من الاية 1100 – 110 التوبة
بعد عودة النبي وجيشه من معركة تبوك وهي أخر معركة ومع اقتراب نهاية الدعوة – أثنى الله على المؤمنين الأوائل الذين تحملوا شتى أنواع الجهد النفسي والضنك الاقتصادي وأعباء المعارك فلم يخالفوا الله ولا رسوله ولو في أمر واحد -- قائلا – السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وذلك الفوز العظيم – وممن حولكم من الإعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق – طغوا على النفاق ومارسه بكل قواهم العقلية والجسدية --لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{100} وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ{101}
بعض المنافقين أصروا على نفاقهم فمردوا على النفاق -- وآخرين اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وأخر سيئا - عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم – خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع – الم يعلموا ان الله يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم
وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{102} خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{103} أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{104}
وضع الله على المنافقين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا سلسلة من الإجراءات كبادرة نية على صدقهم ولكن ذلك يعتمد على مدى مزاولتهم للعمل الصالح واقعيا -- قال الله -- قل لهم يا محمد - اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون – وآخرون أي صنف أخر من المنافقين مرجون لأمر الله - أي أمرهم متروك الى الله --أما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{105} وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{106}
مسجد ضرار
والذين اتخذوا مسجدا ضرارا – ضرار جاءت من الضرر بمعنى بني المسجد للإضرار بالنبي والمؤمنين – وكفرا- لإعادة شعب الجزيرة الى سابق عهدها الى أيام الوثنية والكفر والضلال -- وتفريقا -- بين المؤمنين بشق وحدة الصف بالمؤامرات والدسائس -- وأرصادا – أرصادا تعني للتجسس – لتجسس لصالح من -- لمن حارب الله ورسوله من قبل -- وهم أهل الكتاب الذين جلوا عن شبه الجزيرة العربية الى بلاد الشام – ممن كتب الله عليهم الجلاء -- أو الذين شردوا بعد نقض معاهدة الخندق – وهذه أول مؤامرة يتعرض لها الدين الإسلام على مستوى الإقليمي قادها أهل الكتاب عبر الحدود-- بالاتفاق مع المنافقين من الأعراب وأهل المدينة – وما أشبه اليوم بالأمس- فالمنافقون من الحاكم ورجال الدين هم من ينفذ سياسات المحافل اليسوعي واليهودي داخل مساجد المسلمين فهم من أسس طوائف الإسلام السياسي وهم من حرف الدين عن طريق الفتوى الفاسدة التي تتماشى مع ألأهداف التخريبية للغرب اليسوعي محاولة منهم لإعادة المسلمين الى عهد الوثنية الضالة --حتى باتت المساجد مرتعا لرجال الدين جواسيس الحكام – وأرصادا - لمحاربة الله ورسوله -- وتحريضا –على اعتقال أي فكر ديني قراني رافض للإسلام السياسي -- – مظاهر بناء مسجد ضرار الإحسان - لكن باطنه الدسائس والمؤامرات -- وليحلفن ان أردنا إلا الحسنى والله يشهد أنهم لكاذبون – فأفضل آلية لتدمير مسجد ضرار هو تعطيل الصلاة فيه - قال الله -لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق ان تقيم فيه وهو مسجد المدينة الذي بناه المهاجرون والأنصار – فيه رجال يحبون أي يطهروا والله يحب المطهرين --
وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ{108}
وضع الله مقارنه بين مسجد ضرار وبين مسجد المدينة الذي بني بعد هجرة النبي – قال الله -- افمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان مسجد المدينة -- خير امن أسس بنيانه مسجد ضرار على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين – لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا ان تقطع قلوبهم والله عليم حكيم
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ
عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ
عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{109} لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ
رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ{110}
تعليقات
إرسال تعليق