من الاية 67 – 72 التوبة
في الموضع السابق تطرقنا الى ذكر شرائح المنافقين من الأغنياء والفقراء وأصحاب الآسن الحادة والمستهزئين -- تلك الشرائح كفرت بالله وبرسوله - عفا الله عن الطائفة التي كانت تلمز النبي بالصدقات – إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ - بينما توعد شريحة الأغنياء والمستهزئين والمحرضين على مخالفة الله ورسوله بعذاب أخروي – قال - نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين -– وعد الله المنافقين من الرجال والنساء بعذاب أخروي –والعذاب هنا خاص بالشرائح التي ذكرنها أعلاه -- قال الله -- المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف فالكلام موجه الى الأغنياء ويقبضون أيديهم نسوا الله - لا يلتزمون بأي تشريع ديني كالإنفاق والجهاد في سبيله – فنسيهم – لن يكون لهم ناصرا وحافظا لا في الدنيا ولا في الآخرة - وقد يسلط عليهم من ينكل بهم - ان المنافقين هم الفاسقون – وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها وهي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{67} وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{68}
قد يكون مصير الأغنياء من المنافقين كمصير الكفار في حالة ان بقوا على نفقاهم - قال الله - كالذين من قبلهم كانوا اشد منكم قوة وأكثر أمولا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم – فالخلاق هي الملذات والمترفات المسنونة في الخلق التي يسعى إليها الكافر والمنافق لإشباعها بكل الوسائل حتى لو كان على حساب الكفر بالله -- كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم في الدين كالذين خاضوا من قبل -- بمعنى لا فرق بينكم وبينهم -- أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون
كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَداً فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{69}
هدد الله المنافقين بعذاب لا يختلف عن عذاب الأمم من قبلهم في حالة ان بقوا على نفاقهم - الم يأتهم المقصود بالمنافقين - نبا الذين من قبلهم الذين استمتعوا بخلاقهم وخاضوا بآيات لله من قبل –كما تخصون وتستمتعون اليوم -- قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون
أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{70}
قرائنا كيف وبخ الله المنافقين والمنافقات بأشد العبارات القاسية متوعدا إياهم بخزي دنيوي وعذاب أخروي يمحي آثارهم كما فعله مع الأمم السابقة – بينما أثنى على المؤمنين والمؤمنات بألطف العبارات وأسمى الكلمات مبشرا إياهم بمنازل مرموقة في الدنيا والآخرة
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{71} وَعَدَ اللّهُ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ
اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{72}
تعليقات
إرسال تعليق