من الاية 64 – 75 الأنفال
يا أيها النبي حسبك الله – حسبك تعني كفاك الله ومن اتبعك من المؤمنين – يوجه الله نبيه محمد للاستعداد لما هو اكبر من معركة بدر بالاعتماد على الله أولا وعلى من معه من المؤمنين ثانيا -- يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال- بمعنى عبئ المؤمنين على مواصلة القتال أثناء المعارك فالصبر على مقاتلة العدو لأكبر فترة ممكنه من محرزات النصر – وهذه بمثابة إستراتيجية عسكرية يمكن اعتمادها عند لقاء جيش الكفر -- ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مئتين وان يكن منكم مئة يغلبون ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون – الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مئة صابرة يغلبون مئتين وان يكن منكم ألف يغلبون ألفين بإذن الله والله مع الصابرين
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{64} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ{65} الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{66}
وقع بعض جنود المشركين أسرى في معركة بدر فتصرف بعض المؤمنين معهم تصرف غير لائق مستولين على أموالهم ومقتنياتهم التي كانت بحوزتهم على اعتقاد أنها جزء من غنائم الحرب - رفض الله ذلك التصرف –قائلا-- ما كان لنبي ان يكون له أسرى حتى يثخن – يثخن – يقوى بأتباعه من المؤمنين فتكون لهم قوة على الأرض –فالذين استولوا على أموال الأسرى يريدون عرض الدنيا والله يريد عرض الآخرة والله عزيز حكيم – لولا كتاب سبق من الله – لولا ان كلمة من الله سبقت بأنه لا يعاقب قوم على جهلهم لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{67} لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{68}
عفا الله عن الجهلة الذين اخذوا أموال الأسرى معتبرا ما اخذ منهم هو من الغنائم- قال الله - فكلوا مما غنتم حلالا طيبا واتقوا الله في المرة القادمة فان أخذتم منهم شيء فلكم عذاب عظيم – قل يا محمد لمن في أيديكم من الأسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا – أي في حالة ان علم الله في قلوبكم خيرا وهذا سيعتمد على مدى استجابتهم للدين يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم – ربما يستغل بعض الأسرى هذه المبادرة لخيانة الله ورسوله بالعودة الى دار الكفر مرة أخرى -- قال الله - وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل أي في مكة فأمكن منهم والله عليم حكيم --
فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{69} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{70} وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{71}
تحتاج الاستعدادات العسكرية الواسعة التي أمر الله بها المؤمنين في المدينة الى زيادة عدد الجند لتغطية مساحة النفوذ على الأرض ولا تم ذلك إلا عن طريق استدعاء المؤمنين ممن بقي في ديار الكفر الى الهجرة الى المدينة -- ضمن آلية أمنية تسمى المولاة – قال الله - ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل لله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض – هذا فيما يخص المؤمنين في المدينة من المهاجرين والأنصار --– أما ما يخص المؤمنين الذين بقوا في دار الكفر وليس عليهم قيود من قبل الكفار تمنعهم من الهجرة – قال الله -- والذين امنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء بمعنى على المهاجرين والأنصار في المدينة عدم مولاة أي مؤمن ليس عليه قيود الهجرة من قبل الكفار -- حتى يهاجروا - أي ليس لهم عذرا على البقاء في دار الكفر – أما الذين فرضت عليهم قيود الهجرة من المؤمنين -- وان استنصروكم في الدين أي طلبوا منكم تخليصهم من بطش اضطهاد الكفار فعليكم النصر –بشرط ان لا يكون بينكم وبينهم ميثاق أي معاهدة سلام -- والله بما تعملون بصير --
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{72}
نهى الله عن مولاة الكفار جملة وتفصيلا معتبرا كل من رفض الهجرة الى المدينة مع قدرته عليا هو مواليا لهم -- قال الله –والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه – بما ان الكفار أولياء بعضهم بعض فمن الواجب على المؤمنين ان يكونوا أولياء بعضهم بعض أيضا – إلا تفعلوه – أي مولاة الكفار -- تكن فتنة في الأرض وفساد كبير – حدد الله من هم أحق بمولاة المؤمنين-- قائلا -- والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل لله والذين أووا ونصروا هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم --
وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{73} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ{74}
بعد ان اعتبر الله كل من بقي في دار الكفر من المؤمنين ممن لديه المقدرة على الهجرة مواليا للكفار-- عزم الكثير منهم على الهجرة الى المدينة -- قال الله --والذين امنوا من بعد أي من يعد إعلان عدم المولاة وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم واوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب لله ان الله بكل شيء عليم
وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ
وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ
الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ{75}
تعليقات
إرسال تعليق