التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الفصل الأخروي بين المشركين وشركائهم

  •  
  • من الاية 25 – 44 يونس
  •  -- ضرب الله لنا أمثلة متنوعة عن الذين يستعجلون النبي بالعذاب الدنيوي – منها التقلبات العقائدية التي  يتقلب  فيها الإنسان بين الضراء والرحمة – قائلا-  هو الذي يسيركم في البر والبحر عن طريق وسائل النقل المختلفة – فمن وسائل النقل المقلقة للمسافر الفلك - حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ريح طيبة هادئة وفرحوا بها  جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم – بمعنى أوشكوا على الهلاك - دعوا الله مخلصين له الدين –
  •  أما وضع المجتمعات المتكاملة  --- حتى إذا أخذت الأرض زخرفها  بمعنى أصبحت الأرض جاذبة للسكان  لكونها توفر الأمن الغذائي للإنسان والحيوان -  مما يرافق ذلك نموا سكانيا ينعكس على التقدم العمراني فتشيد الأبنية والأسواق والقصور المزينة بمختلف أنواع الفنون والزخرفة والنقوش والألوان- وظن أهلها أنهم قادرون عليها – أي على الدنيا - بمعنى مسيطرين عليها لأنهم اخذوا كافة  الاحتياطات الطارئة للمؤثرات المناخية والكوارث الطبيعية والحروب - فاعتقدوا بان لا قوة على الأرض تدمرها – أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلنها حصيد
  •  إذن الدنيا ليس فيها سلام ولا أمن ولا استقرار  فالكوارث الطبيعية تصيب كافة المجتمعات سواء ان كانت مؤمنة أم كافرة - والله يدعوا الى دار السلام – دار السلام دار الآخرة دار الجنة  فالجنة هي المكان الآمن لجميع الأحياء لأنها توفر الأمن الغذائي والاستقرار الحياتي المجاني دون تعب أو مشقة  -- ويهدي من يشاء --  أي من شاءت نفسه الهداية الى صراط مستقيم
  • وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{25}
  •  هل دار السلام  في الآخرة  ستكون مفتوحة لكل من هب ودب أم لها شروط  - نقرا -- للذين أحسنوا الحسنى  - أحسنوا في تطبيق الحسنى التي أمر الله بها  فالحسنى أعلى مرتبة من الإحسان - وزيادة  - فوق الحسنى زيادة من المحاسن لم يوصي بها الله إنما أزادوها ابتغاء وجهه -- لا يرهق وجوههم – لا تظهر على وجههم – قتر- قتر تعني اسوداد لصعوبة الموقف – ولأذلة – بمعنى لا قهر ولا حسرة - أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون
  • لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{26}
  • والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة مثلها – فالسيئة لا تجزى إلا بسيئة مثلها -- وترهقهم ذلة - قهر وحسرة – مالهم من الله من عاصم – لا عاصم من العذاب اليوم  – كأنما أغشيت - أي غطت وجوهم قطعا من الليل مظلما  اسوداد على الوجه لصعوبة الموقف – أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
  •  وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{27}
  • ما هي المفاجئة التي سيوجهها المشركون يوم القيامة والتي ستجعل على وجههم القتر والذلة والحسرة – قال الله -  ويوم نحشرهم جميعا أي الذين كسبوا السيئات من جراء العبادات الشركية - ثم نقول للذين أشركوا مكانكم انتم وشركائكم - فزيلنا بينهم – زيلنا - أي فصلنا بينهم –فالفصل سيتم عن طريق  كشف زيف العبادات الشركية -- وقال شركائهم ما كنتم إيانا تعبدون – بمعنى ان الشركاء انكوا عبادة المشركين لهم – جاعلين الله شهيدا بينهم -- فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم غافلين – غافلين أي لا علم لنا بها -- هنالك أي يوم القيامة - تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم – ضل عنهم  - أي غاب عنهم- ما كانوا يفترون
  •  وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ{28} فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ{29}هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ{30}
  • بعد ان وضح الله طريقة الفصل الأخروي بين المشركين وشركائهم  وغياب كافة المفتريات الدنيوية التي كانوا يحملونها عن شركائهم –فصل الله أيضا ارتباط الشركاء بالمؤثرات الدنيوية - كالحياتية والمعيشية للإنسان  – اسألهم يا محمد-  قل من يرزقكم من السماء والأرض امن يملك السمع والإبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله – فقل – أفلا تتقون – تتقون—أي تبعدون أنفسكم عن عذابه
  •  قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ{31}
  •  بعد ان أبطل الله دور الشركاء في المؤثرات الحياتية والمعيشية في الحياة الدنيا - وإنكار الشركاء لشركائهم  يوم القيامة – إذن من هو الرب  - فذلكم الله ربكم الحق –هو ربكم الحقيقي – فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون –  تصرفون - أي  تذهب عقولكم بعيدا عن قول الحق - كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون
  • فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ{32} كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ{33}
  • ولكي يفصل الله  دنيويا بين المشركين وشركائهم طرح على المشركين سؤلا عقائديا– قل يا محمد-- هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده – أكيد الشركاء غير قادرين على بدا الخلق أو إعادته لأنهم صنعوا بأيدي بشر كالأوثان والأصنام والمصلوب روح الله  ---- قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تأفكون – كيف تتقبلون أفك وافتراءات المكذبين -  يطرح الله على المشركين سؤلا عقائديا آخرا - قل يا محمد -هل من شركائكم من يهدي الى الحق – أكيد لا يهدون الى الحق لأنهم لا ينطقون ولا يعلمون غيب السماوات والأرض - قل الله يهدي للحق - أفمن يهدي الى الحق - أحق ان يتبع امن لا يهدي فمالكم كيف تحكمون
  •  قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ{34} قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ{35}
  • بعد فشل المشركين بالإجابة على أسئلة الله فيما يخص إبداء الخلق والهدية – أكد الله لهم ان عبادتهم للشركاء هي عبادة ظنية خالية من أي دليل عقائدي  – قال الله - وما يتبع أكثرهم إلا ظنا – ظن الاعتقاد – ان الظن لا يغني من الحق شيئا ان الله عليم بما يفعلون – ولكي يؤكد الله للمشركين ان القران هو من عنده - وليس بإمكان الجن أو الشياطين والكهنة وحتى الأنبياء من افتراءه على الناس – قال الله --  وما كان هذا القران ان يفترى دون الله من دونه ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين
  •  وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ{36} وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{37}
  •  كرد فعل على الفصل العقائدي الدنيوي والاخروي - اتهم المشركون القران بمختلف الاتهامات منها تنزيل الشياطين وقول ساحر وقول كاهن كما اتهم النبي بافتراء القران – أم يقولون افتراه – قل لهم يا محمد - انتم بشر مثلي فاتوا بسورة من مثله وادعوا ما استطعتم من دون لله ان كنتم صادقين --  الأبعاد التضليلية من اتهم النبي بافتراء القران -هي لتكذيب التنزيل – بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه – أي كذبوا القران دون دراسته  وتمعن -  ولما يأتيهم تأويله – ولما يأتيهم العذاب الدنيوي واقعيا حسب ما أولته الآيات التي هددت المشركين بالعذاب سيكون مصيرهم كمصير الذين من قبلهم - كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كانت عاقبة الظالمين – ومنهم من يؤمن به أي القران ومنهم لا يؤمن به وربك اعلم بالمفسدين --
  •  أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{38} بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ{39} وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ{40}
  • من الطبيعي سيكون هنالك تفاوت كبير بين أعمال المؤمنين بالله وبين الرافضين للإيمان – فالمكذبين يصرون على أعمالهم الفاسدة التي شرعها لهم الشيطان  بما يخدم مصالحهم الشخصية التي يكتسبونها من عبادة الأوثان – فما مطلوب من النبي إعلان البراءة من أعمال المشركين الفاسدة التي ينسبونها الى الله– قال الله --وان كذبوك يا محمد  - فقل لي عملي ولكم عملكم واني بريئون مما تعملون --
  •  وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ{41}
  • يصف الله للنبي حال المكذبين عند سماعهم للقران – قائلا - ومنهم من يستمع إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون – وهذا القول كناية عن عدم رغبتهم بسماع قول الحق – ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي ألعمي لو كانوا لا يبصرون – لا يبصرون آيات الخالق  - أذان أفئدة الإنسان وإرادته هي من تحد الرغبة أو عدم الرغبة  بقبول الحق - ففي هذه الحالة يكون الإنسان مخير في اختيار طريق الحق أو الباطل وليس مسير – وبهذا المفهوم - ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن أنفسهم يظلمون
  •  وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ{42} وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ{43} إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{44}
  •  
  •  

تعليقات

طلعت خيري

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس فقد المسيحييون الشرقييون  الارثذوكسييون  مسارهم الديني المقدس الممتد من القدس الى اليونان مرورا بتركيا والمتمثل بأوربا الشرقية بعد إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس فكان الإعلان رصاصة الرحمة  على التراث المسيحي الشرقي في فلسطين -- فما عاد تعريب الكنائس يجدي نفعا –الأمر لا يقتصر على المسيحيين فقط بل حتى المسلمين فقد باتوا عاجزين عن فعل شيء—نستذكر من التراث الإسلامي السياسي بعض الأحاديث النبوية المكذوبة على رسول الله والتي توضح تحالف إسلامي مسيحي ضد اليهود في أخر الزمان المتمثل بنزول عيسى ابن مريم –وكسره للصليب والصلاة بالأنبياء والمؤمنين– ليقفوا صفا واحدا ضد اليهود –فالكذب الديني  السياسي الإسلامي والمسيحي جاء بنتيجة مغلوطة على شعوب المنطقة ---أنهت المسلمين والمسيحيين الشرقيين وأنهت أيضا كافة حركات التحرر اليسارية والشيوعية والاشتراكية التي ناصرت القضية الفلسطينية لعقود كثيرة –نقل السفارة له أبعاد سياسيه شامله لكل المسيحيين المعتقدين بالمجيء الأول والثاني والطامحين بعودة القدس للحاضة  المسيح...

ولا تكن للخائنين خصيما

من الاية 105 – 113 النساء لا نعرف ما حقيقة المشكلة التي جادل عنها النبي وأصحابه باتخاذهم موقفا مناصرا لها – بما ان مواضيع الآيات التي سبق هذا الموضوع تتكلم عن مكافحة المرتدين مع الحذر من قتلهم   خطأ أو تعمدا -- إلا بعد التأكد -   فمن المحتمل ان طائفة ما اخترقت تلك التحذيرات فقتلت مرتدين مما أدى الى تذرع القتلة بعدم علمهم أو جهلهم بالحقيقة – المهم تلك الطائفة خانت الله في تعاليمه فأول من ناصرها النبي وأصحابه – قال الله -- يا محمد إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله في وصاياه وشرائعه وحدوده ولا تكون للخائنين خصيما   أي لا تكن مع الخائنين خصيما للحق – إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً   -- واستغفر الله على ما بدر منك بمناصرة الخائنين -- ان الله كان غفورا رحيما – وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً   -- ولا تجادل يا محمد بالباطل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما -- إذن -- الطائفة التي خان...

رجال الأعراف

  من الاية 46 – 53 الأعراف   في المقالة السابقة وضعنا مقارنه بسيطة بين أهل النار وأهل الجنة –فوجدنا اختفاء حالات الغل والكراهية والحقد بين أهل الجنة –ونزعنا ما في صدورهم من غل – بينما نجد التراشق باللعنات والشتائم بين أهل النار – فإذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين استقر أهل النار في النار واستقر أهل الجنة في الجنة –وبينهما حجاب – حجاب غير مانع عن الرؤية - بل وهو فاصل   بين أهل النار وأهل الجنة يمكن من خلاله رؤية بعضهم البعض -- والا كيف نادى أصحاب الأعراف رجالا من أهل النار يعرفونهم بسيماهم – يعتقد البعض ان الأعراف هو مكان بين الجنة والنار يقف عليه رجال تساوت سيئاتهم مع حسناتهم – طبعا هذا اعتقاد خاطئ لان الله لم يذكر هكذا حاله في القران إنما ذكر مواقف مصيرية تنتهي   أما في النار وإما في الجنة -- وعلى الأعراف – الأعراف تعني المعارف يعني أشخاص يعرفون بعضهم بعض في الدنيا --   الأعراف هم رجال من أهل الجنة يعرفون أصحاب الجنة كل بسيماهم أي بإشكالهم -- ويعرفون أصحاب النار كل بسيماهم أي بإشكالهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا – فنادى أصحاب الأعراف الذين هم في ا...

كذبة قتال الملائكة في معركة بدر

  من الاية 1 – 14 الأنفال حصل خلاف كبير بين المؤمنين على   أنفال معركة بدر - فمن المعروف عن   المعارك كل مقاتل يغنم - دابة و سلاح وأمتعة قتيله – أما يتركه الجيش المنهزم في المعركة   يخضع للتقسيم بين المقاتلين - فالخلاف كان على تقسيم الأنفال   - أرادت جهة ما ان تسولي على الغنائم دون غيرها   مدعية   فضلها في إحراز   النصر في المعركة –   فنزول سورة الأنفال جاء للرد على الذين ادعوا ان النصر نصرهم -أولا --   وثانيا - حددت آلية تقسيم الأنفال   --   فجاء المتخاصمون الى النبي يسألونه عن الأنفال –يسألونك عن الأنفال - الأنفال مفردها نفل وتعني الزيادة   أو ما بقي من غنائم المعركة التي لم تخضع للتقسيم – قل الأنفال الله والرسول – هذا يعني ان الغنائم ستبقى تحت تصرف الرسول الى حين البث في هذا الأمر   – فاتقوا الله – أي خافوا الله وتركوا الأطماع   وأصلحوا ذات بينكم   – وأطيعوا الله ورسوله في قرار التقسيم ان كنتم مؤمنين -- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ...

حساب الأمم يوم القيامة

  من الاية 34 – 39 الأعراف من هذه الآيات تبدأ سورة الأعراف التحضير لموقف أعراف يوم القيامة - لتوضيح الصورة أمام   المعتقدين بالطقوس الشيطانية كالتعميد والتعري والتحفي ودلك الأجساد - على أنها طقوس   كاذبة   وان الشيطان يحاول قدر المستطاع إيصال الإنسان الى النهاية الخاسرة لجمع اكبر عدد من الخاسرين من أمثاله --   من خلال فهمنا للآيات اتضح لنا ان الحساب يوم القيامة سيكون حساب أمم --أي كل أمه   تجتمع للحساب   حسب الوقت المحدد لها وفقا للتعاقب الزمني -- قال الله -- ولكل امة اجل أي وقت محدد للحساب فإذا جاء اجلهم لا يستخارون ساعة ولا يستقدمون -- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ –   بعد ان صحح الله الاعتقادات   الشيطانية المزيفة التي ورثتها الشعوب من   أقوال الكهنة   ومن المورث الديني عن قصة ادم وزوجه وإبليس أصبح لديهم فضول لمعرفة السبل الكفيلة للنجاة من عذاب يوم القيامة – خاطب الله بني ادم - قائلا – يا بني ادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي – لماذا آياتي لان جميع ال...

أهل الجنة وأهل النار

  من الاية 40 – 45 الأعراف     قلنا سابقا --اتهمت آخر امة   دخلت النار الأمة التي قبلها على أنها هي السبب في إضلالهم   ردت عليها الأولى – وقالت--   علامة هذا الاتهام الذي تريدون من ورائه ان تكن لكم الأفضلية عند الله - فما كان لكم علينا من فضل - أي لا يوجد شيء يجعلكم   أفضل منها – قالت الأمة الأولى لأخر امة -- فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون -- وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ –   ادخل أهل النار- النار- وادخل أهل الجنة -الجنة - فكل من كان يعتقد ان هنالك مخرج من النار فليستمع الى   شرط الله ألتعجيزي - قال الله - ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء أي سقف نار جهم للنظر الى الأعلى بسبب   النار التي تغطيهم   من كل جانب - ولا يدخلون الجنة   حتى يلج الجمل في سم الخياط – الجمل حبل سميك يستخدم في تثبيت أشرعت القوارب والسفن - سم الخياط هي فتحة الخياط وليس الإبرة المعروفة الخياط اكبر حجما من الإبرة واسمك ويستخدم في حياكة حصر...

اليوم أكملت لكم دينكم

من الاية 1- 10 المائدة حرم الفكر الوثني الشركي لأهل مكة الكثير من الإنعام افتراء على الله فكانت تلك المحرمات تمارس تحت اسم الله ارضاءا للشريك وللأوثان التي يعبدونها   من دونه -- فخاض التنزيل معهم حوارات فكرية مختلفة أبطلت تلك المفتريات   – مجموعة الآيات أدناه من سورة الأنعام توضح افتراءات المشركين على الله -- {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }الأنعام119 {وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأنعام138 {وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَي...

ناقة صالح

  من الاية 73 – 84 الأعراف صالح أول   رسول يأتي بالدليل المادي لقومه بينما نوح وهود لم يقدما أي دليلا ماديا مجرد تذكير بألاء الله -- وهذا تحول جديد في إطار رسالات الرسل – والى ثمود أخاهم صالحا - قال - يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره -- إذن لديهم عدد من الآلهة يعبدونها من دون لله – قدم صالح لقومه الدليل المادي– قائلا-   قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم – بعض الراويات تقول ان الناقة ولدت من صخرة كبيرة طبعا هذا الكلام غير عقلاني –   الهدف من اختيار صالح للناقة في مجتمع لا يهتم بتربية الإبل إنما في الزراعة فقط   هو لوضع نقطة فصل محورية بين المستكبرين من قومه وبين الله - معتبرا المعتدي عليها معتدي على الله --هذا من ناحية --ومن ناحية أخرى - ترك الناقة حرة في اختيار المراعي مع تخصيص يوما لسقيها سيجعلها عرضة للصوص قوم ثمود وعصابات السلب والنهب التي عاثت في الأرض فسادا   -- الملفت للنظر هو ان صالح له مكانة كبيرة في قومه لربما كان احد زعماء قوم ثمود فمن خلال قراءتنا للقران وجدنا ان قومه لم ...

أدوا الأمانات الى أهلها

من الاية 55 – 70  النساء كان طواغيت الذين هادوا من أهل الكتاب ينشرون طغيانهم الطائفي على آل بيت إبراهيم   بكل ما لديهم من افتراءات تاريخية وعقائدية– فأصحاب الجبت والطاغوت حسدوا المؤمنين على   فضل الله عليهم   بعد ان تبين لهم ان آل إبراهيم الحقيقيون هم المؤمنون بالله واليوم الآخر من العرب وآهل الكتاب – وخاصة بعد   ان صحح القران عقائد شبه الجزيرة العربية والتراكمات الوثنية على آل إبراهيم في مكة – وعقائد النصارى واليهود والتراكمات الوثنية على الدعوة الإنجيلية والتوراتية في المدينة – أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ البقرة140 -- لهذا ظهر الحسد العقائدي على المؤمنين -- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً   ...