من الاية 12 -24 الرعد
ربط الفكر الوثني الشركي لأهل مكة ظاهرة البرق والرعد والصواعق باعتقادات تتعلق بالإلهة التي يعبدونها من دون الله - معتقدين ان الملائكة هن من يسوق السحاب لهم - وان الرعد هي أصوات الملائكة التي تتصدى للصواعق لتمنعها من الوقوع عليهم -- قال الله - هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال – السحاب الثقال -هي الغيوم الكثيفة المحملة بالماء – فالسحاب الثقال هي من تكون ظاهرتي البرق والرعد والصواعق – فالبرق علميا - هو تفريغ كهربائي بين سحب موجبة ألشحنه وسالبة ألشحنه - هو الذي يريكم البرق خوفا – خوفا من عواقبه المدمرة كالحرائق – وطمعا –استبشار بنزول الماء من السماء - صحح الله الاعتقاد بالرعد – قائلا – ويسبح الرعد بحمده – وصحح الاعتقاد بالملائكة - قائلا - والملائكة من خيفته – إذن الملائكة لا علاقة لها لا بالبرق ولا بالرعد ولا بالصواعق - فالرعد هو صوت اصطدام تيارات الهواء وغالبا ما يحدث بعد التفريغ الكهربائي كالبرق - - ويرسل الصواعق – الصاعقة هي كتله هوائية مصحوبة بتفريغ كهربائي تتجه نحو الأرض فيصيب بها من يشاء - إذن الملائكة لا تتصدى للصواعق ولا تمنعها من النزول على الأرض لأنها من مشيئة الله - وهم يجادلون في الله – يجادلون بعد ما انزل الله إليهم كم هائل من الآيات لتصحح اعتقاداتهم - وهو شديد المحال – ضرب الله مثلا للمشركين على عجز آلهتهم الملائكة بنات الله في إنشاء السحاب الثقال أو علاقتهن بنزول الماء من السماء – قائلا - له دعوة الحق والذين يدعون من دونه – أي الملائكة - لا يستحبون لهم بشيء - أي لا يحققن مطالبهم مهما كانت– المثل على عدم الاستجابة - إلا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه – بمعنى لو ان شخص ما بسط كفيه للماء ليشربه فالملائكة لا يستطعن إيصال الماء الى فمه – فكيف ينشئن السحاب ينزلن الماء من السماء - وما دعاء الكافرين- وما دعائكم للملائكة إلا في ضلال – ولله يسجد من في السماوات والأرض – يسجد بمعنى يخضع لما كلف به - طوعا – طوعي أو طاعة - وكرها – مكره أو بالقوة - وظلالهم بالغدو والآصال – حتى ظلال الأشياء الموجدة في السماوات والأرض تسجد لله طوعا و كرها - قل من رب السماوات والأرض- قل الله - قل فاتخذتم من دوله أولياء – أولياء تعني يولون أمور حياتهم لشركائهم مع الله – فالملائكة شركاء الله - لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خلق كل شيء وهو الواحد القهار
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ{12} وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ{13} لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ{14} وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ{15} قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ{16}
انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها – بالحجم الذي شكلته التكوينات الجيولوجية للأودية - فاحتمل السيل زبدا ربيا – فانتقل مع السيل زبدا رابيا – زبد ماده بيضاء رابيا تطفوا على سطح الماء – مع الزبد الرابي وما يوقدون عليه في النار – أي بقايا نباتات طبيعة متيبسة وفضلات الأغنام - عندما تبدأ مناسيب مياه بالانخفاض تتجمع مكونات الزبد وما يوقدون عليه في النار على حافتي الأودية فعندما تجف تستخدم مباشرة كوقود للطهي أو للاستنارة -- ابتغاء حلية –أو كمصادر وقود متوفرة باستمرار على جانبي الأودية يمكن الحصول عليها في اي وقت أخر -- أو متاع زبد مثله -- كذلك يضرب الله الحق والباطل – فإما الزبد وهنا اعتقادات المشركين بآلهتهم - فيذهب جفاء – فلا تجد له أثرا – وأما اعتقادات المؤمنين بربهم - وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض - كذلك يضرب الله الأمثال - والذين لم يستجيبوا لو ان لهم ما في الأرض جميعا ومثله ومعه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد
أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ{17} لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ{18}
أفمن يعلم إنما انزل إليك من ربك الحق - كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب – من هم الذين على علم بما انزل إليك من ربك - الذين يوفون بعهد الله – عهد الله هو العهد الذي قطعه على البشرية بان لا يقولوا على الله إلا الحق - ولا ينقضون الميثاق – الميثاق هو ما يوثق العقل بالأدلة القاطعة بان لا اله إلا الله - والذين يصلون ما أمر به ان يوصل – بمعني يوصلون رسالة الله الى الناس دون انقطاع أو تقاعس - ويخشون ربهم – يخافون ربهم سوء الحساب – والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون – يدرؤون - يدفعون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقب الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ
الأَلْبَابِ{19} الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ
الْمِيثَاقَ{20} وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ
وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ{21} وَالَّذِينَ صَبَرُواْ
ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ{22} جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ
صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ
يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ{23} سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ
فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ{24}
تعليقات
إرسال تعليق