من الاية 1- 11 الرعد
سورة الرعد نزلت كاملة في مكة --المر -- حروف لا معنى لها ولكن البعض منها له علاقة بأرشفة السور التي تشكل منها كتاب القران – المر - تلك آيات الكتاب - كتاب القران - والذي انزل إليك – والذي أنت يا محمد احد منازله –انزل إليك من ربك الحق – الله هو الحق وما نسب إليه من شريك هو الباطل - ولكن أكثر الناس لا يؤمنون – لا يؤمنون بربك الحق - ولا يؤمنون بأنك احد منازل ربك – يعرف الله نفسه - قائلا - الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها - أي لم يضع لها أعمدة ترونها بأعينكم – ثم استوي على العرش – أطلق النظام الكوني لأداء وظيفة كونية لها تأثير مباشر على الأرض وعلى الكائنات الحية بشكل عام – فمن المؤثرات الكونية على الأرض - وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى – اجل مسمى أي وقت محدد ينتهي نهارا بعد مغيب الشمس ليبدأ بأجل جديد - وشهريا بعد انتهاء منازل القمر ثم يبدأ بأجل جديد – يدبر الأمر – يدبر الأمر في السماء وعلى الأرض لتنتظم الحياة وفق أزمنه مرتبطة بالشمس والقمر - فينعكس ذلك الأجل المسمى يوميا وشهريا على الأرض فيكون الناس كل يوم هم في شئن جديد -- يفصل الآيات – يوضح الآيات بمفاهيم أعمق - لعلكم بلقاء ربكم توقنون – توقنون بيوم القيامة
المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ{1} اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ{2}
بعد ان فصَّل الله الاستواء على العرش ودور الشمس والقمر في الأجل المسمى - ينتقل الى الأرض - قائلا- وهو الذي مد الأرض أي جعلها منبسطة وجعل فيها رواسي وانهار – الرواسي هي ثوابت الأرض الماء واليابسة –فمن الرواسي التي تمد اليابسة بالماء هي البحار والمحيطات وهما يزودان الأنهر بالمياه عن طريق الإمطار التي تجمعها الأودية أو عن طريق الينابيع - فمياه الأنهار تغذي الكرة الأرضية بالمياه العذبة وعليها تتم الزراعة – كزراعة الأشجار المثمرة - ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين - يغشي الليل النهار أي يغطي الليل النهار- فاليوم الجديد - ناتج عن عملية تزاوج بين الليل والنهار - ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون – وفي الأرض قطع متجاورات – متجاورات- أي قطعة ارض مقطعة بجور تنقل الماء للمزروعات - متجاورات - في جور الماء - نوع من الحراثه يستخدم في زراعة الخضراوات الصيفية والشتوية –وجنات بساتين من أعناب - وزرع – أي المحاصيل والأعلاف - ونخيل صنوان وغير صنوان - النخيل لا يقصد هنا نخيل التمر- إنما جميع شجرة مثمره تسمى نخله –نخيل صنوان هي الأشجار التي تثمر في الصيف وتنخل ورقها في الشتاء – وغير صنوان– هي الأشجار التي تثمر في الشتاء ولا تنخل أورقها في أي فصل من فصول السنة – يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون - وان تعجب يا محمد من عظمة الله وقدرته في خلقه – فهذا ليس بعجب - إنما العجب في قول المشركين - فعجب قولهم - أئذا كنا ترابا بعد الموت أئنا في خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{3} وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{4} وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ{5}
من باب التحدي - يستعجلونك بالسيئة – السيئة تعني ما يسيء بهم اي العذاب - قبل الحسنة - أي قبل الشيء الحسن الذي فيه خيرا لحياتهم الدنيوية والأخروية – وقد خلت - أي مضت - من قبلهم المثلات – أمثال الأمم والقرى التي سبقت – فنحن قادرين على ان نجعلهم مثلا كالمثلات التي سبقت – مع استعجال المشركين بالعذاب وتحديهم لله - وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم – وفي نفس الوقت - وان ربك لشديد العقاب – ويقول الذين كفروا من المشركين لولا انزل عليه آية من ربه - أي دليل مادي من ربه –لا عليك يا محمد بما يقولون - إنما أنت منذر ولكل قوم هاد
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ{6} وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ{7}
الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام – تغيض أي ما يسقط منها- وما تزداد – تزداد في الحمل أكثر من جنين - وكل شيء عنده بمقدار – بمقادير حياتية تتعلق بالبويضة والسائل المنوي هما يحددان الإسقاط والحمل والتوأم - عالم الغيب غيب الماضي- والشهادة أي الحاضر - الكبير المتعال – ولكي يثبت الله لمتلقي القران على انه عالم الغيب والشهادة – قال - سواء منكم من اسر القول - أي أخفاه - ومن جهر به -أعلنه - ومن هو مستخف بالليل - أي متستر بظلام الليل - وسارب بالنهار – سارب مسرب أي متسرب بعيدا عن الأنظار في وضح النهار – له معقبات – معقبات – تعني عواقب تتبعه أو تتعقبه - من بين يديه - من أمامه - ومن خلفه – يحفظونه من أمر الله – فالعواقب السيئة والحسنة محفوظة ولا تطبق إلا بأمر الله وذلك وفقا لإرادته الشخص فالسيئ تطبق عليه العواقب السيئة والحسن تطبق عليه العواقب الحسنة وكلاهما من أمر الله – ضرب الله لنا مثلا على المعقبات والعواقب التي تصيب المجتمعات - ان الله لا يغير ما بقوم- بمعنى ان الله لا يغير أمره في قوم تمنوا السيئة لأنفسهم - حتى يغيروا ما في بأنفسهم – وإذا أراد الله بقوم سوء –إذا حكم أمره بالسيئة على قوم - فلا مرد له وما لهم من دونه من وال – وال - تعني ما لهم من دون الله من ولي أو والي يرفع عنهم السوء
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ
كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ
بِمِقْدَارٍ{8} عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ{9}
سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ
بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ{10} لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ
وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ
سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ{11}
تعليقات
إرسال تعليق