من الاية 106 – 120 المائدة
يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ بِهِ لاَ نَشْتَرِي ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِينَ{106} فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ{107} ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ{108}
يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ – من يقرءا هذه الاية يعتقد ان الأنبياء لا علم لهم يوم القيامة بما قالوه لشعوبهم – وهذا غير صحيح -- هم اعلم بكل ما قالوه في مجال العقيدة الصحيحة - فالله لا يسألهم عنه لأنه يعلم بأجوبتهم – ولكن المشكلة أين تكمن عدم علمية الأنبياء يوم القيامة -- بالأقوال التي نسبت إليهم بعد موتهم -- كسنن محمد وسنن عيسى وسنن موسى – فعلم الأنبياء محصور بما أوحى الله إليهم من بداية الدعوة حتى نهايتها فقط – فعندما يسال الله الرسل عن أكاذيب الشياطين وما نسبوه الى الأنبياء -- تأتي الإجابة على لسانهم --لا علم لنا انك أنت علام الغيوب --- ستنطبق هذه الاية على قول النصارى الذين قالوا ان عيسى ابن مريم هو من قال لنا اتخذوني وأمي إلهين من دون لله -- نتابع بقية الموضع وستتضح لنا الصورة كاملة
يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{109}
انقسمت الدعوة الإنجيلية الى قسمين – القسم الأول -- فترة نزول التوراة -- فالتوراة نزلت قبل الإنجيل جملة واحده على يحيى ابن زكريا لدعوة الذين هادوا أثمرت عن إيمان طائفة مؤمنة أطلقت على نفسها النبيون والربانيون والأحبار – القسم الثاني -- نزول الإنجيل على عيسى ابن مريم لدعوة الأسباط القوميون من بني إسرائيل أثمرت عن طائفة مؤمنه أطلقت على أنفسها أنصار عيسى ابن مريم – امن يحيى ابن زكريا بإنجيل عيسى -- وامن عيسى بتوراة يحيى – وبعد التصديق والمصادقة بينهما دمج عيسى ابن مريم التوراة والإنجيل في كتاب واحد -- الإنجيل -- فانبثق عن ذلك الاندماج طائفة مؤمنة بالله أطلقت على نفسها الحواريين
الحواريون أخر طائفة دينية من طوائف أهل الكتاب تطرقت لها سورة المائدة – بعد الانشقاق التاريخي على كتاب الإنجيل في القرن الثالث الميلادي رجع الحواريون بعقيدتهم الى بداية الدعوة الإنجيلية في القرن الأول الميلادي -- تحت اسم أنصار عيسى ابن مريم -- لكنهم لم يعودوا بالعقيدة الحقيقية التي كانوا عليها أنصار الله -- إنما حرفت الى عيسى ابن الله -- والسبب هو الغلو الديني الذي اكسبه الإلوهية بعد تحريف الآيات كشفاء الأبرص والأكمه التي قدمها للأسباط القوميون على أنها معجزات اله -- استغل الشياطين كلام عيسى ابن مريم في المهد ودعوته في بني إسرائيل الى تحقيق أهدافهم السياسية مؤلفين سنن جاءت على لسانه ادعت انه هو من قال اتخذوني وأمي إلهين من دون لله – ولكي ينقل القران للنصارى حقيقة ما قله عيسى ابن مريم للأسباط القوميون من بني إسرائيل رجع الله بالتنزيل الى بداية القرن الأول الميلادي – فعدما خاطب الله عيسى لم يقل له يا ابني إنما ناداه باسمه -- قائلا --إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ – فالآيات التي أبطلت إلوهية عيسى ابن مريم وأمه -- قول الله لهما -- اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ – بمعنى ان الله هو من انعم عليهما - فمقامهما في الدعوة لا يخرج عن الإطار البشري ---- وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ – بِإِذْنِي -- فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً -- بِإِذْنِي -- وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ --- بِإِذْنِي -- وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى – بِإِذْنِي – تكرار كلمة بإذني يعني بأمر من الله -- وليس بأمر عيسى ابن الله
إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ{110}
بعد ان عرفنا ماهية عيسى ابن مريم -- نأتي الى ماهية الحواريون – اعتقد النصارى الذين وصلوا الى صدر الإسلام ان عقيدة عيسى ابن الله هي نفسها عقيدة الحواريين أسلافهم – ولكي يصحح القران ذلك الاعتقاد رجع الله بالتنزيل الى فترة نزول الإنجيل الأول – ليفصح لهم عما قاله الحواريين عندما دعاهم الله الى الإيمان به وبرسوله – قائلا -وإذ أوحيت الى الحواريين ان امنوا بي أي بالله وبرسولي أي بعيسى ابن مريم -- فكان ردهم -- قالوا أمنا وشهد بأننا مسلمون – إذن عقيدة الحواريين هي عقيدة صحيحة --امنوا بالله ربا --وبعيسى نبيا - وبالإسلام دينا -- إذن عقيدة عيسى ابن الله التي حملها النصارى الى صدر الإسلام مخالفة لعقيدة الحواريين الصحيحة -- وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ
وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ{111}
من الأكاذيب التي ألفها الشياطين على شعوبهم والتي حولت عيسى ابن مريم من رسوله الى ابن الله -- نزول المائدة -- مدعين ان عيسى ابن مريم لما صعد الى السماء بعد صلبه انزل مائدة منها على الحواريين كدليل على انه ابن الله – ولكي يبطل الله أكاذيب الشياطين -- نقل التنزيل النص بالتفصيل من تلك الفترة الى صدر الإسلام -- واهم ما فيه مناداة الحواريون لعيسى باسمه -- قائلين --(يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ) بمعنى ان الحواريين لم يقولوا يا عيسى ابن الله -- إنما يا عيسى ابن مريم -- نأتي الى حقيقة المائدة -- بعد إيمان الحواريين بالله ربا وبعيسى ابن مريم رسولا وبالإسلام دينا -- أرادوا برهانا من الله كي تطمئن قلوبهم -- قالوا --إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ – قال لهم عيسى-- اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ –بين الحواريون لعيسى الأسباب التي دعتهم الى نزول المائدة – قائلين -- قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ – واهم نقطة مفصلية تفصل بين الذين قالوا عيسى ابن الله وبين الذين قالوا عيسى رسول الله -- هو قول الحواريين ونكون عليها من الشاهدين – أي ان الحواريين سيشهدون يوم القيامة على أتباعهم في تلك الفترة وعلى أسلافهم في صدر الإسلام بان عيسى ابن مريم لم يقل أنا ابن الله
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{112} قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ{113}
سؤال يطرح نفسه لماذا التاريخ الميلادي يبدأ من ولادة عيسى ابن مريم -- ولم يبدأ من تاريخ انتصار الدعوة الإنجيلية على أعدائها وقيام دولة الحواريين – السبب هو ان الدين السياسي النصراني طمس تاريخ الحواريين وأضاع معالم دولتهم بعد الانشقاق التاريخي في القرن الثالث الميلادي هذا من جهة -- ومن جهة أخرى هي ان النصارى لما رجعوا الى بداية الدعوة الإنجيلية في القرن الأول الميلادي --اعتبروا ان ولادة عيسى وكلامه في المهد بقوله (أنا ابن الله ) هو بداية التاريخ الميلادي – في هذه الاية سنتعرف على بداية التاريخ الميلادي – بناء على طلب الحواريين من عيسى ابن مريم بإنزال مائدة من السماء -- دعا ربه -- قاتلا - قَالَ ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا عِيسَى أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ -- قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ – فعبارة عيدا لأولنا وأخرنا هو بداية التاريخ الميلادي وقيام دولة الحواريين التي فرضت عقيدتها الصحيحة على أرجاء المنطقة -- فمن هنا يبدأ التاريخ -- قيام دولة الحواريين بات مثلا للمسلمين في الدعوة القرآنية – قال الله -{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }الصف14 – ظاهرين غالبين ومنتصرين
قَالَ ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا عِيسَى أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ{114} قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ{115}
بعد ان بين الله للنصارى في صدر الإسلام فضل الله على عيسى وأمه - وتأيده لهما بروح القدس - ونزول المائدة من السماء - وشهادة الحواريين على أنفسهم بالإسلام - وانتصار الدعوة الإنجيلية وقيام دولتها في القرن الأول الميلادي – بات لدى النصارى علم كامل بتفاصيل الإنجيل – قلنا ان النصارى وصلوا الى صدر الإسلام وهم يحملون سنن عيسى ابن الله وإلوهية مريم على اعتقاد أنها عقيدة إسلافهم الحواريين مدعين ان عيسى هو من قال لأسلافهم اتخذوني وأمي إلهين -- يسال الله عيسى ابن مريم يوم القيامة والسؤال مستقبلي –قائلا -- يا عيسى ابن مريم أنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ---- قال سبحانك ما يكون لي ان أقول ما ليس لي بحق بمعنى هذا الحق لك وليس لي – ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك أنت علام الغيوب – إذن سنن عيسى ابن الله التي نقلها النصارى الى صدر الإسلام والتي جاءت على لسانه لا صحة لها -- وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ – سنن عيسى ابن الله حسب ما ادعي النصارى جعلته اله مادي من خلال تعايشه الأرضي مع البشرية --فالدين السياسي هو من جعل عيسى يقول عن نفسه أنا ابن الله في عدد من الروايات العقائدية منها - كلامه في المهد وكهلا - وشفائه للاكمه والأبرص مما اكسبه الإلوهية – أنكر عيسى ابن مريم إلوهيته وإلوهية أمه - قائلا -- ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم – ولما توفيتني أي انتهت رسالتي بومتي كنت أنت الرقيب عليهم - وأنت على كل شيء شهيد –الشفاعة من مفاسد عقيدة السماء المزيفة التي جعلت عيسى ابن الله شريك معه تحت عقيدة الفدى والصلب ليحمل الشريك خطايا البشرية يوم القيامة – نجد ان عيسى ابن مريم سيتخلى يوم القيامة عن الشفاعة التي أو كلها له الشياطين – وانه سيرمي بالذين ينتظرون شفاعته بساحة الله -- قائلا –فان تعذبهم فأنهم عبادك -- وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم -- إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ – بعد ان رمى عيسى أتباعه بساحة الله -- اخذ الله بتحديد مصير الصادقين منهم الذين لم يتخذوا مع الله اله أخرا ولم يجعلوا لله الولد -- قائلا -- قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ – لله ملك السماوات والأرض وما فيهن – لا مُلك لا لعيسى ولا لامه ولا للملائكة -- والله على كل شيء قدير -- لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{116} مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{118} قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{119} لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{120}
تعليق-
لا يقتصر تأليف سنن الأنبياء على النصارى فقط -- إنما حتى على المسلمين -- ولقد ألف الإسلام السياسي الملاين من الأحاديث المكذوبة على رسول الله التي جعلته إلها مع الله --ومن تلك الأحاديث الشفاعة التي جعلت المسلم يرتكب شتى المعاصي على استناد هنالك من يشفع له يوم القيامة – كافة السنن التي ألفها الشياطين على الأنبياء جاءت بعد موتهم والتي سينكرونها يوم القيامة – بقوله -- يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{109}
أكاذيب الشفاعة
الشفاعة لمَن تساوَت حسناتُه وسيّئاته، وهؤلاء هم أهل الأعراف الذين يشفع
لهم رسول الله بدخول الجنّة، فيأذن الله -تعالى- للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- كما
ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أدْخِلِ الجَنَّةَ
مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسابَ عليه مِنَ البابِ الأيْمَنِ مِن أبْوابِ
الجَنَّةِ).[١١][١٢] الشفاعة لأهل الجنّة بدخولها بعد انتهاء الحساب؛ إذ لا يُسمَح
ولا يُؤذَن لهم بالدخول إلى أن يشفعَ لهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة
والسلام- قال: (أنا أوَّلُ شَفِيعٍ في الجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ
الأنْبِياءِ ما صُدِّقْتُ، وإنَّ مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيًّا ما يُصَدِّقُهُ مِن
أُمَّتِهِ إلَّا رَجُلٌ واحِدٌ).[١٣][١٤] شفاعة الرسول -عليه الصلاة السلام-
لأمّته بأن تُرفَع درجاتهم في الجنّة؛ فَضْلاً وزيادةً، وقد اتّفق على ذلك
العلماء.[١٥] الشفاعة لأقوامٍ يدخلون الجنّة بغير حسابٍ؛ وهي من أنواع الشفاعة عند
القاضي عياض، وغيره؛ استدلالاً بما أخرجه الإمام مسلم عن عبدالله بن عباس -رضي
الله عنهما- أنّه قِيل للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (هذِه أُمَّتُكَ ومعهُمْ
سَبْعُونَ ألْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ).[١٦][١٧] شفاعة
الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيمَن دخل النار من المسلمين؛ بأن يُخرجهم الله
منها، ولا تتحقّق تلك الشفاعة إلّا لأهل التوحيد.[١٨] شفاعة النبيّ -عليه الصلاة
والسلام- لأهل الكبائر من أمّته مِمَّن دخل النار؛ قال -عليه الصلاة والسلام-:
(شَفاعتي لأهلِ الكبائرِ مِن أمَّتي).[١٩][٢٠] شفاعة النبيّ -صلّى الله عليه
وسلّم- لعمّه أبي طالب بأن يُخفّف الله -تعالى- العذاب عنه؛ قال رسول الله -صلّى
الله عليه وسلّم-: (هو في ضَحْضَاحٍ مِن نَارٍ، ولَوْلَا أنَا لَكانَ في الدَّرَكِ
الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ).[٢١][٢٢]
تعليقات
إرسال تعليق