من الاية 69 – 83 هود
من ذرية الذين امنوا مع صالح انبثقت أكثر من امة – وفي هذه إشارة الى التزايد السكاني لأهل الأرض حيث ظهرت نبوة ورسالة في فترة زمنية واحده - وهي نبوة إبراهيم {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } --ورسالة ولوط {وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ } يعتبر إبراهيم أول نبي للبشرية تزامنت دعوته مع لوط والذي يعتبر رابع رسول حسب التسلسل الزمني لبعثة الرسل – فأول من امن بنبوة إبراهيم هو لوط - فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ- - إذن لوط من قوم إبراهيم امن بنبوته -
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ{69} وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ{70} وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ{71}
خرج إبراهيم ولوط الى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين أي لكل البشرية نظرا لما تمتلكه من مقومات زراعية تساعد على التكاثر الحيواني والجذب السكاني فاستقرا عند قوم يأتون الرجل شهوة من دون النساء هم قوم لوط – قوم لوط كانوا يسكنون في ارض مباركة حيث يعيشون في رفاهية وترف عالي كالمجتمعات الأوربية التي أباحت للمثليين من الذكور بالزواج مما أدى الى زيادة نسبة الإناث الى الذكور بسبب الشذوذ الجنسي– والدليل على ذلك قول نوح للذين يعملون السيئات من قومه - يا قوم هؤلاء بنات هن اطهر لكم – قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد - اخذ لوط يدعو ذلك القوم بالكف عن الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحدا من العالمين – فلم يستجيب له إلا قليل من المؤمنين – استمر لوط في دعوة قومه حتى بعث الله رسله بأمرين – الأول - بشرى ابرأهيم بإسحاق ويعقوب – والثاني - إنهاء معاناة لوط في قومه بالقضاء عليهم –فأول أمر بدا به الرسل بشرى إبراهيم –ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى – قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ – فما لبث - بمعنى لم يغب وقتا طويلا عن ضيوفه - حتى جاء بعجل حنيذ - عجل صغير مشوي - فلما رأى أيديهم لا تصل إليه – كناية على أنهم لا يأكلون الطعام – أنكرهم -اي لم يعرف طبيعتهم لنتيجة لذلك أوجس في نفسه خيفة فخاف منهم – قالوا لا تخف إنا أرسلنا الى قوم لوط – وامرأته قائمة – أي قائمه على خدمة الضيوف – فلما علمت أنهم رسل الله ضحكة مستبشرة خيرا - فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب
وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ{69} فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ{70} وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ{71}
قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب – قالوا أتعجبين من أمر الله – رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد – في عبارة أهل البيت إشارة من الله لإبراهيم لبناء البيت– ولكن أين سيبني إبراهيم البيت هل في قوم لوط نتابع ما جاء به الرسل - فلما ذهب عن إبراهيم الروع أي الخوف وجاءته البشرى بإسحاق ويعقوب وبناء البيت اخذ يجاد الرسل في قوم لوط بتأجيل عذابهم الى فترة أخرى لعلهم يتوبون الى الله – ان إبراهيم لحليم في جادله الرسل لإعطاء قوم لوط فرصة أخرى - أواه - كثير الألم والحزن على مصيرهم المخزي - منيب – منيب جاءت من التأنيب -- يؤنب نفسه كثيرا خوفا من معصية الله فتراه كثير الرجوع الى الله
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ{72} قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ{73} فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ{74} إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ{75}
قالت الرسل لإبراهيم – يا ابرأهيم اعرض عن جدالك فيما يخص قوم لوط – انه جاء أمر ربك بهلاكهم وأتاهم عذاب غير مردود - أي لا رجعة فيه – علم إبراهيم بان هلاك قوم لوط بات وشيكا – فلا بقاء له بينهم – حينئذ علم ابرأهيم ان بناء البيت ليس في قوم لو ط نما في مكان أخر- فسبق الإحداث وخرج هو وزوجه متوجها الى الصحراء ليختار مكان البيت – ولقد بوئنا لإبراهيم مكان البيت – ثم بعد ذلك تحول الرسل من بيت إبراهيم الى بيت لوط – ولما جاءت رسلنا لوطا سيئ بهم - اي أصابه السوء بسبب وجدهم في بيته - وضاق بهم ذرعا - احتار بهم خوفا من سماع قومه بهم - وقال هذا يوم عصيب – السبب الذي جعل لوط في وضع سيئ ومربك –هو - امرأته التي كانت مؤيده ومناصره لفسوق قومها – فلما أخبرتهم بان لوط يخبئ أشخاص في بيته جاء قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات – قال يا قوم هؤلاء بنات هن اطهر لكم فاتقوا الله أي خاف الله ولا تخزني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد – أي صاحب حكمة ورشاد --
يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ{76} وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ{77} وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ{78}
قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد – قال – لو ان لي بكم قوة أي مقدرة على التصدي لكم – أو اوي الى ركن شديد - اعتمد على قبيلة تساندني أو مؤمنين يناصرونني – قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك - اي لن ينالوا منك لأنهم لن يعثروا علينا في بيتك - فاسر بأهلك أي الذين امنوا معك بقطع من الليل ولا يلتفت احد منكم لا يفكر أحدا منكم بالعودة الى قومه - إلا آمراتك انه مصيبها ما أصابهم ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب – فلما جاء أمرنا أمر هلاكهم جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود – حجارة من سجيل من طين مصهور منضود طبقات طبقة فوق طبقة لها نهايات حادة - مسومة أي لها وسم عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد - قريش وإتباعهم
قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ
لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ{79} قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى
رُكْنٍ شَدِيدٍ{80} قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ
إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ
أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ
الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ{81} فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا
عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ
مَّنضُودٍ{82} مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ
بِبَعِيدٍ{83}
تعليقات
إرسال تعليق