من الاية 183-187 البقرة
بعد الهجرة الى المدينة أصبحت الظروف أكثر ملائمة من أي وقت آخر لتشريع العبادات الدينية المكملة لعقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر- فعندما بدا الله بتشريع الصيام خاطب الله الذين امنوا- قائلا- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ --.ليس عليكم فقط -- إنما على الذين امنوا من قبلكم لعلكم بهذه الفريضة ترتقون الى أعلى درجات التقوى التي تبعدكم عن عذاب الله -- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
بداية لم يحدد الله مدة الصيام من ناحية عدد الأيام أو حصره بين فترتين -- كما لم يحدد شهر الصيام ولا وقت الإمساك ولا الإفطار—فقال-- أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ -- أجازه فيها لمن فرض على نفسه الصيام في الأيام المعدودات.. حق الإفطار في السفر والمرض – وعلى الذين لهم رغبه بالصيام ولكن لا يطيقونه لأي سبب من الأسباب فدية طعام مسكين – فمن تطوع للصيام حسب الشروط التي ذكرنها فهو خيرا له --فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ -- وان تصوموا زيادة في الخير الأخروي ان كنتم تعلمون -- وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
نتج عن عدم الصيام العشوائي في الأيام المعدودات مشقة على المؤمنين --والسبب – لان البعض أطال الصيام حتى أصبحت الأيام المعدودة أكثر من شهر.. وبعض الأخر قللها الى ثلاثة أو أربعة أيام .. كما اطلوا يوم الإمساك فأصبح 21 ساعة.. وكما قصروا وقت الإفطار الى 3ساعات.. وحرموا على أنفسهم الجماع في ليالي صومهم .. فالبعض لم يتحمل الجوع فافطر ومنهم لم يحمل الكبت الجنسي فافطر. ومنهم من جمع يومين في صيامه بسبب تأخره عن موعد إفطار اليوم الأول ... ونتيجة لتلك العشوائية المتباينة في الصيام وضع الله الآلية النهائية له
وضع الله الآلية النهائية للصيام مبتدأ بتحديد زمنه من بين أشهر السنة –قائلا -- شَهْرُ رَمَضَانَ... ومرغبا فيه.. كأنه أشار الى مناسبة دينيه تزامنت في ذلك الشهر- وهي ليلة نزول القران لهداية الناس— فيه بينات ودلائل من الهدى والفرقان – دلائل فرقت الباطل ليظهر الحق.. ليكون الشهر كله بمثابة مناسبة دينيه - شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ – بما ان الله حدد زمنيه شهرا فمن شهد منكم الشهر أي شهر رمضان فليصمه – بما ان شهر رمضان من الأشهر القمرية إذن أيامه محصورة بين 1- 30 يوما حسب رؤية الهلال مع إبقاء حق الإفطار للمريض والمسافر على ان يتم قضائهن من أيام أخر—مع إبقاء حق الإفطار للذين لا يطيقونه ..بما ان صيام حدد شهرا فلابد من أتمامه.. يريد الله من إجازة الإفطار .اليسر..يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ-- ولتكملوا العدة --بالنسبة للذين انقصوا من أيامه-- بسبب -- مرضهم أو سفرهم ان يكملوا عدته من أيام أخر.. أما الذين أكملوا عدته دون نقص فليكبروا الله في اليوم الأول من شوال بخمسة تكبيرات في صلاة العيد على ما هداكم الى الحق لعلكم تشكرون الله على فضله ان فضله كان كبيرا
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
احل الله الجماع في ليلة الصيام بعد ان حرمه المؤمنين خلال الأيام المعدودات وتبين أنهم كانوا يختانون أنفسهم لعدم تحملهم الكبت الجنسي –فقال- هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ -- فجعل مزاولته مع وقت الإفطار وحتى الإمساك. يبدءا اليوم القمري من بعد غروب الشمس مع بداية ظهور الهلال اليوم الأول – وينتهي في نفس الوقت-- كذلك مع بقية الأيام – فالصيام يبدأ من الفجر الأخير وحتى غروب الشمس وهي الفترة الزمنية التي أجاز الله فيها الطعام والشراب والجماع --وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ.... نهى الله عن مباشرة النساء عند الاعتكاف في المساجد . ولا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ.-- تلك حدود الله في الصيام فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقونه فيما فرضه عليهم --تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
حدود الصيام
1- يعفى من الصيام كل من أصيب بمرض مزمن .. وفديته عن كل
يوم إطعام مسكين.. ولا يقضي من أيام أخر
2- يعفى من الصيام كل من كان عمله شاق تحت أشعة الشمس
ولا يستطيع تركه بسبب قوانين حكوميه أو قطاع خاص لا يعطيان التسهيلات خلال الشهر..
وفديته عن كل يوم إطعام مسكين... ولا يقضي من أيام أخر
3- يعفى من الصيام المسنون من الرجال والنساء في حالة التدهور
الصحي وفديته عن كل يوم أطعام مسكين. ولا تقضى من أيام أخر
4- يعفى من الصيام الطفل فلا يفرض عليه بحجة تعليمه أو
تعويده
انتباه ..لا تعتبر فدية إطعام مسكين مجزيه عن الذين لهم القدرة على الصيام ...
إجازة الإفطار
1- أجاز الله الإفطار لمن تعرض الى مرض مفاجئ .. على ان يكمل
ما افطره من أيام آخر
2-أجاز الله الإفطار للمسافر بغض النظر عن مسافة – على ان يكمل ما افطره من أيام آخر
وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
1- لا تعفى من الصيام المرأة الحائض فلا علاقة للصيام لا
بالحيض ولا بالطهر
2- لا تعفى من الصيام
النفساء بسبب الدم - ولكن إذا تعرضت الى مرض بعد إنجابها ..
وتقضي ما فاتها من أيام أخر.
3- يسمح باستخدام أدوات التنظيف كفرشاة الأسنان أو أدوات
تنظيف الأذن أو الأنف
4- يسمح بالغسل واستنشاق والتمضمض بالماء عند الوضوء
5- يسمح باستخدام العطور وأدوات التجميل بكل أنوعها
6- يسمح بالحلاقة وقص الشعر أو إزالته وقص الأظافر
7-يسمح باستخدام الأدوية عن طريق الجهاز التنفسي أو الوريد أو العضلة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى
سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ
طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ
خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ
فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى
سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ
يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{185} وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ{186} أُحِلَّ
لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ
وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ
أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ
وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ
لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ
أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ
عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{187}
تعليقات
إرسال تعليق