من الاية 26 – 50 الحجر
إشكالات مختلفة في فهم بداية خلق الجان وخلق الإنسان بسبب انعدام المصادر الحقيقية لماهيتهما فجميع الديانات صورت الخلق حسب ما تعتقد وغالبا ما اتخذت الروايات طابع اعتقادي وليس حقيقي – ذكر الله خلق الإنسان - أولا – والسبب لنتعرف على من خلق قبله – وكذلك لنعلم ان الإنسان مرحله متقدمه على جميع الخلائق – ولقد خلقنا الإنسان من صلصل – والصلصال هو الطين النقي المعد للفخر – أصل الإنسان من تراب فعندما مر فوقه الماء أصبح طينا – والطين تم معالجته بالماء لتنظيفه من الشوائب العالقة حتى أصبح صلصالا – فالصلصال يستخرج من ألحما - والحما هو طين نقي نقاه الماء الجاري من شوائب التراب ثم صقله فأصبح ناعم الملمس – مسنون – ناعم مصقول - سن له بان يتخذ ذلك الشكل -- والجان خلقناه من قبل من نار السموم – نار السموم – الهواء الحار الذي يصعد مع لهب النار - إذن خلق الجان قبل خلق الإنسان – بما ان الله خلق الإنسان آخرا - والجان قبله - إذن خلق الملائكة كان - أولا – فالملائكة شهدوا خلق الجان وخلق الإنسان –فلم يعترضوا على أي خلق منهما – لكن الذي اعترض على خلق الإنسان هو إبليس من الجن – قال الله - وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حما مسنون –كلمة بشر كلمه عمومية تطلق على البالغ في الجسم والعقل –فتلك هي الهيئة الكاملة التي خلق عليها الإنسان الأول - فإذا سويته أي انتهيت من خلقه واستوى على الشكل المطلوب ونفخت فيه من روحي اي بدأت به الحياة فقعوا له ساجدين - فسجد الملائكة كلهم أجمعون – كلمة أجمعون- دليلا على ان الملائكة لم يعترضوا على خلق الإنسان - إلا إبليس أبى ان يكون مع الساجدين – قال يا إبليس ما لك إلا تكون من الساجدين – قال لم أكن لأسجد لبشرا خلقته من صلصال من حما مسنون – فمن هذا الحدث بدأت العداوة والبغاء بين الجن والإنس -- قال فاخرج منها فانك رجيم – وان عليك اللعنة الى يوم الدين – قال ربي أنظرتي الى يوم يبعثون – قال فانك من المنظرين – الى يوم الوقت المعلوم – قال ربي بما أغويتني – الله لم يغويه بشيء من الفساد إنما إبليس هو من أغوى نفسه بسب طبيعته خلقه من نار السموم فرفض السجود لأنه لا يريد ان يخلق الله خلق بعده ليبقى هو المفضل عند ربه - فخلق الإنسان أغوى إبليس ليكفر بربه - لهذا توعد عباد الله بالإغواء انتقاما منهم - لأزينن لهم في الأرض ولا اغوينهم أجمعين – إلا عبادك المخلصين – قال هذا صراط علي مستقيم – ان عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين – وان جهنم لموعدكم أجمعين – لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم – ان المتقين في جنات وعيون ادخلوها بسلام امنين ونزعنا ما في صدورهم من غل أخونا على سرر متقابلين – لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين – فالآلية الاحترازية التي وضعها الله لحماية الإنسان من إغواء الشيطان هي إرسال الرسل والأنبياء والكتب المنزلة والمغفرة لمن تاب وامن وعمل صالحا -- نبا عبادي إني أنا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الأليم
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن
صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{26} وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن
نَّارِ السَّمُومِ{27} وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ
بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ{29} فَسَجَدَ
الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{30} إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ
السَّاجِدِينَ{31} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ
السَّاجِدِينَ{32} قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن
صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{33} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ
رَجِيمٌ{34} وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{35} قَالَ رَبِّ
فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{36} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ
الْمُنظَرِينَ{37} إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{38} قَالَ رَبِّ بِمَا
أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ{39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{40} قَالَ هَذَا
صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ{41} إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{42} وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ
أَجْمَعِينَ{43} لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ
مَّقْسُومٌ{44} إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{45} ادْخُلُوهَا
بِسَلاَمٍ آمِنِينَ{46} وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً
عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ{47} لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم
مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ{48} نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ{49} وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ{50}
تعليقات
إرسال تعليق