من الاية 73 – 89 النحل
كان المشركون يعتقدون ان للملائكة بنات الله دورا في بسط الرزق للعباد - رد الله على أكاذيبهم - واصفا عجز آلهتهم في بسط الرزق - قائلا – ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون – بمعنى ان ما يعبده المشركين ليس له القدرة على انزل الماء من السماء ولا أنبات الأرض بالزرع – ولا يستطيعون لذلك - كان الفكر الوثني الشركي لأهل مكة يعتمد على الأمثال لتكريس عقيدة الملائكة بنات الله فكانوا يضربونها لله بجهل كأنهم يعلمون ما يريده الله منهم كوسيلة اعتقاديه للوصول الى رضاه– رد الله عليهم – قائلا - فلا تضربوا لله الأمثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون – ردا على أمثال المشركين الجائرة التي يضربونها لله ودليلا لهم على ان الله يعلم وهم لا يعلمون – ضرب الله مثلا قال فيه - ضرب الله مثلا عبد مملوكا – مملوكا لسيده - لا يقدر على شيء - أي معدم ليس لديه أي إمكانية مادية - وهنا يقصد الأوثان التي ليس لها القدرة على بسط الرزق للعباد - وعبدا أخر لديه إمكانية مادية - المقصود الله - ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون – وضرب الله مثلا رجلين احدهما أبكم - اخرس -لا يقدر على شيء – لا يقدر على النطق بكلمة – وهنا يقصد الأوثان - وهو كل على مولاه – كل - أي عالة على مولاه - أينما يوجهه لا يأتي بخير – لا يدبر أي آمر يكلف به - ورجل أخر يتكلم ويأمر بالعدل – المقصود الله - هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ{73} فَلاَ تَضْرِبُواْ
لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{74} ضَرَبَ
اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن
رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ
يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{75} وَضَرَبَ
اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ
وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ
يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{76}
ولله غيب السماوات والأرض - غيب - هو ما يغيب عن إدراك البشر في عالم لا يمكن التكهن به – فمن الأمور الغيبية الساعة - وما أمر الساعة – الساعة تعني ساعة الحساب - إلا كلمح البصر أو هو اقرب ان الله على كل شيء قدير – مثل تقريبي على عدم إدراك الغيب - والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والإبصار والأفئدة لعلكم تشكرون– الم يروا – أي المشركين - الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله – يمسكهن من الوقوع على الأرض - فالخاصية الفيزيائية للطيران تعتمد على الجناحين التي تدفع الهواء الى الأسفل والى الخلف فتتم عملية التحليق – فالهواء من مسخرات الجو - ان في ذلك لآيات لقوم يؤمنون – والله جعل لكم من بيوتكم سكنا – سكنا سكينة واستقرار - هذا بالنسبة للبناء العمراني - وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم –ظعنكم – رحيلكم - ويوم إقامتكم – هذا بالنسبة للرعاة - ومن أصوافها واوبارها وأشعرها أثاثا ومتاعا الى حين – والله جعل لكم مما خلق ظلالا - ظل الأشياء التي تقي الحر - وجعل لكم من الجبال أكنانا – اكنان أمكان تكاثر الطيور في كهوف قد يستغلها الإنسان في الحصول على أنواع نادرة من الطيور أو مكان للإقامة المؤقتة - وجعل لكم سرابيل – سرابيل قمصان من القماش - تقيكم الحر- وسرابيل – قمصان من حلقات الحديد - تقيكم باسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون
وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{77} وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{78} أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{79} وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ{80} وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ{81}
يا محمد بعد تلك الأمثال - فان تولوا فإنما عليك البلاغ المبين – المشركون - يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم كافرون – ويوم نبعث من كل امة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون – لا يسمح لهم بالعتب إذا لاموا أنفسهم أو لاموا غيرهم - وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون – ينظرون - اي لا يعاد النظر في عذابهم - وإذا رأى الذين أشركوا شركائهم – شركائهم الملائكة وكل من ادخل مع الله في التعاليم والأقوال والأفعال وفي التضرع والرزق والتوكل - قالوا ربنا هؤلاء شركائنا الذين كانا ندعو من دونك - فالقوا إليهم القول أنكم لكاذبون – أي رد المسيح والملائكة وعزرا على الذين اتخذوهم شركاء مع الله أنكم لكاذبون - والقوا الى الله السلم - السلم أي الاستسلام - وضل عنهم – ضل عنهم غاب عنهم - ما كانوا يفترون – يفترون على الله الكذب بقولهم هؤلاء شركاء مع الله - الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون – ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك على هؤلاء - ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا
عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ{82} يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ
يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ{83} وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ
أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ
يُسْتَعْتَبُونَ{84} وَإِذَا رَأى الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ
عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ{85} وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ
شُرَكَاءهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ
مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ{86}
وَأَلْقَوْاْ إِلَى اللّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ
يَفْتَرُونَ{87} الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ
عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ{88} وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي
كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً
عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ{89}
تعليقات
إرسال تعليق