من الاية 96 – 123 هود
يعتبر موسى سادس رسول حسب التسلسل التاريخي لبعثة الرسل – ولقد أرسلنا موسى بآياتنا العصا واليد البيضاء وسلطان مبين ودليل واضح – الى فرعون وملئه - واتبعوا أمر فرعون - أي تعاليم وأوامر فرعون - وما أمر فرعون برشيد –رشيد - بالغ الحكمة –اثبت الله للبشرية ان فرعون ليس برشيد وانه أغبى حاكم لأغبى شعب عرفه التاريخ – والسبب - لأنه أوصل نفسه قومه الى الخزي الدنيوي والعذاب الأخروي – قال الله - يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار- أي فرعون أورد قومه النار - لأنهم أطاعوه - وبئس الورد المورود –الورد – دين وتعاليم وأوامر فرعون - المورود- قومه وما ورده من تعاليم وأوامر عن فرعون - واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود - بئس الرفد – بئس الحاكم – المرفود - المحكوم -
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{96} إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ{97} يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ{98} وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ{99}
ذلك من أنباء من أخبار القرى نقصه عليك منها قائم - أي لم يدمر - ومنها حصيد دمر بالكامل – وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم - فما أغنت عنهم آلهتهم - فما نفعتهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك – عذاب ربك - وما زادهم غير تتبيب – تتبيب جاء من تب تتبيب أي خسران -- وكذلك اخذ ربك –أي تدمير ربك - إذا اخذ القرى وهي ظالمة ان أخذه اليم شديد – ان في ذلك لآية – ان في هلاك الأمم لآية - لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس ذلك يوم مشهود – وما نؤخره إلا لأجل معدود – أي الى الوقت الذي أعده الله
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ{100} وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ{101} وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ{102} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ{103} وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ{104}
يوم يأتي أي اليوم المشهود لا تكلم نفس – لا يسمح لأحد بالكلام إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد – فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق – الزفير والشهيق ليس على الذين في النار – إنما على النار نفسها لها زفير وشهيق وتغيض – خالدين فيها ما دامت السموات والأرض – لاستيعاب الخلود دنيويا شبه الله طول الفترة زمنية للخلود كطول بقاء السماوات والأرض قائمة - خالدين فيها ما دامت السموات والأرض - إلا ما شاء ربك - الى ان تأتي مسيئة الله في إنهاء ديمومة السماوات والأرض والخلود باقي –- ان ربك فعال لما يريد - - وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها - ما دامت السموات والأرض - كطول بقاء السماوات والأرض قائمة- إلا ما شاء ربك - الى ان تأتي مسيئة الله في إنهاء ديمومة السماوات والأرض والخلود باقي - عطاء غير مجذوذ – مجذوذ- منقوص أو منقطع
يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ{105} فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ{106} خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ{107} وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ{108}
فلا تك في مرية – مرية هنا لا تعني الشك إنما جاءت من مماراة ممارى يمار مراء- أي ما يمار به المشركون من طقوس وعبادات ينسبونها الى أولياء الله –بالحقيقة هي ليس من عند أولياء الله ولا من الله تبارك وتعالى - فلا تك في مرية - مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل - وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص – يا محمد الانشقاق والاختلاف في دعوتك أمر طبيعي – ولنا مثلا على ذلك - ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه – بين مؤيد ومعارض - ولولا كلمة سبقت من ربك بأنه سيترك الذين كذبوا بآياته الى يوم القيامة - لقضي بينهم – أي لفصل بالموت بين المؤمنين والمكذبين - وإنهم لفي شك منه مريب – مريب أعلى مستويات الريبة - وان كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم انه بما يعملون خبير – فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير – ولا تركنوا الى الذين ظلموا أنفسهم –ولا تركنوا أي ولا تطمئنوا ولا تستكينوا لعقائد الذين ظلموا أنفسهم بالشرك وان كانوا ينسبونها الى أولياء الله - فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون --
فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ{109} وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ{110} وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{111} فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{112} وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ{113}
بعد ان أمر الله النبي والذين امنوا معه بالاستقامة – وجهه الى الصلاة كبديل عما يمار به المشركين من طقوس وعبادات منسوبة الى أولياء الله - قائلا - وأقم الصلاة طرفي النهار بعد شروق الشمس وقبل مغيبها -- وزلفا من الليل أوقات غير محدده من الليل - النبي يختارها لنفسه - ان الحسنات - حسنات الصلاة يذهبن السيئات ذلك ذكرى أي تذكير للذاكرين الله – واصبر على تكذيب المشركين لك - فان الله لا يضيع اجر المحسنين – فلولا كان من القرون من قبلكم - أي الأمم من قبلكم - اولوا بقيت – أي بقيت قائمة - ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم - واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين – ما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون - ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحده - أي على دين واحد ولا يزالون مختلفين – إلا من رحم ربك إلا من نالته رحمة ربك - ولذلك خلقهم – لذلك اسم إشارة يعود الى اختلاف الناس بين قابل لرحمة ربه وبين من هو رافض لها - وتمت كلمة ربك لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين – وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك من الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين – وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم أنا عاملون – وانتظر أنا منتظرون – ولله غيب السماوات والأرض واليه يرجع الأمر كله – فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ
النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{114} وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ
يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{115} فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن
قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ
قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا
أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ{116} وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ
الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ{117} وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ
النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118} إِلاَّ مَن
رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ
جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{119} وَكُـلاًّ نَّقُصُّ
عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي
هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ{120} وَقُل لِّلَّذِينَ
لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ{121}
وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ{122} وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا
رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{123}
تعليقات
إرسال تعليق