من الاية 1- 23 إبراهيم
الر – كتاب أنزلناه – الكتاب أصبح احد منازل القران - أنزلناه إليك – الذي أنت يا محمد احد منازله – لتخرج الناس يا محمد من الظلمات – ظلمات الشرك والكفر الى نور الحق والإيمان – بإذن ربهم – بإذن ربهم - بمعنى – ان الله هو من يحدد المكان والزمان والقوم ثم يختار لهم رسولا - ثم يوافق على البدا في إخراج الناس من الظلمات الى النور - فدعوة الأنبياء والرسل الى النور هي من اشاءة الله وليس من اشاءة الرسل - الى صراط العزيز الحميد – لماذا لا يستحب الكافرون لنور الله و له كل شيء في السموات والأرض - الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد – السبب هنا - الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة – يستحبون الحياة الدنيا مفهوم شامل لكل من انغمس في دين منسوب الى الله ظلما وزورا يحقق لهم مكاسب دنيوية وسلطوية وحريات شخصية تحت ما نسب له ظلما وبهتانا – وهنا المشركين والمنافقين عموما – ويصدون عن سبيل الله - اي يجهضون النور الذي جاء به الرسل - ويبغونها عوجا – يبغونها عوجا – بمعنى يريدون دينا اعوجا حسب ما تشتهي أنفسهم وما تتطلبه مصالحهم النفعية– فالذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ينشدون الاعوجاج لان النور يكشف زيف دينهم القائم على الشفاعة المزيفة وحمل الخطيئة -- أولئك في ضلال بعيد
الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ{1} اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ{2} الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ{3}
ولكي يأذن الله بدعوته الى النور يختار للناس رسولا - يقوم الرسول بإيصال كلام ربه عن طريق اللسان ليبدأ أمر الله بالتأثير العقائدي فيهم - وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه – فللسان أفضل من اللغة في توصيل آيات الله وخاصة في مجتمع متعدد اللغات – والسبب ليسهل على الناس البيان والتبيان - ليبين لهم - أي ليوضح لهم من هو أحق بالعبادة – فيضل الله من يشاء - أي من اشاءة نفسه الضلالة – ويهدي إليه من اشاءة نفسه الهداية وهو العزيز الحكيم - فمن الرسل الذين أرسلوا بلسان قومهم هو موسى – ليبدأ إذن الله في التأثير العقائدي في قومه -- وإذا قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ نجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذالكم بلاء من ربكم عظيم – متى قال موسى هذا الكلام لقومه بعد خروجهم من مصر الى الصحراء
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{4} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{5} وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ{6}
من الآيات التي أوصلها موسى لقومه بلسانهم - وإذ تأذن ربكم – تأذن بمعنى تعهد - ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد –وقال موسى لقومه - ان تكفروا انتم ومن في الأرض جميعا فان الله لغني حميد –بين موسى لقومه حال المكذبين للرسل من الأمم السابقة هذا بمثابة تحذير لهم - قائلا - الم يأتكم نبا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيدهم في أفواههم – أيدهم في أفواههم تعبير عن تكذيبهم للرسل - وقالوا- أنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب – قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى – يؤخركم - أي يؤجل عذابكم الى اجل مسمى - قالوا – ما انتم إلا بشر مثلنا تريدون ان تصدونا عما كان يعبد آباءنا فأتونا بسلطان مبين – سلطان دليل مادي
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ{7} وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ{8} أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ{9} قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{10}
قالت لهم رسلهم ان نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن علي من يشاء من عباده وما كان لنا ان نأتيكم بسلطان – دليل مادي - إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون- وما لنا إلا نتوكل على الله وقد هدنا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون – بعد ان أفحم الرسل الذين كفروا من قومهم - قال الذين كفروا - وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجكم من أرضنا – أي نهجركم انتم ومن امن معكم من ديارهم - أو لتعودن في ملتنا – أي تكفروا بالله - فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين – ولنسكنكم الأرض بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد – واستفتحوا – أي الذين كفروا استفتحوا بالنصر لآلهتهم - ولكن الفتح انقلب عليهم بالخيبة والخسران في الدنيا - وخاب كل جبار عنيد - وفي الآخرة - من ورائه جهنم ويسقى بماء صديد – يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأته الموت من كل مكان وما هو بميت ومن وراءه عذاب غليظ
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{11} وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ{12} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ{13} وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ{14} وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ{15} مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ{16} يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ{17}
مثل الذين كفروا بربهم يوم القيامة أعمالهم– أعمالهم أي إعمال الكفار التي يقدمونها لشركائهم مع الله - كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد – الم ترى ان الله خلق السماوات والأرض بالحق ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد – وما ذلك على الله بعزيز – وبرزوا لله جميعا أي يوم القيامة - فقال الضعفاء – الضعفاء هم أتباع الذين كفروا الذين لا يخرجون عن مشورتهم– فقال الضعفاء للذين استكبروا - استكبروا هم الزعماء والكهنة وأصحاب المصالح المرتبطة بعبادة الأوثان - أنا كنا لكم تبعا – أتباعكم في الدنيا - فهل انتم مغنون عنا- مغنون أي رافعون عنا - من عذاب الله من شيء – قالوا – لو هدنا الله لهديناكم - سوء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا محص – محيص مخرج من العذاب - وقال الشيطان – الشيطان هو الكاهن أو رجل الدين أو السياسي أو الرأسمالي وكل منتفع ماديا وسياسيا وسلطويا من عبادة الأوثان والشركاء مع الله – وقال الشيطان لما قضي الأمر – أمر الفصل بين العباد - ان الله وعدكم وعد الحق ووعدكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان – سلطان أي حجة أو دليل على ما وعدتكم به - إلا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم وأما أنا بمصرخكم - مخلصكم - وما انتم بمصرخي – أي بمخلصي -إني كفرت بما أشركتموني من قبل ان الظالمين لهم عذاب اليم – وادخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام
مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ
لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ
الْبَعِيدُ{18} أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ{19} وَمَا ذَلِكَ
عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ{20} وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء
لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ
عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ
لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن
مَّحِيصٍ{21} وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ
وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ
عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ
تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ
بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ
الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{22} وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ
وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ{23}
تعليقات
إرسال تعليق