من الاية 28 – 50 النحل
حطم القران عقيدة الملائكة بنات الله من خلال تبيان موقفهن الانتقامي من المشركين يوم القيامة - قائلا - الذين تتوفاهم الملائكة – تتوفاهم تعني إعطاء كل شخص استحقاقه الأخروي وفقا لاعتقاده بالله واليوم الأخر – الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم – بالشرك والكفر– فالقوا السلم – السلم يعني الاستسلام للواقع حينها ينكر المشركون أعمالهم - قائلين - ما كنا نعمل من سوء – أجابتهم الملائكة - بل ان الله عليم بما كنتم تعملون – هنا إشارة عقائدية للمشركين بان الملائكة ليس لديهن أي علم بإعمال المشركين التي يقدمونها لله باسم بناته - فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين – قالت الملائكة للذين اتقوا - وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين – جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين - الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون – من خلال هذه الآيات اتضح لنا ان الملائكة رسول الله وليس بناته
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{28} فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ{29} وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ{30} جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ{31} الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{32}
– هل ينظرون أي المشركين إلا ان تأتيهم الملائكة – أي ملائكة العذاب يوم القيامة كما هو الحال في المثل أعلاه – أو يأتي أمر ربك – أمر عذاب المشركين دنيويا – كذلك فعل الذين من قبلهم – كذلك أنتظر الذين من قبلهم حتى جاء أمر عذابهم من الله - وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون – فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون – يستهزئون بالعذاب –فإذا ما وقوع العذاب الدنيوي أو العذاب الأخروي على المشركين سيكون ردهم كالأتي - وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آبائنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسول إلا البلاغ المبين – ولقد بعثنا في كل امة رسول ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت – الطاغوت - هي المعاصي والسيئات التي يقترفها المشركون باسم الله - فمنهم من هدى ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{33} فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ{34} وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ{35} وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ{36}
يا محمد ان تحرص على هداهم أي على هدى المشركين - فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين –فالعقائد الوثنية والشركية لا تؤمن بالبعث والنشور –فكانت تلك معضلة أمام إيمانهم بالله - واقسموا بالله جهد إيمانهم أي المشركين لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون – ليبين لهم الذي اختلفوا فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين – إنما قولنا لشيء إذا أردنا ان نقول له كن فيكون – والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنه - أي مكانا مرموقا في الحياة الدنيا - ولأجر الآخرة اكبر لو كانوا يعلمون – الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون – وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون - عن أي شيء يسالون هل الذكر عن الأنبياء الذين بعثوا قبل محمد ليتأكدوا ان جميع الأنبياء هم رجال من بني البشر – بماذا جاء الرسل قبل محمد – جاءوا بالبينات والزبر- وأنت يا محمد - وأنزلنا إليك الذكر- كما أنزلناه على من قبلك - لتبين للناس ما انزل إليهم ولعلهم يتفكرون –فالكثير يعتقد ان ما مقصود - وسألوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون - تعني اسألوا أهل الكتاب أصحاب التوراة والإنجيل وطبعا هذا غير صحيح - لان الكلام موجه الى المشركين العرب فلا يوجد أي ترابط عقائدي أو تاريخي أو جغرافي بينهم وبين أهل الكتاب --إذن أهل الذكر أهل القران ممن امن بالله وما انزل على محمد
إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ{37} وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{38} لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ{39} إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ{40} وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ{41} الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{42} وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{43} بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{44}
أكد الله للمشركين ان الأمم التي هلكت من قبل كان أنبيائها من بني البشر - وانتم أيها المشركون أيضا نبيكم من البشر فهلاككم لا يختلف عنهم بشيء - قائلا - أفأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون – أو يأخذهم في تقلبهم – تقلبهم - تعني مزاولة حياتهم ومصالحهم - فما هم بمعجزين - أو يأخذهم على تخوف – تخوف تعني أمور يخافون منها ان تقع بهم واقعيا - فان ربكم لرءوف رحيم – الم يروا –أي المشركين - الى ما خلق الله من شيء يتقيئا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون – داخرون خاضعون لأمره - والله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون – إذن الملائكة هم عباد الله ساجدين له كما تسجد بقية الخلائق – يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون -- وبهذه الآيات حطم الله عقيدة الملائكة بنات الله من خلال عدد من المنازل العقائدية التي حددت ماهية الملائكة
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ
السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ
مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ{45} أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم
بِمُعْجِزِينَ{46} أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ
رَّحِيمٌ{47} أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ
ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ{48}
وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ
وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ{49} يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن
فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{50}
تعليقات
إرسال تعليق