من الاية 26 – 43 الرعد
وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ{25} اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ{26}
وضع المشركين شرطا على إيمانهم بان ينزل الله على نبيه آية - أي دليل مادي -- ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه آية من ربه – فالدليل المادي ليس ضروري للإيمان - لماذا - لان الله يضل من يشاء - أي من اشاءة نفسه الضلالة - ويهدي إليه من أناب – أي من تراجع عن كفره بالله – الذين امنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب –والذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب – طوبى لهم - حال دنيوي وليس أخروي وتعني مستقر امن في الدنيا لا يتزعزع – وحسن مآب - أفضل إقامة بعيده عن التهديدات الكونية والمؤامرات البشرية - كذلك أرسلناك في امة قد خلت – خلت أي مضت واندثرت من قلها أمم – لتتلوا عليهم ما أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن- بقولهم اتخذ الرحمن ولدا – قل لهم يا محمد - هو ربي إلا له إلا هو عليه توكلت واليه متاب -
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ{27} الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{28} الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ{29} كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ{30}
ضرب الله مثلا للذين امنوا للكف عن رغبتهم الملحة في إيمان المشركين بالله – قائلا لهم – لو ان قرانا سيرت به لجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا –فالضلالة والهدى أمرهما محسوم بيد الله – أفلم ييأس الذين امنوا – الم يدخل الذين امنوا في حالة من اليأس عن قناعة ويقين بان الهدى والضلالة من الله - ان لو شاء الله لهدى الناس جميعا – ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة – بمعنى لا يزال الذين اكفروا مهددين بعذاب الله - أو تحل أي تنزل القارعة قريبا من دارهم - حتى يأتي وعد الله - الوقت المؤكد لعذابهم الدنيوي - انه لا يخلف الميعاد – وخير مثل على ذلك - ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب
وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ{31} وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ{32}
وضع الله للمشركين مقارنه بينه وبين شركاءه – قائلا - أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت - القائم على كل نفس هو الله – بما كسبت دليل على علمه المنطلق بكل شيء – وجعلوا لله شركاء – الملائكة بنات الله - قل سموهم – أي اطروا عليهم أسماء هل يعرفونها - أم تنبؤنه – أي تخبرون الله عن طريق شركائكم - بما لا يعلم في الأرض – بمعنى شركائكم لا يعلمون شيء في الأرض فكيف عن طريقهم تخبرون الله - أم بظاهر من القول – أم هو مجرد قول ظاهري يعلمه الشركاء دون حقيقة فعلية – بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد – لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة اشق وما لهم من الله من واق – مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقب الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار – والذين آتيناهم الكتاب – أي أهل الكتاب - يفرحون بما انزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه – قل إنما أمرت ان اعبد الله ولا أشرك به أدعو واليه مآب
أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ{33} لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ{34} مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ{35} وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ{36}
من منازل القران اللسان العربي والحكم العربي - وكذلك أنزلناه حكما عربيا - عربيا وضاحا بالأمثال العربية الواقعية المحكمة التي لا تقبل اي تفسير أخر - وهذا بمثابة تحذير للنبي في حالة ان راودته شكوك اتجاه ما انزل الله - التحذير - ولئن اتبعت أهواءهم – أي أهواء المشركين - بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله ولي ولا واق – فلا تستغرب يا محمد من انتقاد المشركين لك بممارستك للحياة بكل مجالاتها - فأنت لا تختلف عن بقية الأنبياء والرسل -- ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية - وما كان لرسول ان يأتي بآية إلا بإذن الله - فالرسل الذين قدموا لشعوبهم الدليل المادي لم يكن ذلك من تلقاء أنفسهم إنما هو بإذن من الله – ولكي تتضح فكرة الدليل المادي عند النبي- قال الله - ولكل اجل كتاب – اجل وقت - كتاب - مكتوب – يمحوا الله ما يشاء – يمحوا الله أشاءته عن تقديم الآيات ذات الدليل المادي - ويثبت –أي ويثبت الآيات ذات الدليل المادي - وعنده أم الكتاب – أصل الكتاب الذي قدر فيه أشاءته - وإما نريك بعض الذي نعدهم – أي العذاب - أو نتوفينك أي تموت قبل رؤية عذابهم -- فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب – الم يروا – أي المشركين - أنا نأتي الأرض ننقصها من إطرافها – ننقصها من أطرافها تعبير عن القرى التي دمرها الله والتي نقصت من الأرض - والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب – وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار – ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفا بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ
وَلاَ وَاقٍ{37} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ
أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ
بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ{38} يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ
وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ{39} وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي
نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا
الْحِسَابُ{40} أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ
أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ
الْحِسَابِ{41} وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ
جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ
عُقْبَى الدَّارِ{42} وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى
بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ{43}
تعليقات
إرسال تعليق