من الاية 144 – 153 الأعراف
أتم موسى ميقات ربه أربعين ليلة وفيهن أكمل كتابة - كتاب الله على الألواح - ومع اقتراب عودته الى قومه كلم الله موسى- قائلا – يا موسى إني اصطفيتك أي جعلتك صافيا مصفى من براثم الشرك واخترتك من بين الناس على الناس برسالاتي وبكلامي فاخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين– كتب موسى في الألواح مواعظ مختلفة ومفصلة تفصيلا كاملا - سميت بوصايا موسى العشرة حسب العقيدة التوراتية -- وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء– فأول أمر يأمر الله به موسى البدا بنفسه قبل غيره -- فخذها بقوة – بقوة تعني - لا تتثاقل من تطبيقها - وأمر قومك ان يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين – اعتمدت آلية تعامل الله مع بني إسرائيل على مدى تجاوبهم مع وصايا الله في كتاب موسى – المعارضون - سأصرف – اصرف تعني ابعد - عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق – وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين
قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ{144} وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ{145} سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ{146}
موقف المكذبين من بني إسرائيل بكتاب موسى يوم القيامة - والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم وهل يجزون إلا ما كانوا يعملون – أثناء فترة غياب موسى عن قومه وهي فترة الأربعين ليلة—وبإجماع بني إسرائيل - اتخذ قومه من بعده من حليهم عجلا جسد له خوار الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين - الخوار هو صوت العجل ولكن كيف يخرج ذلك الصوت إما عن طريق تسليط تيار هواء - وإما عن طريق صوت مرسل إليه من مكان خفي - لذا لما عرف البعض من بني إسرائيل مصدر الصوت على حقيقته - كفروا بعبادة العجل – ولما سقط في أيديهم – اي ولما اكتشف البعض منهم حقيقة عبادة العجل بأيديهم - ورأوا إنهم ضلوا - قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين – عاد موسى الى قومه غضبان متأسفا – قال - بسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر بكم – أعجلتم تعني أسرعتم في نسيان أمر ربكم - والقي الألواح لا لكسرها إنما ليجعل يداه فارغتان لشد رأس أخيه هارون -- واخذ برأس أخيه يجره إليه -- قال هارون - يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين
وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{147} وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ{148} وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{149} وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{150}
اقتنع موسى بأعذار أخيه هارون – فقال- ربي اغفر لي ولاخي وأدخلنا في رحمتك وأنت ارحم الراحمين – انقسم بني إسرائيل بعد عبادة العجل الى فريقين فريق امن به - وفريق كفر بعد اكتشافه مصدر الصوت – قال الله --ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين – والذين علموا السيئات أي عبدوا لعجل لكنهم تابوا من بعدها وامنوا ان ربك من بعدها لغفور رحيم
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي
وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ{151} إِنَّ
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ
فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ{152} وَالَّذِينَ
عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ
مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{153}
الآن اصبح عبادة المال والشهوات
ردحذفنعم عزيزي - مثل ما تفضلت -- شكرا جزيلا على مرورك الكريم - تحياتي لك
حذف