من الاية 65 – 74 يونس
للمشركين بالله أقوال كثيرة كانوا يلقونها على النبي لصد دعوة الحق - أبرزها الإصرار على الشرك بالله – والاستعجال بالعذاب الدنيوي - واتهام النبي بافتراء القران - واتهام القران بالسحر والكهانة - فكان النبي يعتقد ان قولهم سيقلل من عزة الله وعظمته - قال الله - ولا يحزنك يا محمد قولهم - أي قول المشركين اي كان ظاهري أم باطني أم تضليلي فان العزة لله جميعا وهو السميع العليم – عزة الله تكمن فيما له في الكون - إلا ان لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء أي شركاء مع الله ليس لهم أي دور فاعل لا في السماوات ولا في الأرض - وان يتبعون إلا الظن وان هم إلا يخرصون – يخرصون – أي يرغمون الناس على السكوت بسبب تهديدات المشركين بوطأة الشريك مع الله
وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{65} أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ{66}
كدليل على عزة الله وعظمته ودليل أيضا على ان له كل شيء ما في الكون – قال الله - هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه – تسكنوا جاءت من السكون أي التوقف عن الأنشطة اليومية لان معظم الأعمال تحتاج الى إضاءة فمتاعب الإنسان أثناء النهار جعلته بحاجة الى السكون والراحة فالليل كفيل بهما – والنهار مبصرا لمزاولة الأعمال والأنشطة المختلفة - ان في ذلك لآيات لقوم يسمعون – يسمعون – أي يصغون بمسامعهم الى ما انزل الله --
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ{67}
من الأقوال التي كانت تحزن النبي قول المشركين العرب وأهل الكتاب اتخذ الله ولدا – وقالوا – هو قول طائفي جماعي حسب ما تعتقد به الطائفة - وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني – الغني عن الولد والبنت والصاحبة والزوجة - لان له ما في السموات والأرض وليس بحاجة لأي من الشركاء يعينونه على تدبير الكون – ان عندكم سلطان بهذا –هل عندكم دليل من الله على صدق ما تقولون – بما أنهم ليس لديهم دليل على ما يقولون – أذن هم يقولون على الله ما لا يعلمون - بما ان الذين قالوا اتخذ الله ولدا لا يعلمون حقيقة ما يقولون - إذن هم يفترون على الله الكذب --اخبر يا محمد الذين قالوا اتخذا الله ولدا - ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون –متاع في الدنيا – أي مجرد وقت سيقضونه في متاع الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون
قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{68} قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ{69} مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ{70}
تعرض النبي الى تهديد بوطأة الشريك مع الله من قبل الذين قالوا اتخذوا الله ولدا على اعتقاد ان الله يدافع عن شركائه في حالة ان تعرض احدهم الى انتقاد أو إساءة لفضية - ضرب الله مثلا للنبي عن نوح لتكذيب تلك العقيدة الظنية الواهية - قائلا - وتلوا عليهم نبأ نوح إذا قال لقومه يا قوم ان كبر عليكم مقامي -- أي أصبحت مملا بسبب دعوتي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت – ان زعمتم ان الله يدافع عن شركائه فاجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة أي مخفي أي أعلنوا هذا الأمر علانية ثم اقضوا الي – أي ادعوا شركاء الله ليقضوا الي ان كانت لهم وطأة - ولا تنتظرون – ولا تتأخرون عما اتفقتم عليه علانية مهما كانت الأسباب
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ{71}
فشل المشركين من قوم نوح بإيقاع الأذى به كان سببا في إصرارهم على الشرك بالله - فان توليتم – فان توليتم عن فكرة الإله الواحد بعد فشلهم فما سألتكم من اجر – أي ما طلب منكم أجرا على رسالتي – ان اجري إلا على الله وأمرت ان أكون من المسلمين – فكذبوه بمعنى رفضوا فكرة الإله الواحد فنجيناه ومن معه في الفلك – وجعلناهم خلائف – أي جعلنا الذين أنجاهم الله من الغرق خلائف في الأرض – وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين – وعلى خلائف الذين أنجاهم الله من قوم نوح بعث الله رسولا - ثم بعثنا من بعده رسلا أي من بعد نوح –فاجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل – فالذين كذبوا الرسل بعد نوح هم من نسل الذين امنوا برسالته - فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل - كذلك نطبع على قلوب المعتدين
فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا
سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ
أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ{72} فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي
الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ
بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ{73} ثُمَّ بَعَثْنَا
مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا
كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى
قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ{74}
تعليقات
إرسال تعليق