لا اله إلا الله – وربطنا على قلوبهم اذ قاموا – قاموا – بمعنى عدلوا دينهم  رافضين ما كان يعبد آبائهم وقومهم – فقالوا-- ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا – شططا قول زائف بعيد عن الحق

 أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً{9} إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً{10} فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً{11} ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً{12} نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً{14}

نقل التنزيل  تفاصيل القصة منذ بداية الصراع العقائدي بين الفتية وقومهم  - فقال - هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة  لولا يأتون عليهم – يأتون عليه -  أي لم تقدم تلك الإلهة للمجتمع ولا أصحاب ذلك الفكر- أي دليل عقائدي على إلوهية تلك الآلهة - لولا يأتون عليهم بسلطان بين - بما ان الإلهة والمنظرين لها عجزوا عن تقديم اي دليلا على إلوهية تلك الآلهة - فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا – وإذ اعتزلتموهم – اذ انفصلتم عن قومكم والأجدر بهم ان لا يعبدوا إلا الله --  وما يعبدون إلا الله -- فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم – يوسع لكم ربكم أبواب رحمته الواسعة -- ويهيئ لكم  –ويسهل لكم المصاعب التي ستواجهكم  - ويهيئ لكم  من أمركم مرفقا – مرفقا – رفيق يرافقكم ليرفق بكم – فمن الأشياء التي سخرها الله لمرافقة الفتية  طوال بقائهم في الكهف –الشمس  -- وترى الشمس إذا طلعت تزاور- تزاور بمعنى  تستدير عن كهفهم ذات اليمين – الى جهة اليمين  - وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال -- أي تنزل عليهم من جهة الشمال وهم في فجوة منه - أي من الكهف - فالكهف له فجوة تسمح بمرور ضوء الشمس من جهة الشمال – هذا يعني ان اتجاه الكهف شمال شرق وتجاه الفجوة جنوب غرب  - ذلك من آيات الله – فطلوع الشمس وغيابها والكهف والفجوة من آيات الله - من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا – بما ان أصحاب الكهف امنوا بربهم ولم يشركوا به شيئا  فكان الله  لهم وليا مرشدا

 هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً{15} وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً{16} وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً{17}

 حال الفتية داخل الكهف - تحسبهم أيقاظا وهم رقود – من يسمع بهم يعتقد أنهم كانوا يقظين لكن بالحقيقية هم رقود – والرقود نوم عميق أو أقامه لفترة من الزمن - والرقود ليس موتا  -  فالشمس التي تقرضهم من الشمال كان لها دورا في تقلب أجسامهم  - نقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد – الوصيد متوصد ذراعيه أيضا هو في حالة من الرقود – الكلام موجه الى النبي -  لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولمليت منهم رعبا –  وكذلك بعثناهم – بعثناهم لإنهاء حالة الرقود -  ليتساءلوا بينهم-- قال قائل منهم – شخص منهم بادر بسؤال  للمجموعة -  كم لبثتم قالوا لبثنا يوم أو بعض يوم --  قالوا ربكم اعلم بما لبثتم – فهنا إشارة الى ان أصحاب الكهف لا يعلمون كم لبثوا من الوقت –ولو كانوا يعلمون لما بعثوا احدهم بورقهم المنتهي الصلاحية ليشتري لهم طعام  - فابعثوا أحدكم بورقكم – ورِق بكسر الراء عمله معدنية لهل قيمة شرائية - فابعثوا أحدكم بورقكم هذه الى المدينة  فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا

 وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً{18} وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً{19}

 بعد ان أنهى الله حالة الرقود تذكر الفتية بالاضطهاد العقائدي الذي مروا به في مجتمعهم فحذر بعضهم بعض –قائلين -- أنهم ان يظهروا عليكم- يظهروا عليكم - يتمكنوا منكم – يرجموكم – يقتلوكم رجما -  أو يعيدوكم في ملتهم – يرجعونكم الى الكفر -  ولن تفلحوا إذا  أبدا – وكذلك أعثرنا عليهم – أعثرنا عليهم - أي هيئنا الأسباب التي تساعد على العثور عليهم - منها القطع المعدنية - وَرِق – التي بحوزتهم - ليعلم أصحاب الكهف والرقيم ان وعد الله حق – بالحياة الأخرى - وان الساعة لا ريب فيها –أي ساعة الحساب يوم القيامة لا ريب فيها – إنها الله جدلية أصحاب الكهف بانهيار الكهف  عليهم  أما الذين لحقوا بهم  فقد تنازعوا في أمرهم -- فقالوا -- ابنوا عليهم بنيانا ربهم اعلم بهم – ربهم اعلم بهم – -- دليل على ان لا أحدا من تلك الفترة يعرف عددهم ولا فترة رقودهم – أما القسم الثاني - فقال - قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا – فالبناء الرمزي أو المسجد على جبل أصحاب الكهف يسمى – راقم أو رقيم -- تنبأ القران برد فعل الذين لهم اهتمام تاريخي وعقائدي بأصحاب الكهف حيث بادروا الى الجدال كما جادل إسلافهم من قبل – الجدال -  سيقلون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقلون سبعة وثامنهم كلبهم -  قل لهم يا محمد  ربي اعلم بعدتهم  وما يعلمهم إلا قليل  - الكلام موجه للنبي - فلا تمار فيهم –أي فلا تجادل في أصحاب الكهف والرقيم - إلا مراء ظاهرا – اي إلا جدلا ظاهرا- أي عندك دليل من الله يجعلك ظاهرا ومتمكنا من دحض أكاذيبهم   -- ولا تستفت فيهم منهم أحدا – ولا تأخذ من المجادلين في أصحاب الكهف والرقيم رائيا ولا قولا - لا في عددهم ولا في فترة رقودهم  

  إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً{20} وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً{21} سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً{22}

 حذر الله النبي من إعطاء المجادلين وعدا زمنيا كغد أو بعد غد منتظرا من الوحي أحداث تاريخية جديدة بخصوص أصحاب الكهف والرقيم  – قال الله - ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا – إلا ان يشاء الله – إلا أذا أراد الله تنزيل شيئا جديدا  بخصوص هذا الأمر  - وذكر ربك إذا نسيت –  إذا نسيت ما أوصاك به --  وقل يا محمد عسى ان يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا – لعلي أصل الى مرحله من الرشد تجعلي أكثر قربا الى ربي - أفصح الله عن الفترة الزمنية التي لبث فيها أصحاب الكهف – قائلا - ولبثوا في كهفهم ثلاثة مئة سنين وازدادوا تسعا – مع علم النبي من القران بالفترة الزمنية التي لبث فيها أصحاب الكهف غير ان الله طلب منه ان يرد على المجادلين ردا عقائديا يؤكد به على ان علمه هو من علم الله الغيبي - قل لهم يا محمد -- الله اعلم بما لبثوا -- له غيب السماوات والأرض أبصر به واسمع – وسع مدارك المشركين بالله عن طريق السمع والبصر-  بان ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا

 وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً{23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً{24} وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً{25} قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً{26}

 

 

 

تعليقات

طلعت خيري

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس فقد المسيحييون الشرقييون  الارثذوكسييون  مسارهم الديني المقدس الممتد من القدس الى اليونان مرورا بتركيا والمتمثل بأوربا الشرقية بعد إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس فكان الإعلان رصاصة الرحمة  على التراث المسيحي الشرقي في فلسطين -- فما عاد تعريب الكنائس يجدي نفعا –الأمر لا يقتصر على المسيحيين فقط بل حتى المسلمين فقد باتوا عاجزين عن فعل شيء—نستذكر من التراث الإسلامي السياسي بعض الأحاديث النبوية المكذوبة على رسول الله والتي توضح تحالف إسلامي مسيحي ضد اليهود في أخر الزمان المتمثل بنزول عيسى ابن مريم –وكسره للصليب والصلاة بالأنبياء والمؤمنين– ليقفوا صفا واحدا ضد اليهود –فالكذب الديني  السياسي الإسلامي والمسيحي جاء بنتيجة مغلوطة على شعوب المنطقة ---أنهت المسلمين والمسيحيين الشرقيين وأنهت أيضا كافة حركات التحرر اليسارية والشيوعية والاشتراكية التي ناصرت القضية الفلسطينية لعقود كثيرة –نقل السفارة له أبعاد سياسيه شامله لكل المسيحيين المعتقدين بالمجيء الأول والثاني والطامحين بعودة القدس للحاضة  المسيح...

ولا تكن للخائنين خصيما

من الاية 105 – 113 النساء لا نعرف ما حقيقة المشكلة التي جادل عنها النبي وأصحابه باتخاذهم موقفا مناصرا لها – بما ان مواضيع الآيات التي سبق هذا الموضوع تتكلم عن مكافحة المرتدين مع الحذر من قتلهم   خطأ أو تعمدا -- إلا بعد التأكد -   فمن المحتمل ان طائفة ما اخترقت تلك التحذيرات فقتلت مرتدين مما أدى الى تذرع القتلة بعدم علمهم أو جهلهم بالحقيقة – المهم تلك الطائفة خانت الله في تعاليمه فأول من ناصرها النبي وأصحابه – قال الله -- يا محمد إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله في وصاياه وشرائعه وحدوده ولا تكون للخائنين خصيما   أي لا تكن مع الخائنين خصيما للحق – إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً   -- واستغفر الله على ما بدر منك بمناصرة الخائنين -- ان الله كان غفورا رحيما – وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً   -- ولا تجادل يا محمد بالباطل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما -- إذن -- الطائفة التي خان...

رجال الأعراف

  من الاية 46 – 53 الأعراف   في المقالة السابقة وضعنا مقارنه بسيطة بين أهل النار وأهل الجنة –فوجدنا اختفاء حالات الغل والكراهية والحقد بين أهل الجنة –ونزعنا ما في صدورهم من غل – بينما نجد التراشق باللعنات والشتائم بين أهل النار – فإذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين استقر أهل النار في النار واستقر أهل الجنة في الجنة –وبينهما حجاب – حجاب غير مانع عن الرؤية - بل وهو فاصل   بين أهل النار وأهل الجنة يمكن من خلاله رؤية بعضهم البعض -- والا كيف نادى أصحاب الأعراف رجالا من أهل النار يعرفونهم بسيماهم – يعتقد البعض ان الأعراف هو مكان بين الجنة والنار يقف عليه رجال تساوت سيئاتهم مع حسناتهم – طبعا هذا اعتقاد خاطئ لان الله لم يذكر هكذا حاله في القران إنما ذكر مواقف مصيرية تنتهي   أما في النار وإما في الجنة -- وعلى الأعراف – الأعراف تعني المعارف يعني أشخاص يعرفون بعضهم بعض في الدنيا --   الأعراف هم رجال من أهل الجنة يعرفون أصحاب الجنة كل بسيماهم أي بإشكالهم -- ويعرفون أصحاب النار كل بسيماهم أي بإشكالهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا – فنادى أصحاب الأعراف الذين هم في ا...

كذبة قتال الملائكة في معركة بدر

  من الاية 1 – 14 الأنفال حصل خلاف كبير بين المؤمنين على   أنفال معركة بدر - فمن المعروف عن   المعارك كل مقاتل يغنم - دابة و سلاح وأمتعة قتيله – أما يتركه الجيش المنهزم في المعركة   يخضع للتقسيم بين المقاتلين - فالخلاف كان على تقسيم الأنفال   - أرادت جهة ما ان تسولي على الغنائم دون غيرها   مدعية   فضلها في إحراز   النصر في المعركة –   فنزول سورة الأنفال جاء للرد على الذين ادعوا ان النصر نصرهم -أولا --   وثانيا - حددت آلية تقسيم الأنفال   --   فجاء المتخاصمون الى النبي يسألونه عن الأنفال –يسألونك عن الأنفال - الأنفال مفردها نفل وتعني الزيادة   أو ما بقي من غنائم المعركة التي لم تخضع للتقسيم – قل الأنفال الله والرسول – هذا يعني ان الغنائم ستبقى تحت تصرف الرسول الى حين البث في هذا الأمر   – فاتقوا الله – أي خافوا الله وتركوا الأطماع   وأصلحوا ذات بينكم   – وأطيعوا الله ورسوله في قرار التقسيم ان كنتم مؤمنين -- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ...

حساب الأمم يوم القيامة

  من الاية 34 – 39 الأعراف من هذه الآيات تبدأ سورة الأعراف التحضير لموقف أعراف يوم القيامة - لتوضيح الصورة أمام   المعتقدين بالطقوس الشيطانية كالتعميد والتعري والتحفي ودلك الأجساد - على أنها طقوس   كاذبة   وان الشيطان يحاول قدر المستطاع إيصال الإنسان الى النهاية الخاسرة لجمع اكبر عدد من الخاسرين من أمثاله --   من خلال فهمنا للآيات اتضح لنا ان الحساب يوم القيامة سيكون حساب أمم --أي كل أمه   تجتمع للحساب   حسب الوقت المحدد لها وفقا للتعاقب الزمني -- قال الله -- ولكل امة اجل أي وقت محدد للحساب فإذا جاء اجلهم لا يستخارون ساعة ولا يستقدمون -- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ –   بعد ان صحح الله الاعتقادات   الشيطانية المزيفة التي ورثتها الشعوب من   أقوال الكهنة   ومن المورث الديني عن قصة ادم وزوجه وإبليس أصبح لديهم فضول لمعرفة السبل الكفيلة للنجاة من عذاب يوم القيامة – خاطب الله بني ادم - قائلا – يا بني ادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي – لماذا آياتي لان جميع ال...

أهل الجنة وأهل النار

  من الاية 40 – 45 الأعراف     قلنا سابقا --اتهمت آخر امة   دخلت النار الأمة التي قبلها على أنها هي السبب في إضلالهم   ردت عليها الأولى – وقالت--   علامة هذا الاتهام الذي تريدون من ورائه ان تكن لكم الأفضلية عند الله - فما كان لكم علينا من فضل - أي لا يوجد شيء يجعلكم   أفضل منها – قالت الأمة الأولى لأخر امة -- فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون -- وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ –   ادخل أهل النار- النار- وادخل أهل الجنة -الجنة - فكل من كان يعتقد ان هنالك مخرج من النار فليستمع الى   شرط الله ألتعجيزي - قال الله - ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء أي سقف نار جهم للنظر الى الأعلى بسبب   النار التي تغطيهم   من كل جانب - ولا يدخلون الجنة   حتى يلج الجمل في سم الخياط – الجمل حبل سميك يستخدم في تثبيت أشرعت القوارب والسفن - سم الخياط هي فتحة الخياط وليس الإبرة المعروفة الخياط اكبر حجما من الإبرة واسمك ويستخدم في حياكة حصر...

اليوم أكملت لكم دينكم

من الاية 1- 10 المائدة حرم الفكر الوثني الشركي لأهل مكة الكثير من الإنعام افتراء على الله فكانت تلك المحرمات تمارس تحت اسم الله ارضاءا للشريك وللأوثان التي يعبدونها   من دونه -- فخاض التنزيل معهم حوارات فكرية مختلفة أبطلت تلك المفتريات   – مجموعة الآيات أدناه من سورة الأنعام توضح افتراءات المشركين على الله -- {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }الأنعام119 {وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأنعام138 {وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَي...

ناقة صالح

  من الاية 73 – 84 الأعراف صالح أول   رسول يأتي بالدليل المادي لقومه بينما نوح وهود لم يقدما أي دليلا ماديا مجرد تذكير بألاء الله -- وهذا تحول جديد في إطار رسالات الرسل – والى ثمود أخاهم صالحا - قال - يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره -- إذن لديهم عدد من الآلهة يعبدونها من دون لله – قدم صالح لقومه الدليل المادي– قائلا-   قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم – بعض الراويات تقول ان الناقة ولدت من صخرة كبيرة طبعا هذا الكلام غير عقلاني –   الهدف من اختيار صالح للناقة في مجتمع لا يهتم بتربية الإبل إنما في الزراعة فقط   هو لوضع نقطة فصل محورية بين المستكبرين من قومه وبين الله - معتبرا المعتدي عليها معتدي على الله --هذا من ناحية --ومن ناحية أخرى - ترك الناقة حرة في اختيار المراعي مع تخصيص يوما لسقيها سيجعلها عرضة للصوص قوم ثمود وعصابات السلب والنهب التي عاثت في الأرض فسادا   -- الملفت للنظر هو ان صالح له مكانة كبيرة في قومه لربما كان احد زعماء قوم ثمود فمن خلال قراءتنا للقران وجدنا ان قومه لم ...

أدوا الأمانات الى أهلها

من الاية 55 – 70  النساء كان طواغيت الذين هادوا من أهل الكتاب ينشرون طغيانهم الطائفي على آل بيت إبراهيم   بكل ما لديهم من افتراءات تاريخية وعقائدية– فأصحاب الجبت والطاغوت حسدوا المؤمنين على   فضل الله عليهم   بعد ان تبين لهم ان آل إبراهيم الحقيقيون هم المؤمنون بالله واليوم الآخر من العرب وآهل الكتاب – وخاصة بعد   ان صحح القران عقائد شبه الجزيرة العربية والتراكمات الوثنية على آل إبراهيم في مكة – وعقائد النصارى واليهود والتراكمات الوثنية على الدعوة الإنجيلية والتوراتية في المدينة – أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ البقرة140 -- لهذا ظهر الحسد العقائدي على المؤمنين -- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً   ...