من الاية 1 – 27 النحل
الخطاب موجه الى المشركين الذين يستعجلوا الله بالعذاب الدنيوي- رد الله عليهم - قائلا – أتى أمر الله فلا تستعجلوه والاستعجال هو نوع من التحدي لعذاب الله - من الأسباب التي جعلت المشركين يستبعدون العذاب ويتحدون الله - هو اتخاذهم الملائكة بنات الله أولياء من دونه - فهم يعتقدون بأنهن سيمنعن الله من إنزال العذاب بهم لقربهن إليه - سبحانه وتعالى عما يشركون – من معتقدات الفكر الوثني الشركي لأهل مكة أنهم كانوا يعتقدون ان الملائكة بنات والله وان الروح هو الوسيط بين أوثان الأرض وبنات السماء–ولكي يصحح الله الاعتقاد وضع الملائكة والروح في منازل - قائلا – ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله إلا أنا فتقون – إذن الملائكة والروح هم رسول الله - ولا يحملون أي صفه إلوهية معه -- كان المشركون يشركون أوثانهم فيما خلق الله في السماء والأرض– رد الله عليهم - قائلا - خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون –فالذي يجادل في الله هو إنسان خلق من نطفة فإذا هو خصيم لربه مبين – والأنعام خلقها لكم فيها دفء في صوفها ووبرها وشعرها ومنافع اقتصادية في عملية البيع الشراء ومنا تأكلون احد مصادر الغذاء– ولكم فيها جمال – جمال تعني نظرة تبعث البهجة والسرور- حين تريحون – تريحون – جاء من الرواح تعني العودة من مراتع الرعي - وحين تسرحون – تسرحون – السراحة بالأغنام في مناطق الرعي - وتحمل إثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ان ربكم رءوف رحيم – والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون –وعلى الله قصد السبيل – فأي سبيل يجب ان يكون قصده الله - ومنها جائر – مقاصد المشركين الذين ينسبون ما خلق الله لأوثانهم - ولو شاء لهداكم أجمعين
أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{1} يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ{2} خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{3} خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ{4} وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ{5} وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ{6} وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{7} وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{8} وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ{9}
هو الذي انزل من السماء ماء لكم- منه شراب – أي للشرب بعد تجمعه في الأودية ليغذية الأنهر - ومنه شجر تمتصه الأرض فيساعد على إنبات النبتات الطبيعي - وفيه تسيمون -- تسيمون – جاءت من الوسم فالماء يوسم الأرض كبداية لإنبات النبات – فالماء أساس الحياة - ينبت لكم به الزرع - المحاصيل الغذائية - والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات ان في ذلك لأية لقوم يتفكرون – وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون – وذرا لكم في الأرض مختلف ألوانه ان في ذلك لأية لقوم يذكرون – هو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجون منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه – مواخر تعني رحلات غير محددة الزمن وذلك يعتمد على كمية الصيد - فكانوا يضعون الصيد في قاع الفلك حيث يكتسب المكان برودة عاليه من ماء البحر للحفاظ على الأسماك من التلف - ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون -
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ{10} يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{11} وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{12} وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ{13} وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{14}
وألقى في الأرض رواسي – الرواسي ثوابت الحياة الماء والتربة والهواء ان تميد بكم أي تنقطع - وانهارا - لتغذية البشرية بالماء العذب – وسبلا وطرق أخرى تدل على عظمة الخالق - لعلكم تهتدون – وعلامات – علامات تعني أشكال تضاريسية لها دلالة مميزه يستعين بها المسافرين عبر الصحراء نهارا – وليلا - وبالنجم هم يهتدون – كمجموعة نجم الثريا والنجم القطبي - أفمن يخلق - الله - كمن لا يخلق - الأوثان - أفلا تذكرون – هذه ابسط النعم التي يقدمها الله بالبشرية - وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم - والله يعلم ما تسرون وما تعلنون – والذين يدعون من دون الله –المشركين - لا يخلقون شيئا - كخلق الله- وهم يخلقون – أي ينسبون لآلهتهم خلق لم تخلقه - أموات غير أحياء- وما يشعرون أيان يبعثون – إلهكم اله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون - لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون وانه لا يحب المستكبرين --- وإذا قيل لهم- أي المشركين - ماذا انزل ربكم قالوا أساطير الأولين – خرافات الأولين – ليحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم إلا ساء ما يزرون – وقد مكر الذين من قبلهم - قوم عاد وثمود وأصحاب الأيكة والحجر - فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون – هذا خزي الدنيا – أما خزي الآخرة - ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ---- وقال الذين أتوا العلم – المؤمنون بالله واليوم الآخر - ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين
وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ
أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{15}
وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ{16} أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ
يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ{17} وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ
تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{18} وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ
وَمَا تُعْلِنُونَ{19} وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ
شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ{20} أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ
أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{21} إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ{22} لاَ جَرَمَ أَنَّ
اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ
الْمُسْتَكْبِرِينَ{23} وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ
أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ{24} لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ
سَاء مَا يَزِرُونَ{25} قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ
بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ
وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ{26} ثُمَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ
تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ
الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ{27}
تعليقات
إرسال تعليق