من الاية 153 – 162 النساء
قلنا في مقالة سابقه ان المقصود
بأهل الكتاب هم المجاميع التي أمنت بالدعوة القرآنية والتي دونت الآيات التي تخص
عقائدهم -- فالتوراتيون دونوا الآيات التي تختص موسى وبني إسرائيل -- والنصارى دونوا
الآيات التي تخص مريم وبنها عيسى وال عمران – فعندما تمر علينا عبارة أهل الكتاب فالمقصود بها المعارضون للدعوة القرآنية
الذين يبحثون عن براهين وأدله غير عقلانية ولا منطقية كشرط على الإيمان بالله واليوم الأخر – باستثناء
الآيات التي تدعوهم الى تكلمه عقائد الإيمان أو دعوتهم الى تطبيق الشرائع الأخرى
-- نستكشف احد فرق أهل الكتاب المعارضة للدعوة القرآنية وهي الذين هادوا – والذين
هادوا هم فرقة منشقة عن الدعوة الإنجيلية رافضه لكل الآيات التي تقص ولادة أم مريم
وولادة عيسى ابن مريم راجعين بعقائدهم الى
الفترة السلفية لموسى وبني إسرائيل مطلقين على أنفسهم هدنا اي رجعنا إليك –يسال يا محمد الذين هادوا
من أهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء – أي كتاب يرونه بأعينهم نازل من
السماء – لا نستغرب عندما يعيد التاريخ نفسه فالذين سألوا
محمد هم أسلاف الذين سألوا موسى من قبل -- فالإيمان متوارث والكفر متوارث أيضا – يسألك
أهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك -- تنزيل الكتاب قضيه سهله لأنه القران موجود
بين أيديهم -- ولكن هنالك ما هو اكبر -- فقد قالوا لموسى أرنا الله جهرة فأخذتهم
الصاعقة بظلمهم – ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا – فمن البينات التي
قدمها الله لبني إسرائيل نجاتهم من بطش فرعون بانفلاق البحر كالطود العظيم هم
ينظرون – واتينا موسى سلطانا أي أدلة
واضحة على نبوته -- فلم يؤمنوا بها -- كذلك لم يؤمنوا بنبوتك يا محمد --- يَسْأَلُكَ
أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ
سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ
مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى
سُلْطَاناً مُّبِيناً
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ
أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى
أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ
الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ
الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً
مُّبِيناً{153}
لم يؤمن بني إسرائيل الذين هم
أسلاف الذين هادوا بربهم إلا بالقوة وبالتهديد -- فمن الأدلة التي جاء بها موسى من ربه والتي أرغمتهم على الإيمان بالله هي رفع
الطور فوقهم بميثاقهم – فالميثاق يعني الأدلة التي توثق العقل بالإيمان فتصبح
موثقة – ولكن بني إسرائيل نقضوا ميثاقهم مع الله في عدد من الأحداث
-- منها عندما قل لهم --ادخلوا الباب سجدا أي باب الأرض المقدسة أو باب مدينة
الجبارين فقالوا لموسى اذهب أنت وربك - فقاتلا – ولم يكتفوا بذلك بل اعتدوا على
ميثاق ربهم في السبت وقلنا لا تعتدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا --وَرَفَعْنَا
فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ
سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم
مِّيثَاقاً غَلِيظاً
وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ
الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا
لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً{154}
نقض بني إسرائيل أسلاف الذين
هادوا كافة المواثيق الغليظة التي كانت بينهم وبين الله -- نقضا متعمدا وبكل القوى
العقلية --فكفروا بآيات الله وقتلوا الأنبياء
وهنا ليس قتل حقيقي إنما القتل هو إجهاض دعوات الأنبياء بغير حق كدعوة موسى وعيسى
ومحمد -- من أسباب إجهاض دعوات الأنبياء قولهم
قلوبنا غلف أي مغلفه لا يصل إليها الإيمان
-- لفهم قلوبنا غلف أي نؤمن فقط بما كان يؤمن به أبائنا غير ذلك - فقلوبنا مقفلة ومغلفه
عنه –رد الله على ادعائهم الكاذب –فقال -- بل طبع الله على قلوبهم بكفرهم
فلا يؤمنون إلا قليلا --فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ
اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ
بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً
فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم
بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ
قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ
إِلاَّ قَلِيلاً{155}
انشقت الدعوة الإنجيلية في
القرن الثالث الميلادي الى طائفتين طائفة الذين هادوا والتي رجعت بآيات التوراة
التي نزلت في الإنجيل الى عهد كتاب موسى في بني إسرائيل – وطائفة النصارى بقيت متمسكة بالإنجيل مطلقتا
على أنفسها نصارى استنادا الى أنصار عيسى
ابن مريم – فمن تلك اللحظة بداء الصراع السياسي
بين الذين هادوا والنصارى على كتاب الإنجيل الذي يحتوى على آيات التوراة وآيات
الإنجيل – مما أدى الى انقسام كتاب الإنجيل الى كتابي التوراة والإنجيل واللذان
تحولا الى التسمية الجديدة --العهد الجديد والعهد القديم -- بما
ان الإنجيل كان يحتوي على آيات آل عمران وقصة ولادة أم مريم وولادة عيسى -- طعن به التوراتيون الذين هادوا طعنا سياسيا
متهمين مريم بالزنا وان ابنها عيسى ابن زنا –فمن الكفر الذي مارسه الذين هادوا في
فترة الانشقاق قولهم على مريم بهتانا عظيما -- وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى
مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً
وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً
عَظِيماً{156}
من الطعون السياسية التي مارسها
التوراتيون الذين هادو في القران الثالث الميلادي للإطاحة بكتاب الإنجيل --ادعائهم
قتل المسيح عيسى ابن مريم لأنه ابن زنا– وطبعا لتلك الطعون أبعاد سياسية منها استقطاب
النصارى الى عقيدة الذين هادوا من ناحية-- ومن ناحية أخرى للحفاظ على العقلية
الطائفية للذين هادوا من تأثيرات النصرانية
-- وهذا يشبه ما يمارسه اليسوعيين اليوم من طعون للقران لاستقطاب ضعاف
النفوس الى عقيدة المصلوب – ولضبط الحدث التاريخي يجب ان نعرف ماهو الفكر السائد
في فترة الانشقاق الإنجيلي في القرن الثالث الميلادي -- وهي الفترة التي ادعى فيها
الذين هادوا قتلهم المسيح عيسى ابن مريم -- وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا
الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ – نعم نزلت الاية في القران لكن
تاريخها يعود الى تلك الفترة ودليلنا كلمة –قتلنا--– قلنا لكي يطعن الذين هادوا بكتاب الإنجيل استخدموا أسلوب
التشبيه -- كيف – تقوم مجموعه من الرجال والنساء بعدد من الأدوار الواقعية التي
تشبه زنى مريم من خلال قصص إما غرامية أو لا أخلاقية فتحمل مريم فتضع ابنا من
الزنا -- فعندما يبلغ مرحلة الشباب يدعي
النبوة غير ان دعوته جوبهت بالرفض تحت
ذريعة ان الله لا يختار نبيا من زنا -- ثم يصلب لكذبه وافتراءه على الله – فذلك التشبيه
السياسي تسبب في ردة عدد كبير من النصارى وانضمامهم الى طائفة الذين هادوا – ولما
نزل القران أجاب على حاملي ذلك الفكر-- قائلا – وما قاتلوه وما صلبوه --نفى الله الصلب والقتل في أداة النفي التي
دخلت على الفعل الماضي وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ –
ولكن شبه لهم عن طريق القصص والروايات المزيفة التي تشبهت زنا مريم وصلب المسيح
عيسى – ولكن المؤمنون الحقيقيون من النصارى في تلك الفترة كانوا يعلمون الكيفية
التي ولد فيها المسيح عيسى على حقيقتها -- لكن الذين هادوا حرفوها عن طريق التشبه
السياسي -- فالذين خاضوا في ادعاء قتل
المسيح في فترة نزول القران ليس علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا -- الَّذِينَ
اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ
اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً
ونتيجة الانهيار الذي أصاب
القاعدة الجماهيرية الإنجيلية النصارى بسب الردة الى التوراة وكتوافق سياسي بين الذين هادوا والفاسدون من
النصارى– دونوا التشبيه السياسي في الإنجيل وأضافوا ليه خروج المسيح عيسى من القبر
بعد دفنه ورفعه الى السماء ليكون عيسى ابن الله -- ليحمل خطيئته وخطيئة أمه وأدام
والبشرية تحت عقيدة الفدى –فالمتابع للأناجيل الأربعة يجدها متفقة على التشبيه
السياسي الروائي لصلب المسيح --
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن
شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا
لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً{157}
بل رفعه الله أليه لا تعني رفعه
الى السماء لان القران نفى القتل والصلب أصلا -- الذي تعتمد عليه القاعدة الوثنية
اليسوعية والنصرانية -- بمعنى طالما لا يوجد قتل أو صلب إذن لا يوجد رفع الى السماء -- بل رفع الله قدره من كل ما شبه به -- ومما دبر له بني إسرائيل من محاولة اغتيال في
زمانه وكان الله عزيزا حكيما --- بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ
عَزِيزاً حَكِيماً
بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ
عَزِيزاً حَكِيماً{158}
ولكي يؤكد لنا القران على ان الصلب
والقتل لا صحة له -- رجع بالأحداث الى الفترة الحقيقية لعيسى ابن مريم والتي شهدت إيمان
أهل الإنجيل بدعوته -- وان من أهل الكتاب أي كتاب الإنجيل -- إلا ليؤمنن به قبل
موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا – فالذين امنوا بعيسى من أهل الإنجيل يؤمنون
بموته -- وهذا دليل على ان عيسى أكمل الدعوة الإنجيلية بالكامل ولم يمت بالصلب أو بالقتل
إنما مات موتا طبيعيا كسائر البشر -- وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ
لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ
شَهِيداً
وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ
لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ
شَهِيداً{159}
ونتيجة للظلم الذي شرعه الذين
هادوا على الأرض بقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم أنا قتلنا المسيح عيسى ابن
مريم وقتلهم لدعوات الأنبياء سلط الله
عليما ظلمة من جنسهم حرموا عليهم طيبات أحلت لهم بسبب كفرهم وصدهم عن سبيل الله
كثيرا - فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ
أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً -- ونتيجة لكفرهم سلط الله عليهم ظلمة من جنسهم قلبوا لهم الدين رأسا على عقب فحرموا عليهم طيبات
أحلت لهم -- وحلوا لهم المحرمات كالربا
وقد نهاهم الله عن أكله -- كما احلوا لهم أكل أموال الناس بالباطل بالتسلط
والابتزاز والقهر واعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما --- وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا
وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا
لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً – ولكن الراسخون في العلم الذين رسخت في عقولهم وقلوبهم العقيدة الصحيحة النقية الصافية يؤمنون بما
انزل إليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والزكاة -- ويؤمنون بالله واليوم الأخر
أولئك سوف نؤتيهم أجرا عظيما --- لَّـكِنِ
الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ
إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ
أَجْراً عَظِيماً
فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا
عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ
كَثِيراً{160} وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ
أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً
أَلِيماً{161} لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ
يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ
الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً{162}
تعليقات
إرسال تعليق