من الاية 1 – 26 الكهف
الحمد لله - أثنى الله على نفسه لأنه هو من انزل على عبده - محمد - الكتاب - فمحمد احد منازل الكتاب - ولم يجعل له عوجا –لا يقبل أي مساومات ولا مزايدات ولا يحابي أي فكر عقائدي أخر على حساب الحق - قيما –يحتوي على آيات لها قيمة عقائدية وتاريخية تضع الضالين على الصراط المستقيم - لينذر- ليحذر باسا شديدا عذابا دنيويا وأخرويا - من لدنه – أي من الله - ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجرا حسنا – ماكثين فيه أبدا – ماكثين باقين في نعمة ما أحسنوا إليه الى ما لا نهاية – وينذر الذين قالوا اتخذوا الله ولدا – كالمشركين العرب والمشركين من أهل الكتاب - مالهم به من علم – ليس لهم دليل من الله على ما يقولون - ولا لإبائهم - ولا لإبائهم علم أيضا بما يقولون - كبرت كلمة – كبرت كبيره كبائر- كبرت الكلمة –حتى جمعت الكبائر والموبقات والمحرمات والافتراءات التي يرتكبها المشركين تحت اسم ابن الله أو بنات الله – كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون إلا كذبا – فلعلك باخع نفسك - قاتل نفسك حزنا على أثارهم – أثارهم – أي تراثهم وموروثهم الديني الضال - ان لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا - انأ جعلنا ما على الأرض زينة لها -- فما على الأرض هو زينة للأرض ومتاع للإنسان لفترة من الزمن ثم يتركه ويرحل - فلتلك الزينة ابتلاءات مختلفة فما مطلوب من المؤمن إتباع محاسن الأعمال - لنبلوهم أيهم أحسن عملا -- وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا – ارض جرداء خربة خالية من أي مظاهر الزينة الدنيوية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا{1} قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً{2} مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً{3} وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً{4} مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً{5} فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً{6} إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً{7} وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً{8}
نقل القران وقائع الحدث التاريخي لأصحاب الكهف والرقيم من الماضي الغيبي الى حاضر الدعوة القرآنية ليصحح عقائد الذين يحملون تراثا دينيا وجدلا تاريخيا عن عدد الفتية وفترة رقودهم – حيث نقل التراث الديني لأصحاب الكهف والرقيم الى صدر الإسلام أفكار شركية ووثنية تتعارض مع عقيدتهم الحقيقية - قال الله - أم حسبت – أم حسبت يا محمد ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا –هذا يعني هم لم يكنوا في عجب من آيات الله التي كانت تدعوهم الى البعث والنشور – والدليل- كلمتي (ربكم – وربهم ) قول أصحاب الكهف-- قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ – أما الرقيم هم الذين وضعوا راقما أو شاخصا على جبل أصحاب الكهف –فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً -- كان الاضطهاد العقائدي احد الأسباب التي دفعت بالفتية الى اعتزال قومهم - اذ أوى الفتية الى الكهف – فقالوا - ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا – ولكي يحقق الله مطلبهم بالتخلص من الاضطهاد المجتمعي وان يجعل لهم من أمرهم رشدا – كتب عليهم الآلية التالية - فضربنا على آذانهم –أي غلقنا القناة السمعية - في الكهف سنين عدد - ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أي أصحاب الكهف والرقيم - أحصى لما لبثوا أمدا –أيهما لديه رقما حقيقيا لعددهم وفترة رقودهم – بما ان أصحاب الكهف والرقيم لم يحددوا عددهم ولا فترة رقودهم من خلال قولهم (ربكم – وربهم ) إذن ما نقله التراث الديني الى صدر الإسلام عن تلك القصة لا صحة له – فمن الأكاذيب التي نقلها التراث شركية ووثنية أصحاب الكهف والرقيم - رد الله عليهم على لسان محمد - نحن نقص عليك نبأهم بالحق أنهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى – وربطنا –وربطنا أي جمعنا قلوبهم على كلمة لا اله إلا الله – وربطنا على قلوبهم اذ قاموا – قاموا – بمعنى عدلوا دينهم رافضين ما كان يعبد آبائهم وقومهم – فقالوا-- ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا – شططا قول زائف بعيد عن الحق
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً{9} إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً{10} فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً{11} ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً{12} نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً{14}
نقل التنزيل تفاصيل القصة منذ بداية الصراع العقائدي بين الفتية وقومهم - فقال - هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم – يأتون عليه - أي لم تقدم تلك الإلهة للمجتمع ولا أصحاب ذلك الفكر- أي دليل عقائدي على إلوهية تلك الآلهة - لولا يأتون عليهم بسلطان بين - بما ان الإلهة والمنظرين لها عجزوا عن تقديم اي دليلا على إلوهية تلك الآلهة - فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا – وإذ اعتزلتموهم – اذ انفصلتم عن قومكم والأجدر بهم ان لا يعبدوا إلا الله -- وما يعبدون إلا الله -- فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم – يوسع لكم ربكم أبواب رحمته الواسعة -- ويهيئ لكم –ويسهل لكم المصاعب التي ستواجهكم - ويهيئ لكم من أمركم مرفقا – مرفقا – رفيق يرافقكم ليرفق بكم – فمن الأشياء التي سخرها الله لمرافقة الفتية طوال بقائهم في الكهف –الشمس -- وترى الشمس إذا طلعت تزاور- تزاور بمعنى تستدير عن كهفهم ذات اليمين – الى جهة اليمين - وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال -- أي تنزل عليهم من جهة الشمال وهم في فجوة منه - أي من الكهف - فالكهف له فجوة تسمح بمرور ضوء الشمس من جهة الشمال – هذا يعني ان اتجاه الكهف شمال شرق وتجاه الفجوة جنوب غرب - ذلك من آيات الله – فطلوع الشمس وغيابها والكهف والفجوة من آيات الله - من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا – بما ان أصحاب الكهف امنوا بربهم ولم يشركوا به شيئا فكان الله لهم وليا مرشدا
هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن
دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً{15} وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ
وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ
رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً{16} وَتَرَى
الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا
غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ
آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن
تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً{17}
تعليقات
إرسال تعليق