من الاية 12 – 19 المائدة
يوضح لنا القران مدى التغير التاريخي للعقائد عبر الزمن فجميع العقائد الدينية للأنبياء والرسل وحتى الكتب المنزلة تعرضت الى تحريف قولي وضمني فتحول الدين الى طوائف ومذاهب سياسية متناحرة على المصالح الدنيوية والحزبية -- ففي سورة المائدة وضع الله بني إسرائيل في مقارنه تاريخية لفترتين الأولى في فترة موسى والثانية في فترة نزول القران -- ليكشف لنا مدى الاختلاف العقائدي بينهما -- نأتي الى الفترة الأولى -- قال الله – ولقد اخذ الله ميثاق بني إسرائيل والميثاق هي الأدلة القطعية التي توثق العقل بوحدانية الله - ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا – والنقيب هو شخص يتم اختاره من بين مجموعه من الناس فأختار بني إسرائيل نقيبا من كل سبط -- قال الله لهم -- إني معكم لئن أقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وأمنتم برسلي وعزرتموهم أي أزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا أي قدمتم لله ما يطلب منكم من إحسان أو إنفاق في سبيله لاكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار – فمن كفر منكم بعد ذلك فقد ضل سواء السبيل – أثمر ميثاق النقباء عن إيمان بني إسرائيل بربهم – فبات جزء من عقائدهم تناقلته الأجيال –لكنه حرف عبر الزمن وأصبح ذو أهداف سياسية فبتعد كل البعد عن مغزاه العقائدي -- وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ
وصلت أجيال بني إسرائيل الى صدر الإسلام هم يحملوا ميثاقا محرفا خاليا من معالم التوحيد العقائدي –ولكي يصحح القران الميثاق المحرف ووضعه في المكان الحقيقي -- نقل التنزيل الميثاق بكل تفاصيله من فترة موسى الى فترة نزول القران – مذكرا إياهم -- قائلا -- وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ – وما رأى الدين لسياسي لبني إسرائيل ان ميثاق النقباء والذي هو بمثابة ميثاق قديم جديد يتعارض مع ما تناقلته الأجيال عبر الزمن -- نقضوه – فبما نقضهم ميثاقهم أي الميثاق الخاص بهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية في استلهام الحق فوصلت بهم القسوة الى تحريف الكلم عن مواضعه بما يتناسب مع مصالحهم السياسية والحزبية -- فنسوا حظا مما ذكروا به –فالمفروض بهم ان يستقبلوا الميثاق برحابة صدر لأنه ميثاق آبائهم – ولكن يا محمد لا تزال تطلع على خائنة منهم فبني إسرائيل خانوا ميثاق الله وميثاق أبائهم إلا قليل منهم فاعف واصفح ان الله يحب المحسنين -- فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
يعتقد البعض ان تحريف الكلم عن مواضعه هو تغير في كلمات آيات الكتب وهذا غير صحيح لان الكلم يختلف عن الكلمة - فالكلم مذكر والكلمة مؤنث -- فالكلم يعني الكلام -- قال الله -- وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً --أما بخصوص مواضعه فلا تعني مكان الكلمة في الاية -- لان مواضعه جاءت من الموضوعية أو وحدة الموضوع – فالكلم يعني الكلام الشائع بين الناس الذي استلهم من مواضيع الكتاب – فمثلا -- من أين عرفنا كذبة الملائكة بنات الله من مواضيع القران من أين عرفنا ان عيسى عبد الله ورسوله من ومواضيع القران – فهذه المواضيع أصبحت شائعة بين الناس حتى عند الذين لا يعرفون القراءة والكتابة – وهنا الطامة الكبرى في الذين لا يقرؤن ولا يكتبون عوام الناس هم الأغلبية الساحقة التي تستلهم الكلام من أفواه رجال الدين دون التأكد منه مستغلين جهل العوام في تحريف المواضيع العقائدية من خلال الكلم أو الكلام في المواعظ والخطب مستقطبين الجهلة الى الطرح الجديد– كيف –كان كتاب الإنجيل قبل تحريفه في القرن الثالث الميلادي متماسكا في المعنى وله وحده موضوعية متكاملة جعلت الحواريين في لحمة عقائدية وتماسك مجتمعي كبير—فالجميع كان يعلم ان عيسى عبد الله ورسوله وأمه صديقة ولازالت تلك الحقائق متداولة في عقائد الحواريين حتى بدأت عملية تحريف الكلم أو الكلام من خلال طرح مواضيع عقائدية جديدة يلقيها رجال الدين على مسامع الناس الجهلة في الصلوات ودور العبادة بما يسمى سنن عيسى ابن مريم - بمعنى - ان الشياطين من رجال الدين طرحوا أحاديث منسوبه الى عيسى ابن مريم ادعوا فيها انه هو من قال اتخذوني وأمي الهين -- وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ – ولتكريس عقيدة الصلب واقعيا بدأت عملية التشبيه الروائي التمثيلي بقيام عدد من الرجال والنساء لتشبيه صلب المسيح -- حتى استلهموا الطرح الجديد بالكامل فأصبح له قاعدة جماهيرية تؤمن بعقيدة المسيح المصلوب -- بعد ذلك بدأت عملية تدوين صلب المسيحي عيسى ابن مريم في الإنجيل باتفاق سياسي بين التوراتيون الذين هادوا والفاسدون من النصارى فطمس الإنجيل الأول بالكامل لان الطرح الجديد صلب المسيح ما عاد يتلاءم مع الوقائع الحقيقية للإنجيل فحذفت قصة ولادة مريم وقصة ولادة عيسى آل عمران وزكريا ويحيى --فلا تجد في الأناجيل الأربعة عبارة واحده من الإنجيل الأول – فالتحريف الجديد حرف الكلم والكلمة والموضع -- ومواضع الكلمة أي مكانها-- {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79 --
وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ{12} فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{13}
أثمرت الدعوة الإنجيلية عدد من المؤمنين بالله أطلقوا على أنفسهم الحواريين أنصار عيسى ابن مريم فاخذ الله ميثاقهم بتوصيل تلك العقيدة لكل البشرية وللأجيال القادمة -- ولكن بعد الانشقاق السياسي في القرن الثالث الميلادي على كتابي التوراة والإنجيل -- حرف كتاب الإنجيل باتفاق بين الذين هادوا والفاسدون من النصارى على تدوين صلب المسيح ورفعه الى السماء تحت عقيدة الفدى -- وبعد تلك الفترة انتهى ميثاق الحواريين وحملت الأجيال من بعدهم عقيدة محرفه تؤمن بالمسيح ابن الله– فعندما نزل القران نقل لهم الآيات التي تخص عقائدهم من كتاب الإنجيل الحقيقي والمتمثلة بقصة ولادة مريم وولادة ابنها وزكريا ويحيى وال عمران --لكنهم نقضوا ميثاق ربهم وميثاق آبائهم -- فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة – أي أصبحوا طوائف سياسية متناحرة على السلطة ومن ابرز الحروب الطائفية التي دارة بين المسيحيين في أوربا حربي العالمية الأولى والثانية -- وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون --- وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ{14}
قلنا سابقا ان المؤمنين من أهل الكتاب الذين امنوا بالدعوة القرآنية جمعوا الآيات التي تخص عقائدهم -- فبني إسرائيل اهتموا بالآيات التي أنزلت على موسى والنصارى اهتموا بالآيات التي أنزلت على عيسى -- فعندما يذكر الله أهل الكتاب في القران المقصود بهم المعرضون للدعوة القرآنية --خطاب الله الذين كفروا من أهل الكتاب أي المعارضون -- قائلا -- يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم أي ويوضح لكم الكثير مما كنتم تخفون فالمعرضون أصاحب الدين السياسي من رجال دين وسياسيون وأصحاب المصالح اخفوا على أتباعهم الكثير من الآيات القرآنية خوفا على مصالحهم الطائفية -- فالهدف من ذلك التبيان -- هو ليعفوا الله عن كثير من الأغلال والقيود المثقلة التي فرضت على النصارى وبني إسرائيل والذين هادوا تحت اسم الله -- قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين -- يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ – نور الله في كتاب القران يهديكم الى سبل السلام من اتبع رضوانه الذي ينشده كل إنسان من وراء اعتناق الدين -- ويخرجكم من ظلمات الطائفية الى النور الحقيقي بإذنه ويهدهم صراط مستقيم- --- يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{16}
لم يحكم الله بالكفر على المعارضون للدعوة القرآنية من أهل الكتاب حتى أكمل لهم كتابي التوراة والإنجيل من القران -- وانزل لهم فيه من الآيات ما يكفي على إيمانهم بالله -- غير ان المصالح السياسية والطائفية حالت دون ذلك – قال الله --لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح عيسى ابن مريم فمن يملك من الله شيئا ان أراد ان يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا --فعقيدتكم التي في السماء وثرائكم على الأرض كله لله -- فالله ما في السموات والأرض وما بينهما – يخلق ما يشاء فهي إرادته في خلق المسيح من غير أب والله على كل شيء قدير -- لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{17}
قلنا في مقالة سابقه كتوافق سياسي بين الذين هادوا والفاسدون من النصارى دونوا صلب المسيح في كتاب الإنجيل وهذا باتفاق الأناجيل الأربعة للعهد الجديد - علما ان التوراة العهد القديم لم تذكر صلب المسيح بدا -- وهذا دليل على ان من فرض إلوهية المسيح على النصارى هم التوراتيون الذين هادوا قديما يسمون النصارى التوراتيون وحديثا النصارى المتصهينيين -- فاليهود ليس هم الذين هادوا كما يعتقد البعض -- إنما هم طائفة توراتية سبوا الى بابل فاشترط عليهم المجوس الذين كانوا يحكمون العراق قبل الإسلام بتغير منهجهم العقائدي مقابل عودتهم الى فلسطين أو الأرض المقدسة -- فقبلوا بذلك فكتب لهم الكاهن عزرا المجوسي التلمود مدعيا انه ابن الله أرسله لإعادة شعب الله المختار الى ارض الميعاد -- وهذا ما أشار أليه القران قالت اليهود عزيرا ابن الله – وطبعا هذه الحقيقة باعتراف الكتاب المقدس العهد القديم في سفري عزرا ونحميا – فأصبحت لدينا طائفتان تؤمنان بان الله له ابنا -– وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ --وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباءه - قل - لهم يا محمد فلم يعذبكم الله بذنوبكم لو كنتم فعلا أبناء الله لعفا عنكم – بل انتم بشر مما خلق كسائر البشرية يغفر لمن أراد المغفرة -- ويعذب من أراد العذاب -- ولله ما في السماوات والأرض وما بينهما واليه المصير –ترك الله الخيار لمعارضي القران من أهل الكتاب في تحديد مصيرهم الأخروي في يوم لا تنفع الأعذار ولا الكذب ولا طمسا للحقيقة – قائلا -- يا هل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أي له فترة كفترات باقي الرسل فاغتنموها فرصة في تصحيح عقائدكم ليس لكم العذر ان تقولوا يوم القيامة ما جاءنا وبشير ونذير فقد جاءكم بشيرا ونذير والله على كل شيء قدير -- يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ{18} يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{19}
والحال نفسه ينطبق على المسلمين اليوم فقد حرفت عقيدتنا الحقيقية وتحولنا
الى طوائف ومذاهب سياسية متناحرة على السلطة فأغرى الله بيننا العداوة والبغضاء
فاخذ بعضنا يتآمر على بعض فمثلما حول التوراتيون الذين هانوا النصارى الى عبيد لهم – تحولنا نحن الى عبيدا
للنصارى المتصهينيين – ولقد سعت حكوماتنا جاهدة الى تحقيق الأهداف القومية
للصهاينة في إقامة دولة إسرائيل الكبرى ولقد
رأيتم خنوع ترامب المسيحي ومن معه من حكام العرب المسلمين في الإمارات والبحرين
ومصر للتوراتيين الصهاينة --سبب فرقتنا هو
تحريف الكلم عن مواضعه فقد غابت مواضيع القران الحقيقية عن عقائد المسلمين واستبدلت
بالسنة النبوية وكتب السيرة فأصبح إسلامنا لا يلبي كرامتنا إنما يلبي كل يسعى إليه
اليسوعيين والتوراتيين في تحقيق أمجادهم على ارض العرب --
تعليقات
إرسال تعليق