من الاية 24 – 44 إبراهيم
الم ترى- الم ترى ليس رؤيا حقيقية إنما هي رؤيا تصورية – كيف – استفهام - ضرب الله مثلا كلمة طيبة – مثل الكلمة الطيبة – هو تعبير عن روح وجسد المؤمن – اللذان يستجيبان لقول الحق - كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء – توتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون – ومثل كلمة خبيثة- هو تعبير عن روح وجسد المشرك الرافضان لقول الحق كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار – فالكلمة الطيبة يثبتها الله في روح وجسد المؤمن في الدنيا والآخرة - يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء{24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{25} وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ{26} يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ{27
الم ترى – الم ترى ليس رؤيا حقيقية إنما هي رؤيا تصورية – ولكي نتصور الكلمة الخبيثة وكيف تجتث من فوق الأرض – قال – الم ترى الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا - هم الزعماء ورجال الدين والرأسماليين والجبابرة ممن كذب الرسل - واحلوا قومهم دار البوار – دار الخراب - جهنم يصلونها وبئس القرار – السبب - وجعلوا لله أنداد – أنداد - جاءت من ند تنديد يندد أنداد – لا تعني الخصوم - إنما نظراء شرع تحت اسمهم شركاء لله ليضلوا عن سبيله - ندد الله بهم رافضا كل ما نسب إليه من شريك – وهذا النوع من الشرك ينسب الى الأنبياء والرسل والشخصيات الدينية - قل تمتعوا فان مصيركم الى النار – قل لعبادي الذين امنوا يقيموا الصلاة يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل ان يأتي يوم لا بيع – لا بيع - تعني لا احد يبايع احد - ولا خلال – خلال صداقة – الله الذي خلق السماوات والأرض وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ{28} جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ{29} وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ{30} قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ{31} اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ{32}
لماذا جعل المشركين لله أندا – والله - سخر الشمس والقمر دائبين – دائبين تعني مستمرين في أداء وظيفتهما دون انقطاع - وسخر لكم الليل والنهار – واتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمت الله لا تحصوها ان الإنسان لظلوم كفار – نتابع كيف جعل الفكر الوثني الشركي لأهل مكة إبراهيم ندا مع الله --كان الفكر الوثني الشركي لأهل مكة ينسب عبادة الأصنام والطقوس الوثنية الى ملة إبراهيم – بمعنى ان إبراهيم هو من شرعها بعد بناء البيت – ولكي يصحح الله ما كانوا يعتقدون - نقل الله لهم قول إبراهيم من الماضي الغيبي الى حاضر الدعوة القرآنية - قائلا - وإذ قال ابرأهيم رب اجعل هذا البلد أمنا واجنبني وبني ان نعبد الأصنام – رب أنهن اضللن كثيرا من الناس - فمن اتبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم – إذن – إبراهيم لم يأمر بعبادة الأصنام وما نقله التراث المكي عن إبراهيم كان خاطئا – كان المشركون من أهل مكة يعتقدون ان كل ما ينعمون به من إرباح التجارة والرفاهية الاقتصادية والتنوع الغذائي بفضل عبادتهم للأوثان التي شرعها إبراهيم في مكة – صحح الله اعتقادهم مبينا لهم ان ما ينعمون به هو من فضل الله عندما جعل أفئدة من الناس تهوي الى مكة أثناء الحج –فإبراهيم دعا ربه ولم يدعو الأوثان كما تعتقدون - قائلا - ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون
وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ{33} وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ{34} وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ{35} رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{36} رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ{37}
يستمر التنزيل بنقل قول إبراهيم بعد بناء البيت - ربنا انك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى عليك من شيء في الأرض ولا في السماء – الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ان ربي لسميع الدعاء –رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا تقبل دعاء – ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب – بعد ان نفى الله بعبادة الأوثان وما نسب لإبراهيم ظلما وزورا - بين الموقف الأخروي لمشركي قريش المصرون على الوثنية التي شرعها إبراهيم كذبا وافتراء عليه وعلى الله – قائلا - ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار – مهطعين- مهطع ساكت من الذل والخوف ينتظر ما سيفعل به - مقنعي رءوسهم – مقنعي جاءت من قناع مقنًّع – بمعنى لا يحرك رأسه ولا يرتد إليهم طرفهم – طرفهم تحريك أعينهم - وأفئدتهم – أفئدتهم – تعني حواسهم هواء – هواء- كأن ذلك الشخص رأسه من قناع فارغ من جميع الحواس – وانذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللّهِ مِن شَيْءٍ فَي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء{38} الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء{39} رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء{40} رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ{41} وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ{42} مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء{43} وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ{44}
لا يزال التنزيل يعرض الموقف الأخروي لمشركي قريش المصرين على وثنية إبراهيم - وسكنتم مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال – وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال – فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ان الله عزيز ذو انتقام – يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار – وترى المجرمين يومئذ مقرنين – مقرنين أي مربوطين واحد بالآخر- في الأصفاد بالقيود والأغلال وبطريق عكسية قدم مع يد -- سرابيلهم – أي ملابسهم - من قطران –قطران الفحم – والتعبير هنا كست أجسامهم أدخنة سوداء كأنها ملابس من الفحم - وتغشى – تغشى تغطي وجوههم النار – ليجزي الله كل نفس بما كسبت ان الله سريع الحساب – هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا إنما هو اله واحد وليذكر ألوا الألباب
وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ{45} وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ{46} فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ{47} يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ{48} وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ{49} سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ{50} لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ{51} هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ{52}
تعليق
فما تمر به اليوم منطقة الشرق الأوسط من صراعات حضارية ودينية وجيوسياسية سببها خرافات الديانة الإبراهيمية والتي تحاول جهات إقليمية ودولية تغير العالم بمفاهيم جديد تستند
على تلك الخرافات -- سؤالي ما هو الجديد
في عالم انتهى وأصبح من الماضي المخزي – فهل الخزي يوما كان حضارة لشعوب اندثرت -
ان كان نعم - فما هو الضامن من عدم عودة الخزي مرة أخرى كسابقه
تعليقات
إرسال تعليق