تعرض الدين الإسلامي عبر التاريخ الى أبشع تحريف عقائدي متواتر وممنهج شمل كافة الفترات التاريخية ابتدأ من نزول الوحي وحتى فترة التقهقر العسكري للجيوش الإسلامية أمام المد الشرقي والغربي بتواطؤ من الحكام والمراجع وعلماء تلك الفترات - التي انصاعوا فيها لكافة التدخلات الخارجية - فلم يقتصر التدخل على إضعاف القوة الإسلامية إنما صاحبه تغير ثقافي وتربوي هدفه القضاء على التربية الإسلامية التي اقتبستها الشعوب المؤمنة بالله واليوم الأخر من النصوص القرآنية - فمنذ عشرة قرون والى يومنا هذا والمؤامرات تحاك لتدمير ما بقي من تلك التربية – ومن ابرز تلك المؤامرات هي تحويل الدين الإسلامي من دين عقائدي الى دين سياسي من خلال تقسيم الشعوب الإسلامية الى طوائف ومذاهب متناحرة مع بناء خاصرة رخوة بأقليات دينية وقومية ولائها لجهات خارجية من خلالها يتم اختراق الشعوب الإسلامية سياسيا وعسكريا – ومن ابرز تلك التحولات الفكرية والثقافية والتربوية ذات الطابع السياسي هي صياغة تاريخ جديد للأمة الإسلامية يحمل بين طياته بنود الخيانة العظمى للأمة والتآمر بما يخدم كل من له أمجاد دينية وقومية وطائفية في المنطقة –
فمنذ ولادة النبي والدسائس التاريخية تنخر بالجسم الإسلامي حتى أصبحت الأمة تتخبط بين العقيدة والسياسة مما وفر البيئة المناسبة لأعداء الله من إقحام تاريخهم المزيف داخل أفكار وثقافات الشعوب الإسلامية حتى بات المسلم يحمل أفكار وتاريخ وثقافة أعدائه على اعتقاد أنها من صلب عقيدته وتاريخه - وبهذه التحولات أصبحت الشعوب الإسلامية مرتعا للنزاعات الطائفية والقومية وفقا ما يخطط له أعداء الله – ومن ابرز الدسائس المؤامرات التي شوهت ثقافة المجتمعات الإسلامية -- الصراع السياسي والتناحر المذهبي بين الخلفاء الراشدون وصراعات العصر الأموي والعباسي ناهيك عن الهجمة الثقافية المشوهة التي تحملها المئات من المؤلفات والكتب التي كان لها دورا في تغير منهج الإسلام تحت اسم السلف والصحابة ككتب السيرة والسنة النبوية ومؤلفات أخرى لمراجع ورجال دين محسوبون على الإسلام – ولكن ولائهم الحقيقي لأعداء الله – ولتكريس تاريخ أسلامي مشوه في أفكار وثقافات الشعوب الإسلامية زرعت الدول الاستعمارية ذات النزعة القومية والطائفية عائلات وديانات واثنيات وقوميات ومراجع دينية داخل الوسط الإسلامي مدعومة سياسيا ودوليا لتسليمهم مقاليد الحكم للسيطرة على مناهج التعليم والتربية والإعلام -- حتى رسم الإسلام بالشكل الذي يريده أعداء الله -- لا بالشكل الذي يريده المخلصون لله ولأوطانهم –
ومن الشواهد التاريخية المشوهة التي أقحمها أعداء الله في ثقافات وأفكار الشعوب الإسلامية وبتواطؤ من الحكام والمراجع الدينية والتي مررت من خلال المناهج التعليمة والتربوية -- هي تمرير المقدسات اليهودية والنصرانية فوق الشواهد الإسلامية لإكسابها عائديه تاريخية لتلك الديانات إشارة منهم على ان الإسلام طرد تلك الديانات مستوليا على حضارتها – فل يكن بعلم كل مسلم -- جميع يهودي أو صهيوني أو مسيحي في العالم يؤمن إيمانا كاملا ان الإسلام طرد أسلافهم فجاء الوقت المناسب لإعادة أمجادهم –
من الشواهد التاريخية التي استولى عليها التاريخ اليهودي والصهيوني
والمسيحي -- أور مدينة إبراهيم – يهودية ومسيحية إبراهيم – بابل ونينوى مدينتي
السبي الإسرائيلي – شمال سوريا وشمال العراق طريق عودة اليهود – مسيحية بابل وأشور
وكلدان-- يهودية خيبر ونصرانية بني النظير ويهودية بني قريظة – تسمية المسجد
الأقصى بالقدس عند المسيحية وتسمية المسجد الأقصى بالهيكل عند اليهودية وجبل الرب
عند الإسرائيليين - معمودية نهر الأردن والبحر الميت وجبل اراراط
-- أثار مصر القديمة التي مرر عليها التراث اليسوعي فسمية بأسماء قديسين
وباباوات وقسيسين – جنة عدن – هيكل سلمان –
الأرض المقدسة – جبل سيناء – جبل موسى – الوادي المقدس - مقام دانيال وذ الكفل والنبي يونس – القلاع
التي انتزعت من التاريخ الإسلامي ونسبت الى المسيحية القومية الصليبية كقلعة تدمر
وقلعة اربيل والمعادية وكركوك وقلعة دمشق وقلعة الحصن كراك دي شوفلية وقلعة المضيق
في حماة وقلعة حلب وقلعة صلخد -- ومدن قديمة انتزعت من أسمائها الإسلامية واستبدلت بأسماء من الكتاب المقدس – ألناصره
حيفا يافا غزة الجليل الخليل دمشق حلب حماه لبنان
ونينوى – بالإضافة الى ذلك المئات من المدن والقصبات التي استولى عليها
الإسرائيليون والتي سميت بأسماء إسرائيلية داخل دولة فلسطين – فلم يبقى شبر من ارض
الإسلام إلا مرر عليه مقدسات اليسوعية واليهودية بالاتفاق مع الحكام ورجال الدين –
وما زيارة البابا فرنسيس الى العراق إلا رسالة لجميع المسيحيين في العالم اطمئنوا ها نحن قد وطئنا ارض محمد وسنعيد لكم
أمجادكم وستحجون كما حج أبائكم من قبل
تعليقات
إرسال تعليق