التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مكافحة الإرهاب والسرقات في الإسلام

 

من الاية 20 – 38 المائدة

وضحنا في مقالين سابقين دون التوراتيون الذين هادوا في تشبيه صلب المسيح عيسى ابن مريم وتدوينه في كتاب الإنجيل بدعم من النصارى كما وضحنا دور رجال الدين في تحريف الكلم عن مواضعه  فتحول الحواريون الى مذاهب وطوائف متناحرة سياسيا على السلطة – نوضح في هذا المقال موقف بني إسرائيل من الدعوة القرآنية ودور القومية الدينية في ارتكاب الجرائم تحت اسم الأرض المقدسة -- .فبعد ألانتكاسه الدينية التي تعرض لها موسى وبني إسرائيل  بعد خروجهم من مصر وشتاتهم الى الصحراء اخذ موسى يبحث لهم عن دولة تجمعهم -- لان الصحراء تفتقر الى ابسط مقومات العيش كالزراعة والصناعة والتجارة بالإضافة الى المقومات الأخرى – فاخذ يذكرهم بفضل الله عليهم – قائلا- يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء..اي خصكم برسالته.. وجعلكم ملوكا .. اي أحرارا .. تمارسون عبادتكم دون خوف من فرعون .. واتاكم.. ما لم يؤت احد من العالمين – أي لم يأتي أحدا في زمانكم من العالمين ...

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ{20}

  .. أمر الله موسى والذين امنوا معه من بني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة وان يقيمون فيها لاستعادة نشاطهم المدني من جديد وبناء مقومات معيشتهم كالذي كانوا يمارسونه في مصر -- (التي كتب الله لكم) اي الأرض التي تتلاءم مع معيشتكم  والتي تتوفر لكم مقومات الحياة وتساعدكم على تعويض ما فقدتموه...موضحا لهم الأهداف من وراء دخول الأرض المقدسة -وطالبا منهم بعدم التراجع عن ما أمر الله به .. وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ  أي ولا ترجعوا الى الذل والهوان والخسران كما كنتم عليه في عهد فرعون 

يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ{21}

في الأرض المقدسة قوم جبارين يعيشون مع قوميات أخرى ... فهم قوم أقوياء قساة لا يخافون أحدا .. تفاوض موسى مع جميع القوميات ما عدى الجبارين رفضوا مبدأ التعايش مع بني إسرائيل ... قالوا يا موسى ان فيها قوم جبارين .. بعض روايات بني إسرائيل  تقول ان موسى وعدهم بدخول الأرض المقدسة لو بعد حين ... وروايات أخرى تقول ان موسى وبني إسرائيل دخلوا لأرض المقدسة .. بني إسرائيل لم يدخلوا الأرض المقدسة لأنهم وضعوا على أنفسهم شرط  نفي بأداة – لن - والتي تنفي الحاضر والمستقبل  - لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا – وطبعا من المستحيل ان يترك الجبارين أرضهم من اجل  بني إسرائيل فهم بالأصل رافضين التعايش معهم فكيف يتركون الأرض لهم -  فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ --

قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ{22}

. اقترح رجلان من الذين يخافون( اي يخافون من الجبارين) ممن عارض الدخول الى الأرض ألمقدسه بداية الأمر... انعم الله عليهما بالإيمان فغيرا موقفهما من المعارض الى المؤيد بالموافقة على ما أمر الله به بدخول الأرض المقدسة.. اقترح الرجلان على بني إسرائيل بان يدخلوا عليهم الباب .. اي مفاجئتهم ووضع الجبارين أمام الأمر الواقع ..  من خلال مباغتهم في عقر دارهم عندما تكون المدينة في حالة سبات-- ففي ذلك  الوقت يكونوا غير مستعدين للقتال ...مبتدئين بمظاهر القوة  بكسر باب المدينة المحصن.... حينئذ سيتفاجئ الجبارون بالقوة التي كسرت الباب فيصبهم الخوف والهلع فتكون الغلبة لكم– وعلى الله توكلوا بهذا الأمر ان كنتم مؤمنين  -- وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{23}

لا جدوى من حوار موسى مع بني إسرائيل انتهى بتعنتهم واضعين على أنفسهم مرة أخرى شرط النفي بأداة – لن- لَن نَّدْخُلَهَا -ومؤكدين على ذلك بكلمة أبدا ما داموا فيها – قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا  -- فقالوا  قول الفصل بعدم القتال - فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ

قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ{24}

ان الهدف من حث بني إسرائيل على دخول الأرض المقدسة هو لجرهم الى الأرض التي لها مقومات صناعية وزراعية وتجارية بدلا من الصحراء..حيث ستساعدهم على تنمية الفرد .. وبالتالي ينعكس ذلك على المستوى المعيشي العام.. وهي مقومات قيام الدولة الدينية  -- جوبه موسى بالإحباط...قال متأسفا... ربي لا املك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ..

قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{25} 

ان الذي أوصل بني إسرائيل الى الشتات هو النفاق المعشش في صدورهم .فلم يكن إيمانهم بالمستوى المطلوب.. فتراهم يسالون ويجادلون ويرفضون كأنهم لم يؤمنوا بالله ...ولقد قدم موسى لبني إسرائيل التحذير من قبل ...قائلا (( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ{21})) فانقلب بني إسرائيل  خاسرون - فانزل الله بهم أقصى العقوبات منها- أولا - فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً – وثانيا - يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ- أي يتشتتون في الأرض كأقليات مضطهدة مذلولة ليس لهم وطن ولا دولة كما كانوا في مصر تحت حكم فرعون  فلا تاس على القوم الفاسقين

قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{26}

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ{20} يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ{21} قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ{22} قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{23} قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ{24} قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{25} قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{26}

تسمى المرحلة التاريخية أعلاه مرحلة الشتات الأول - ولقد قراءنا فيها ان بني إسرائيل لم يدخلوا الأرض المقدسة ولم يعدهم الله بدخولها ولم يعدهم ابرأهيم ولا يعقوب بالأرض التي تدر عليهم لبنا وعسلا كما جاء في كتاب المقدس التوراة – إنما تشتتوا من الصحراء الى المدن المجاورة كأقليات --فالعبرة التي اقتبسها بني إسرائيل من مفهوم قتال الجبارين والأرض المقدسة -- هي بان الله سيبقى ساخطا عليهم حتى يدخلوها – وعلى هذا الأساس اخذوا يتصدون لكل دين أو قومية تقف أمامهم أو تمنعهم من الوصول إليها – طالما هنالك  تشريع من الله بالقتال كقتال الجبارين -- هذا يعني ان الله أجاز لهم كافة أنواع القتل  – كالقتل الطائفي والعنصري والاغتيالات -- بالإضافة الى فتوى رجال الدين التي أحلت كل محرم كالسرقات والربا والزنا واكل أموال الناس بالباطل --وصالات القمار فسخروا كل شيء دعم القومية الدينية --

أصبحت عقيدة القتل منهاجا قوميا دينيا لبني إسرائيل يمارس تحت اسم الله  وتحت شعار الأرض المقدسة -- ضرب الله لنا مثلا على ابني ادم ليكشف لنا مدى التخلف العقلي والانحطاط العقائدي لدى مرتكبي الجرائم القومية الدينية تحت طاعة الله - قائلا - وتل عليهم يا محمد نبا ابني ادم بالحق – وهنا ليس المقصود بهما هابيل وقابيل كما ذكرت الخرافات التوراتية -- إنما المثل على ابني أدام  من دين واحد منشق الى طائفتين طائفة متطرفة تمارس القتل - وطائفة تخاف الله  – فالمثل جاء على كل فرد على حد لفهم المثل -- احدهما قرب لله المخافة -- والأخر قرب المعصية على اعتقاد أنها طاعة --فليس كل من ادعى طاعة الله هو محقا وقد تستغل لدوافع سياسية في ارتكاب جرائم يعتقد مرتكبها هي من طاعة الله ---- ولكن الحق بمخافته وتقواه وليس بطاعته – فتقبل الله المخافة ولم يتقبل الطاعة  – قال الذي قدم الطاعة للذي قدم المخافة  لاقتلنك بمعنى اقترب بك الى الله – قال الذي قدم المخافة -- إنما يتقبل الله من المتقين – قال الذي قدم المخافة  لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بساط يدي إليك لأقتلك – بمعنى لو أنا تمكنت منك  في يوم من الأيام لن  أقتك مثلما تريد قتلي اليوم – لماذا لأني أخاف الله رب العالمين – قال الذي قدم المخافة  اريد ان تبوء بإثمي أي بقتلي وإثمك أي معصيتك التي تعقد أنها طاعة -- فتكون من أصحاب النار ذلك جزاء الظالمين – رغم كل التوجيهات العقائدية الصحيحة التي قدمها صاحب المخافة -- إلا ان الغباء الديني العنصري والطاعة المزيفة لله حالت دون استيعاب الحق -- فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين – يعتقد البعض ان الله بعث له غرابا ليعلم البشرية كيفية دفن الإنسان بعد موته أو قتله -- وهذا غير صحيح – لان المثل لا يشير الى دفن الإنسان -- فبعث الله غرابا يبحث في الأرض  يبحث عن شيء خبئه سابقا ليحافظ عليه فبحث الغراب عن ذلك الشيء  ليستخرجه -- ولما رأى صاحب الطاعة المزيفة كيف حافظ الغراب على أشياءه بإخفائها ثم استخرجها لينقلها الى مكان أكثر أمانا  -- قال يا ويلتا عجزت ان كون هذا مثل هذا الغراب فأورى سوءة أخي -- أخاه صاحب المخافة ليس له سؤه أي معصية لأنه اثبت تقواه مخافته من الله -- لكن اعتقاد صاحب الطاعة المزيفة ان لا طاعة لله غير طاعته – وكون صاحب المخافة  يختلف عقائديا مع صاحب الطاعة المزيفة نظر إليه نظرة سؤ ومعصية-- فبدلا ان يحافظ على أخاه ويهب له الحياة كما حافظ الغرب على أشيائه -- قتله فاصخب من النادمين – في الآيات القادمة سوف تتضح الصورة أكثر

 وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{27} لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ{28} إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ{29} فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ{30} فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ{31}

ذكرنا أعلاه مرحلة الشتات الأول نأتي الى مرحلة العلو الأول  --ظهرت فترة العلو الأول لبني إسرائيل بعد موسى  في فترة الملك داوود وليس الخليفة داوود والد سليمان كما يعتقد البعض -- وفيها  انتصر الملك داوود على طالوت واتاه الله الملك في معارك ما بعد نهر الأردن – نشر داوود العدل في مملكته ولكن سرعنما تحولت من بعده الى عصابات عاثت بشعوب المنطقة فسادا بالقتل والتشريد تحت اسم الأرض المقدسة -- فكل ارض يريدون قتل شعبها أو سلب مقدراتها ادعوا أنها  الأرض المقدسة -- فتوسع فنفوذ تلك العصابات  بالإرهاب والقتل والتهجير كما هو الحال اليوم - حتى سلط الله عليهم احد ملوك أشور فنكل بهم اشد التنكيل فقتل من قتل من قتل وسبي من سبي وتشتت بني إسرائيل في الأرض مرة أخرى -- انتهت مرحلة العلو الأول بشتات بني إسرائيل مرة ثانية – كافة الجرائم التي أتركبت والتي لا زالت  ترتكب بحق الفلسطينيين هي بسبب عقيدة الأرض المقدسة  -- ونتيجة لتلك العقيدة الضالة كتب الله على بني إسرائيل -- قائلا - ومن اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس كأنما قتل الناس جميعا – أي حكم على الشعوب المطمئنة بالقتل والإرهاب مما يضطر سكان تلك المدن الى هجرها  فتقتل مصلحهم ومزارعهم وأسواقهم وبيوتهم -- فكأنما قتل الناس جميعا – ومن أحياها أي وفر لها الأمن والاستقرار وأزال عنها الإرهاب -- فكأنما أحيا الناس جميعا – ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات لتحرم عليهم القتل– إلا أنهم من بعد ذلك في الأرض لمسرفون في القتل والتدمير والتهجير --

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ{32} 

حرف الدين القومي لبني إسرائيل معارك داوود في نشر العدل الى عصابات كان  يقودها في الصحراء لقطع الطرق والقتل والاغتيالات والسلب والنهب كما جاء في سفري الملوك الأول والثاني—فمارسوا قبل الإسلام أبشع الجرائم في شبه جزيرة العرب ضد المكونات والديانات الأخرى التي  يختلفون معها في الدين والقومية -- وبعد ظهور الإسلام  امن البعض  من بني إسرائيل بالله ورسوله   –غير ان البعض الأخر بقي على ما هو عليه – فأعلنت تلك عصابات  الحرب على المؤمن كافة أينما وجدوا -- من باب ان ما جاء في القران يخالف شريعة الله التي يؤمنون بها -- فنطبق عليهم مثل ابني ادم أعلاه -- فبني إسرائيل يمثلون الذي قدم الطاعة – والمؤمنون يمثلون الذي قدم المخافة – فقتلت تلك العصابات عدد من المؤمنين بالله ورسوله من بني إسرائيل  دون سبب مجرد الاختلاف في العقيدة  -- فأعتبر التنزيل هذا الحدث بمثابة حرب على الله ورسوله -- فقطعت الطرق وأرهبت المدن والقرى وأصبحت  جميع المؤمنين من بني إسرائيل وغيرهم مهددون بالقتل–فشلت الحركة وشلت النظام المعيشي بالكامل – وضع الله حلا للإرهاب الإسرائيلي -- قائلا – إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا –  ان يقتلوا—في حالة قتلهم لأحد – وان يصلبوا في حالة صلبهم لأحد – وفي حالة قطهم للأطراف -- تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف – أو نفيهم عن المنطقة – مستثنيا من ذلك من تاب وان كان قاتلا قبل وقوعه بيد  العدالة -- من قبل ان تقدروا عليهم -- فعلموا ان الله غفور رحيم

إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{33} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{34}

-- بعد ان أبطل الله عقيدة الأرض المقدسة وعقيدة عصابات داوود والإعلان عن العفو العام عن مرتكبي الجرائم العنصرية - امن الكثير من بني إسرائيل بالله  موجها -- إياهم -- قائلا -- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{35} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{36} يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{37}

 بعد ان وضع الإسلام حدا للإرهاب الإسرائيلي في شبه جزيرة توقفت تلك العصابات عن القتل غير إنها  بقيت تلك تمارس السرقات والسطو المسلح وقطع الطرق فكانوا يغيرون على المزارع وعلى مربي المواشي واعتراض طرق التجارية  فكانت السرقة مستشرية في بني إسرائيل  يمارسها الرجال والنساء بنطاق واسع وبدوافع قومية  أحلت لهم سرقة كل من يختلف معهم  في العقيدة --  فمثلما وضع الإسلام حدا للإرهاب وضع أيضا حدا للسرقات -- فقال -- السارق والسارقة فقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله ان الله عزيز حكيم – وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ -- فمن تاب بعد ظلمه وأصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم – فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ -- تطبيق قانون حد السرقة  – يتم الإعلان عنه بشكل واضح وصريح في جميع المجتمعات التي تؤمن بالله ورسوله  حصرا ولا يعتبر ساري المفعول في المجتمعات التي لم تدخل الإسلام—ولكن في حالة ان كان السارق من خارج ملة الإسلام وقد سرق من المؤمنين يطبق عليه حد السرقة لأنها شريعة دولتهم -- فلكل دوله قانون خاص بها يحدد نوع العقوبة على السارق -- طبعا لقطع الطرف رد فعل عنيف على السراق  فمجرد الإعلان عنه قد يتوقف الكثير عن السرقة – وقد لا يمنع غيرهم عن ذلك – مشكلتنا مع الذين لم يردعهم  قانون حد السرقة – فمن الطبيعي سيكلف أشخاص بمهمة تنفيذ قانون حد السرقة -- فعندما يمسك بالسارق أو السارقة بعد إعلان حد السرقة سوف يتذرع بعدم علمه وجهله بتلك الحدود  – هنا لن تقطع يده - إنما يأخذ عليه تعهد أو إقرار ضمني أو خطي مع الشهود يتعهد به بعدم مزاولة السرقة --  فان عاد إليها تقطع يده -- لان السارق هو من اقر بتلك العقوبة على نفسه  – الم تعلم يا محمد ان لله ما في السماوات والأرض يعذب من يشاء العذاب أي من أرادت اشائته عذاب قطع اليد بعد إقراره بالعقوبة على نفسه  – ويغفر لمن يشاء أي  لمن أرادت اشائته بالعفو والكف عن السرقات– قدرة الله وحده الصارم هما من قضيا على السرقات -- والله على كل شيء قدير -- أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{38} فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{39} أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

فالأمر لا يقتصر على بني إسرائيل فقط ولقد نهجت الجماعات الإسلامية المتطرفة منهجا إجراميا لا يختلف عن منهاج  بني إسرائيل فقد عاثوا الأرض فسادا فقد قتلوا وهجروا وسلبوا وسبوا وغيبوا ونهبوا أبناء جلدتهم والديانات والقوميات المطمئنة تحت شريعة الجهاد في سبيل الله

 

تعليقات

طلعت خيري

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس فقد المسيحييون الشرقييون  الارثذوكسييون  مسارهم الديني المقدس الممتد من القدس الى اليونان مرورا بتركيا والمتمثل بأوربا الشرقية بعد إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس فكان الإعلان رصاصة الرحمة  على التراث المسيحي الشرقي في فلسطين -- فما عاد تعريب الكنائس يجدي نفعا –الأمر لا يقتصر على المسيحيين فقط بل حتى المسلمين فقد باتوا عاجزين عن فعل شيء—نستذكر من التراث الإسلامي السياسي بعض الأحاديث النبوية المكذوبة على رسول الله والتي توضح تحالف إسلامي مسيحي ضد اليهود في أخر الزمان المتمثل بنزول عيسى ابن مريم –وكسره للصليب والصلاة بالأنبياء والمؤمنين– ليقفوا صفا واحدا ضد اليهود –فالكذب الديني  السياسي الإسلامي والمسيحي جاء بنتيجة مغلوطة على شعوب المنطقة ---أنهت المسلمين والمسيحيين الشرقيين وأنهت أيضا كافة حركات التحرر اليسارية والشيوعية والاشتراكية التي ناصرت القضية الفلسطينية لعقود كثيرة –نقل السفارة له أبعاد سياسيه شامله لكل المسيحيين المعتقدين بالمجيء الأول والثاني والطامحين بعودة القدس للحاضة  المسيح...

ولا تكن للخائنين خصيما

من الاية 105 – 113 النساء لا نعرف ما حقيقة المشكلة التي جادل عنها النبي وأصحابه باتخاذهم موقفا مناصرا لها – بما ان مواضيع الآيات التي سبق هذا الموضوع تتكلم عن مكافحة المرتدين مع الحذر من قتلهم   خطأ أو تعمدا -- إلا بعد التأكد -   فمن المحتمل ان طائفة ما اخترقت تلك التحذيرات فقتلت مرتدين مما أدى الى تذرع القتلة بعدم علمهم أو جهلهم بالحقيقة – المهم تلك الطائفة خانت الله في تعاليمه فأول من ناصرها النبي وأصحابه – قال الله -- يا محمد إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله في وصاياه وشرائعه وحدوده ولا تكون للخائنين خصيما   أي لا تكن مع الخائنين خصيما للحق – إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً   -- واستغفر الله على ما بدر منك بمناصرة الخائنين -- ان الله كان غفورا رحيما – وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً   -- ولا تجادل يا محمد بالباطل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما -- إذن -- الطائفة التي خان...

رجال الأعراف

  من الاية 46 – 53 الأعراف   في المقالة السابقة وضعنا مقارنه بسيطة بين أهل النار وأهل الجنة –فوجدنا اختفاء حالات الغل والكراهية والحقد بين أهل الجنة –ونزعنا ما في صدورهم من غل – بينما نجد التراشق باللعنات والشتائم بين أهل النار – فإذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين استقر أهل النار في النار واستقر أهل الجنة في الجنة –وبينهما حجاب – حجاب غير مانع عن الرؤية - بل وهو فاصل   بين أهل النار وأهل الجنة يمكن من خلاله رؤية بعضهم البعض -- والا كيف نادى أصحاب الأعراف رجالا من أهل النار يعرفونهم بسيماهم – يعتقد البعض ان الأعراف هو مكان بين الجنة والنار يقف عليه رجال تساوت سيئاتهم مع حسناتهم – طبعا هذا اعتقاد خاطئ لان الله لم يذكر هكذا حاله في القران إنما ذكر مواقف مصيرية تنتهي   أما في النار وإما في الجنة -- وعلى الأعراف – الأعراف تعني المعارف يعني أشخاص يعرفون بعضهم بعض في الدنيا --   الأعراف هم رجال من أهل الجنة يعرفون أصحاب الجنة كل بسيماهم أي بإشكالهم -- ويعرفون أصحاب النار كل بسيماهم أي بإشكالهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا – فنادى أصحاب الأعراف الذين هم في ا...

كذبة قتال الملائكة في معركة بدر

  من الاية 1 – 14 الأنفال حصل خلاف كبير بين المؤمنين على   أنفال معركة بدر - فمن المعروف عن   المعارك كل مقاتل يغنم - دابة و سلاح وأمتعة قتيله – أما يتركه الجيش المنهزم في المعركة   يخضع للتقسيم بين المقاتلين - فالخلاف كان على تقسيم الأنفال   - أرادت جهة ما ان تسولي على الغنائم دون غيرها   مدعية   فضلها في إحراز   النصر في المعركة –   فنزول سورة الأنفال جاء للرد على الذين ادعوا ان النصر نصرهم -أولا --   وثانيا - حددت آلية تقسيم الأنفال   --   فجاء المتخاصمون الى النبي يسألونه عن الأنفال –يسألونك عن الأنفال - الأنفال مفردها نفل وتعني الزيادة   أو ما بقي من غنائم المعركة التي لم تخضع للتقسيم – قل الأنفال الله والرسول – هذا يعني ان الغنائم ستبقى تحت تصرف الرسول الى حين البث في هذا الأمر   – فاتقوا الله – أي خافوا الله وتركوا الأطماع   وأصلحوا ذات بينكم   – وأطيعوا الله ورسوله في قرار التقسيم ان كنتم مؤمنين -- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ...

حساب الأمم يوم القيامة

  من الاية 34 – 39 الأعراف من هذه الآيات تبدأ سورة الأعراف التحضير لموقف أعراف يوم القيامة - لتوضيح الصورة أمام   المعتقدين بالطقوس الشيطانية كالتعميد والتعري والتحفي ودلك الأجساد - على أنها طقوس   كاذبة   وان الشيطان يحاول قدر المستطاع إيصال الإنسان الى النهاية الخاسرة لجمع اكبر عدد من الخاسرين من أمثاله --   من خلال فهمنا للآيات اتضح لنا ان الحساب يوم القيامة سيكون حساب أمم --أي كل أمه   تجتمع للحساب   حسب الوقت المحدد لها وفقا للتعاقب الزمني -- قال الله -- ولكل امة اجل أي وقت محدد للحساب فإذا جاء اجلهم لا يستخارون ساعة ولا يستقدمون -- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ –   بعد ان صحح الله الاعتقادات   الشيطانية المزيفة التي ورثتها الشعوب من   أقوال الكهنة   ومن المورث الديني عن قصة ادم وزوجه وإبليس أصبح لديهم فضول لمعرفة السبل الكفيلة للنجاة من عذاب يوم القيامة – خاطب الله بني ادم - قائلا – يا بني ادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي – لماذا آياتي لان جميع ال...

أهل الجنة وأهل النار

  من الاية 40 – 45 الأعراف     قلنا سابقا --اتهمت آخر امة   دخلت النار الأمة التي قبلها على أنها هي السبب في إضلالهم   ردت عليها الأولى – وقالت--   علامة هذا الاتهام الذي تريدون من ورائه ان تكن لكم الأفضلية عند الله - فما كان لكم علينا من فضل - أي لا يوجد شيء يجعلكم   أفضل منها – قالت الأمة الأولى لأخر امة -- فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون -- وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ –   ادخل أهل النار- النار- وادخل أهل الجنة -الجنة - فكل من كان يعتقد ان هنالك مخرج من النار فليستمع الى   شرط الله ألتعجيزي - قال الله - ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء أي سقف نار جهم للنظر الى الأعلى بسبب   النار التي تغطيهم   من كل جانب - ولا يدخلون الجنة   حتى يلج الجمل في سم الخياط – الجمل حبل سميك يستخدم في تثبيت أشرعت القوارب والسفن - سم الخياط هي فتحة الخياط وليس الإبرة المعروفة الخياط اكبر حجما من الإبرة واسمك ويستخدم في حياكة حصر...

اليوم أكملت لكم دينكم

من الاية 1- 10 المائدة حرم الفكر الوثني الشركي لأهل مكة الكثير من الإنعام افتراء على الله فكانت تلك المحرمات تمارس تحت اسم الله ارضاءا للشريك وللأوثان التي يعبدونها   من دونه -- فخاض التنزيل معهم حوارات فكرية مختلفة أبطلت تلك المفتريات   – مجموعة الآيات أدناه من سورة الأنعام توضح افتراءات المشركين على الله -- {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }الأنعام119 {وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأنعام138 {وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَي...

ناقة صالح

  من الاية 73 – 84 الأعراف صالح أول   رسول يأتي بالدليل المادي لقومه بينما نوح وهود لم يقدما أي دليلا ماديا مجرد تذكير بألاء الله -- وهذا تحول جديد في إطار رسالات الرسل – والى ثمود أخاهم صالحا - قال - يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره -- إذن لديهم عدد من الآلهة يعبدونها من دون لله – قدم صالح لقومه الدليل المادي– قائلا-   قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم – بعض الراويات تقول ان الناقة ولدت من صخرة كبيرة طبعا هذا الكلام غير عقلاني –   الهدف من اختيار صالح للناقة في مجتمع لا يهتم بتربية الإبل إنما في الزراعة فقط   هو لوضع نقطة فصل محورية بين المستكبرين من قومه وبين الله - معتبرا المعتدي عليها معتدي على الله --هذا من ناحية --ومن ناحية أخرى - ترك الناقة حرة في اختيار المراعي مع تخصيص يوما لسقيها سيجعلها عرضة للصوص قوم ثمود وعصابات السلب والنهب التي عاثت في الأرض فسادا   -- الملفت للنظر هو ان صالح له مكانة كبيرة في قومه لربما كان احد زعماء قوم ثمود فمن خلال قراءتنا للقران وجدنا ان قومه لم ...

أدوا الأمانات الى أهلها

من الاية 55 – 70  النساء كان طواغيت الذين هادوا من أهل الكتاب ينشرون طغيانهم الطائفي على آل بيت إبراهيم   بكل ما لديهم من افتراءات تاريخية وعقائدية– فأصحاب الجبت والطاغوت حسدوا المؤمنين على   فضل الله عليهم   بعد ان تبين لهم ان آل إبراهيم الحقيقيون هم المؤمنون بالله واليوم الآخر من العرب وآهل الكتاب – وخاصة بعد   ان صحح القران عقائد شبه الجزيرة العربية والتراكمات الوثنية على آل إبراهيم في مكة – وعقائد النصارى واليهود والتراكمات الوثنية على الدعوة الإنجيلية والتوراتية في المدينة – أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ البقرة140 -- لهذا ظهر الحسد العقائدي على المؤمنين -- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً   ...