من الاية 90 – 99 التوبة
وجاء المعذورون أي أصحاب الأعذار الكاذبة من الإعراب ليؤذن لهم - لعدم رغبتهم في المشاركة في معركة تبوك – طبعا النبي لم يؤذن الهم بسبب التحذير المسبق في قول الله - عفا الله عنك لم أذنت لهم – لكن بعض الإعراب قعدوا متعمدين دون أستاذان – وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم – نظرا للكم الهائل من المنافقين أصحاب الأعذار من الأغنياء والأعراب وضع الله قانون الخدمة لتحدد ألفات الغير مشمولة بالخدمة العسكرية – قال الله - ليس على الضعفاء البنية الجسدية ولا على المرضى ولا على الذين ما ينقون حرج – ما ينفقون من حرج -هنا المقصوص الذين ليس لديهم الإمكانية المادية في تجهيز أنفسهم بالأسلحة والمعدات العسكرية إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم
وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{90} لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{91}
لم تكن هنالك دولة تتولى مسؤولية تجهيز الجيش بالأسلحة والمؤن كما هو اليوم --إنما كل مقاتل يتولى مسؤولية تجهيز نفسه بالأسلحة والذخيرة ومن ماله الخاص - لذا أثنى الله في كثير من الآيات على الذين جاهدون بأموالهم وأنفسهم – من ألفات التي لم يشملوا بالمشاركة في المعركة أصحاب الدخل المحدود -- ولا على الذين إذا ما أتوك لتحمل عليهم – تحمل عليهم اي تكلفهم ببعض التجهيزات العسكرية - قلت لهم يا محمد لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا إلا يجدوا ما ينفقون – إنما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يعلمون --
وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ{92} إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{93}
يعتذرون إليكم بنفس الأعذار الكاذبة التي تذرعوا بها قبل المعركة وبعد رجوعكم منها -- يعتذرون اليكم إذا رجعتم إليهم – قل لهم يا محمد - لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبئنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله– ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون – سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم أي رجعتم من المعركة لتعرضوا عنهم - لتكفوا عن توبيخهم - فاعرضوا عنهم أنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون --
يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{94} سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{95}
برر الخوالف منافقي الإعراب نفاقهم بالحف الكاذب -- يحلفون لكم لترضوا عنهم - وهنا ازدواجية - فبدلا من ان يرضوا الله ورسوله اخذوا يحلفون للمؤمنين ليرضوا عنهم – فان ترضوا عنهم - فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين – الأعراب اشد كفرا ونفاقا وأجدر إلا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم – قسم الله الأعراب الى قسمين – الأول - من الإعراب من يتخذ ما ينفق مغرما أي يعتبر ما ينفقه في سبيل الله غرامات مفروضة بالقوة ويتربص بكم الدوائر- أي ينتظر مصيبة تحل بكم ليتخلصوا منكم - عليهم دائرة السوء والله عليم سميع عليم – القسم الأخر - ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الأخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله أي يتقرب بها الى الله -- وصلوات للرسول – صلوات للرسول – هي الاستجابة السريعة لأوامر الرسول في مجال الإنفاق -- إلا أنها قربة لهم - سيدخلهم الله في رحمته ان الله غفور رحيم
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ
عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ
الْفَاسِقِينَ{96} الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ
يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ{97} وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً
وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ{98} وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ
أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ{99}
تعليقات
إرسال تعليق