التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التشبيه السياسي لصلب المسيح عيسى ابن مريم


من الاية 153 – 162 النساء

قلنا في مقالة سابقه ان المقصود بأهل الكتاب هم المجاميع التي أمنت بالدعوة القرآنية والتي دونت الآيات التي تخص عقائدهم -- فالتوراتيون دونوا الآيات التي تختص موسى وبني إسرائيل -- والنصارى دونوا الآيات التي تخص مريم وبنها عيسى وال عمران – فعندما تمر علينا عبارة  أهل الكتاب فالمقصود بها المعارضون للدعوة القرآنية الذين يبحثون عن براهين وأدله غير عقلانية ولا منطقية  كشرط على الإيمان بالله واليوم الأخر – باستثناء الآيات التي تدعوهم الى تكلمه عقائد الإيمان أو دعوتهم الى تطبيق الشرائع الأخرى -- نستكشف احد فرق أهل الكتاب المعارضة للدعوة القرآنية وهي الذين هادوا – والذين هادوا هم فرقة منشقة عن الدعوة الإنجيلية رافضه لكل الآيات التي تقص ولادة أم مريم وولادة عيسى ابن مريم  راجعين بعقائدهم الى الفترة السلفية لموسى وبني إسرائيل مطلقين على أنفسهم  هدنا اي رجعنا إليك –يسال يا محمد الذين هادوا من أهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء – أي كتاب يرونه بأعينهم نازل من السماء   – لا نستغرب عندما يعيد التاريخ نفسه فالذين سألوا محمد هم أسلاف الذين سألوا موسى من قبل -- فالإيمان متوارث والكفر متوارث أيضا – يسألك أهل الكتاب ان تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى اكبر من ذلك  -- تنزيل الكتاب قضيه سهله لأنه القران موجود بين أيديهم -- ولكن هنالك ما هو اكبر -- فقد قالوا لموسى أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم – ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا – فمن البينات التي قدمها الله لبني إسرائيل نجاتهم من بطش فرعون بانفلاق البحر كالطود العظيم هم ينظرون  – واتينا موسى سلطانا أي أدلة واضحة على نبوته -- فلم يؤمنوا بها -- كذلك لم يؤمنوا بنبوتك يا محمد --- يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً

يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً{153}

لم يؤمن بني إسرائيل الذين هم أسلاف الذين هادوا بربهم إلا بالقوة وبالتهديد -- فمن الأدلة التي جاء بها موسى  من ربه والتي أرغمتهم على الإيمان بالله هي رفع الطور فوقهم بميثاقهم – فالميثاق يعني الأدلة التي توثق العقل بالإيمان فتصبح موثقة  – ولكن  بني إسرائيل نقضوا ميثاقهم مع الله في عدد من الأحداث -- منها عندما قل لهم --ادخلوا الباب سجدا أي باب الأرض المقدسة أو باب مدينة الجبارين فقالوا لموسى اذهب أنت وربك - فقاتلا – ولم يكتفوا بذلك بل اعتدوا على ميثاق ربهم في السبت وقلنا لا تعتدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا --وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً

وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً{154}

نقض بني إسرائيل أسلاف الذين هادوا كافة المواثيق الغليظة التي كانت بينهم وبين الله -- نقضا متعمدا وبكل القوى العقلية  --فكفروا بآيات الله وقتلوا الأنبياء وهنا ليس قتل حقيقي إنما القتل هو إجهاض دعوات الأنبياء بغير حق كدعوة موسى وعيسى ومحمد  -- من أسباب إجهاض دعوات الأنبياء قولهم قلوبنا غلف  أي مغلفه لا يصل إليها الإيمان -- لفهم قلوبنا غلف أي نؤمن فقط بما كان يؤمن به أبائنا غير ذلك - فقلوبنا مقفلة ومغلفه عنه  –رد الله على ادعائهم  الكاذب –فقال -- بل طبع الله على قلوبهم بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا --فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً

 فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً{155}

انشقت الدعوة الإنجيلية في القرن الثالث الميلادي الى طائفتين طائفة الذين هادوا والتي رجعت بآيات التوراة التي نزلت في الإنجيل الى عهد كتاب موسى في بني إسرائيل  – وطائفة النصارى بقيت متمسكة بالإنجيل مطلقتا على أنفسها نصارى  استنادا الى أنصار عيسى ابن مريم – فمن تلك اللحظة بداء الصراع السياسي  بين الذين هادوا والنصارى على كتاب الإنجيل الذي يحتوى على آيات التوراة وآيات الإنجيل – مما أدى الى انقسام كتاب الإنجيل الى كتابي التوراة والإنجيل واللذان تحولا الى التسمية الجديدة --العهد الجديد والعهد القديم  --  بما ان الإنجيل كان يحتوي على آيات آل عمران وقصة ولادة أم مريم وولادة عيسى --  طعن به التوراتيون الذين هادوا طعنا سياسيا متهمين مريم بالزنا وان ابنها عيسى ابن زنا –فمن الكفر الذي مارسه الذين هادوا في فترة الانشقاق قولهم على مريم بهتانا عظيما -- وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً

 وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً{156}

من الطعون السياسية التي مارسها التوراتيون الذين هادو في القران الثالث الميلادي للإطاحة بكتاب الإنجيل --ادعائهم  قتل المسيح عيسى ابن مريم لأنه ابن زنا–  وطبعا لتلك الطعون أبعاد سياسية منها استقطاب النصارى الى عقيدة الذين هادوا من ناحية-- ومن ناحية أخرى للحفاظ على العقلية الطائفية للذين هادوا من تأثيرات النصرانية  -- وهذا يشبه ما يمارسه اليسوعيين اليوم من طعون للقران لاستقطاب ضعاف النفوس الى عقيدة المصلوب – ولضبط الحدث التاريخي يجب ان نعرف ماهو الفكر السائد في فترة الانشقاق الإنجيلي في القرن الثالث الميلادي -- وهي الفترة التي ادعى فيها الذين هادوا قتلهم المسيح عيسى ابن مريم -- وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ – نعم نزلت الاية في القران لكن تاريخها يعود الى تلك الفترة ودليلنا كلمة –قتلنا--– قلنا لكي  يطعن الذين هادوا بكتاب الإنجيل استخدموا أسلوب التشبيه -- كيف – تقوم مجموعه من الرجال والنساء بعدد من الأدوار الواقعية التي تشبه زنى مريم من خلال قصص إما غرامية أو لا أخلاقية فتحمل مريم فتضع ابنا من الزنا  -- فعندما يبلغ مرحلة الشباب يدعي النبوة غير ان دعوته جوبهت بالرفض  تحت ذريعة ان الله لا يختار نبيا من زنا -- ثم يصلب لكذبه وافتراءه على الله – فذلك التشبيه السياسي تسبب في ردة عدد كبير من النصارى وانضمامهم الى طائفة الذين هادوا – ولما نزل القران أجاب على حاملي ذلك الفكر-- قائلا – وما قاتلوه وما صلبوه  --نفى الله الصلب والقتل في أداة النفي التي دخلت على الفعل الماضي وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ – ولكن شبه لهم عن طريق القصص والروايات المزيفة التي تشبهت زنا مريم وصلب المسيح عيسى – ولكن المؤمنون الحقيقيون من النصارى في تلك الفترة كانوا يعلمون الكيفية التي ولد فيها المسيح عيسى على حقيقتها -- لكن الذين هادوا حرفوها عن طريق التشبه السياسي --  فالذين خاضوا في ادعاء قتل المسيح في فترة نزول القران ليس علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا -- الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً

ونتيجة الانهيار الذي أصاب القاعدة الجماهيرية الإنجيلية النصارى بسب الردة الى التوراة  وكتوافق سياسي بين الذين هادوا والفاسدون من النصارى– دونوا التشبيه السياسي في الإنجيل وأضافوا ليه خروج المسيح عيسى من القبر بعد دفنه ورفعه الى السماء ليكون عيسى ابن الله -- ليحمل خطيئته وخطيئة أمه وأدام والبشرية تحت عقيدة الفدى –فالمتابع للأناجيل الأربعة يجدها متفقة على التشبيه السياسي الروائي لصلب المسيح --

 وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً{157}

بل رفعه الله أليه لا تعني رفعه الى السماء لان القران نفى القتل والصلب أصلا -- الذي تعتمد عليه القاعدة الوثنية اليسوعية والنصرانية -- بمعنى طالما لا يوجد قتل أو صلب  إذن لا يوجد رفع الى السماء  -- بل رفع الله قدره من كل ما شبه به  -- ومما دبر له بني إسرائيل من محاولة اغتيال في زمانه وكان الله عزيزا حكيما --- بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً

 بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً{158}

ولكي يؤكد لنا القران على ان الصلب والقتل لا صحة له -- رجع بالأحداث الى الفترة الحقيقية لعيسى ابن مريم والتي شهدت إيمان أهل الإنجيل بدعوته -- وان من أهل الكتاب أي كتاب الإنجيل -- إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا – فالذين امنوا بعيسى من أهل الإنجيل يؤمنون بموته -- وهذا دليل على ان عيسى أكمل الدعوة الإنجيلية بالكامل ولم يمت بالصلب أو بالقتل إنما مات موتا طبيعيا كسائر البشر -- وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً

 وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً{159}

ونتيجة للظلم الذي شرعه الذين هادوا على الأرض بقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم أنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم وقتلهم لدعوات الأنبياء  سلط الله عليما ظلمة من جنسهم حرموا عليهم طيبات أحلت لهم بسبب كفرهم وصدهم عن سبيل الله كثيرا - فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً --  ونتيجة لكفرهم سلط الله عليهم ظلمة من جنسهم  قلبوا لهم الدين رأسا على عقب فحرموا عليهم طيبات أحلت لهم -- وحلوا لهم المحرمات  كالربا وقد نهاهم الله عن أكله -- كما احلوا لهم أكل أموال الناس بالباطل بالتسلط والابتزاز والقهر واعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما --- وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً – ولكن الراسخون في العلم  الذين رسخت في عقولهم وقلوبهم  العقيدة الصحيحة النقية الصافية يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والزكاة -- ويؤمنون بالله واليوم الأخر أولئك سوف نؤتيهم أجرا عظيما  --- لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً

 فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً{160} وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً{161} لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً{162}



تعليقات

طلعت خيري

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس

الأبعاد السياسية من نقل السفارة الأمريكية الى القدس فقد المسيحييون الشرقييون  الارثذوكسييون  مسارهم الديني المقدس الممتد من القدس الى اليونان مرورا بتركيا والمتمثل بأوربا الشرقية بعد إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية الى القدس فكان الإعلان رصاصة الرحمة  على التراث المسيحي الشرقي في فلسطين -- فما عاد تعريب الكنائس يجدي نفعا –الأمر لا يقتصر على المسيحيين فقط بل حتى المسلمين فقد باتوا عاجزين عن فعل شيء—نستذكر من التراث الإسلامي السياسي بعض الأحاديث النبوية المكذوبة على رسول الله والتي توضح تحالف إسلامي مسيحي ضد اليهود في أخر الزمان المتمثل بنزول عيسى ابن مريم –وكسره للصليب والصلاة بالأنبياء والمؤمنين– ليقفوا صفا واحدا ضد اليهود –فالكذب الديني  السياسي الإسلامي والمسيحي جاء بنتيجة مغلوطة على شعوب المنطقة ---أنهت المسلمين والمسيحيين الشرقيين وأنهت أيضا كافة حركات التحرر اليسارية والشيوعية والاشتراكية التي ناصرت القضية الفلسطينية لعقود كثيرة –نقل السفارة له أبعاد سياسيه شامله لكل المسيحيين المعتقدين بالمجيء الأول والثاني والطامحين بعودة القدس للحاضة  المسيح...

ولا تكن للخائنين خصيما

من الاية 105 – 113 النساء لا نعرف ما حقيقة المشكلة التي جادل عنها النبي وأصحابه باتخاذهم موقفا مناصرا لها – بما ان مواضيع الآيات التي سبق هذا الموضوع تتكلم عن مكافحة المرتدين مع الحذر من قتلهم   خطأ أو تعمدا -- إلا بعد التأكد -   فمن المحتمل ان طائفة ما اخترقت تلك التحذيرات فقتلت مرتدين مما أدى الى تذرع القتلة بعدم علمهم أو جهلهم بالحقيقة – المهم تلك الطائفة خانت الله في تعاليمه فأول من ناصرها النبي وأصحابه – قال الله -- يا محمد إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله في وصاياه وشرائعه وحدوده ولا تكون للخائنين خصيما   أي لا تكن مع الخائنين خصيما للحق – إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً   -- واستغفر الله على ما بدر منك بمناصرة الخائنين -- ان الله كان غفورا رحيما – وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً   -- ولا تجادل يا محمد بالباطل عن الذين يختانون أنفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما -- إذن -- الطائفة التي خان...

رجال الأعراف

  من الاية 46 – 53 الأعراف   في المقالة السابقة وضعنا مقارنه بسيطة بين أهل النار وأهل الجنة –فوجدنا اختفاء حالات الغل والكراهية والحقد بين أهل الجنة –ونزعنا ما في صدورهم من غل – بينما نجد التراشق باللعنات والشتائم بين أهل النار – فإذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين استقر أهل النار في النار واستقر أهل الجنة في الجنة –وبينهما حجاب – حجاب غير مانع عن الرؤية - بل وهو فاصل   بين أهل النار وأهل الجنة يمكن من خلاله رؤية بعضهم البعض -- والا كيف نادى أصحاب الأعراف رجالا من أهل النار يعرفونهم بسيماهم – يعتقد البعض ان الأعراف هو مكان بين الجنة والنار يقف عليه رجال تساوت سيئاتهم مع حسناتهم – طبعا هذا اعتقاد خاطئ لان الله لم يذكر هكذا حاله في القران إنما ذكر مواقف مصيرية تنتهي   أما في النار وإما في الجنة -- وعلى الأعراف – الأعراف تعني المعارف يعني أشخاص يعرفون بعضهم بعض في الدنيا --   الأعراف هم رجال من أهل الجنة يعرفون أصحاب الجنة كل بسيماهم أي بإشكالهم -- ويعرفون أصحاب النار كل بسيماهم أي بإشكالهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا – فنادى أصحاب الأعراف الذين هم في ا...

كذبة قتال الملائكة في معركة بدر

  من الاية 1 – 14 الأنفال حصل خلاف كبير بين المؤمنين على   أنفال معركة بدر - فمن المعروف عن   المعارك كل مقاتل يغنم - دابة و سلاح وأمتعة قتيله – أما يتركه الجيش المنهزم في المعركة   يخضع للتقسيم بين المقاتلين - فالخلاف كان على تقسيم الأنفال   - أرادت جهة ما ان تسولي على الغنائم دون غيرها   مدعية   فضلها في إحراز   النصر في المعركة –   فنزول سورة الأنفال جاء للرد على الذين ادعوا ان النصر نصرهم -أولا --   وثانيا - حددت آلية تقسيم الأنفال   --   فجاء المتخاصمون الى النبي يسألونه عن الأنفال –يسألونك عن الأنفال - الأنفال مفردها نفل وتعني الزيادة   أو ما بقي من غنائم المعركة التي لم تخضع للتقسيم – قل الأنفال الله والرسول – هذا يعني ان الغنائم ستبقى تحت تصرف الرسول الى حين البث في هذا الأمر   – فاتقوا الله – أي خافوا الله وتركوا الأطماع   وأصلحوا ذات بينكم   – وأطيعوا الله ورسوله في قرار التقسيم ان كنتم مؤمنين -- يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ...

حساب الأمم يوم القيامة

  من الاية 34 – 39 الأعراف من هذه الآيات تبدأ سورة الأعراف التحضير لموقف أعراف يوم القيامة - لتوضيح الصورة أمام   المعتقدين بالطقوس الشيطانية كالتعميد والتعري والتحفي ودلك الأجساد - على أنها طقوس   كاذبة   وان الشيطان يحاول قدر المستطاع إيصال الإنسان الى النهاية الخاسرة لجمع اكبر عدد من الخاسرين من أمثاله --   من خلال فهمنا للآيات اتضح لنا ان الحساب يوم القيامة سيكون حساب أمم --أي كل أمه   تجتمع للحساب   حسب الوقت المحدد لها وفقا للتعاقب الزمني -- قال الله -- ولكل امة اجل أي وقت محدد للحساب فإذا جاء اجلهم لا يستخارون ساعة ولا يستقدمون -- وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ –   بعد ان صحح الله الاعتقادات   الشيطانية المزيفة التي ورثتها الشعوب من   أقوال الكهنة   ومن المورث الديني عن قصة ادم وزوجه وإبليس أصبح لديهم فضول لمعرفة السبل الكفيلة للنجاة من عذاب يوم القيامة – خاطب الله بني ادم - قائلا – يا بني ادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي – لماذا آياتي لان جميع ال...

أهل الجنة وأهل النار

  من الاية 40 – 45 الأعراف     قلنا سابقا --اتهمت آخر امة   دخلت النار الأمة التي قبلها على أنها هي السبب في إضلالهم   ردت عليها الأولى – وقالت--   علامة هذا الاتهام الذي تريدون من ورائه ان تكن لكم الأفضلية عند الله - فما كان لكم علينا من فضل - أي لا يوجد شيء يجعلكم   أفضل منها – قالت الأمة الأولى لأخر امة -- فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون -- وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ –   ادخل أهل النار- النار- وادخل أهل الجنة -الجنة - فكل من كان يعتقد ان هنالك مخرج من النار فليستمع الى   شرط الله ألتعجيزي - قال الله - ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء أي سقف نار جهم للنظر الى الأعلى بسبب   النار التي تغطيهم   من كل جانب - ولا يدخلون الجنة   حتى يلج الجمل في سم الخياط – الجمل حبل سميك يستخدم في تثبيت أشرعت القوارب والسفن - سم الخياط هي فتحة الخياط وليس الإبرة المعروفة الخياط اكبر حجما من الإبرة واسمك ويستخدم في حياكة حصر...

اليوم أكملت لكم دينكم

من الاية 1- 10 المائدة حرم الفكر الوثني الشركي لأهل مكة الكثير من الإنعام افتراء على الله فكانت تلك المحرمات تمارس تحت اسم الله ارضاءا للشريك وللأوثان التي يعبدونها   من دونه -- فخاض التنزيل معهم حوارات فكرية مختلفة أبطلت تلك المفتريات   – مجموعة الآيات أدناه من سورة الأنعام توضح افتراءات المشركين على الله -- {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }الأنعام119 {وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأنعام138 {وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَي...

ناقة صالح

  من الاية 73 – 84 الأعراف صالح أول   رسول يأتي بالدليل المادي لقومه بينما نوح وهود لم يقدما أي دليلا ماديا مجرد تذكير بألاء الله -- وهذا تحول جديد في إطار رسالات الرسل – والى ثمود أخاهم صالحا - قال - يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره -- إذن لديهم عدد من الآلهة يعبدونها من دون لله – قدم صالح لقومه الدليل المادي– قائلا-   قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم – بعض الراويات تقول ان الناقة ولدت من صخرة كبيرة طبعا هذا الكلام غير عقلاني –   الهدف من اختيار صالح للناقة في مجتمع لا يهتم بتربية الإبل إنما في الزراعة فقط   هو لوضع نقطة فصل محورية بين المستكبرين من قومه وبين الله - معتبرا المعتدي عليها معتدي على الله --هذا من ناحية --ومن ناحية أخرى - ترك الناقة حرة في اختيار المراعي مع تخصيص يوما لسقيها سيجعلها عرضة للصوص قوم ثمود وعصابات السلب والنهب التي عاثت في الأرض فسادا   -- الملفت للنظر هو ان صالح له مكانة كبيرة في قومه لربما كان احد زعماء قوم ثمود فمن خلال قراءتنا للقران وجدنا ان قومه لم ...

أدوا الأمانات الى أهلها

من الاية 55 – 70  النساء كان طواغيت الذين هادوا من أهل الكتاب ينشرون طغيانهم الطائفي على آل بيت إبراهيم   بكل ما لديهم من افتراءات تاريخية وعقائدية– فأصحاب الجبت والطاغوت حسدوا المؤمنين على   فضل الله عليهم   بعد ان تبين لهم ان آل إبراهيم الحقيقيون هم المؤمنون بالله واليوم الآخر من العرب وآهل الكتاب – وخاصة بعد   ان صحح القران عقائد شبه الجزيرة العربية والتراكمات الوثنية على آل إبراهيم في مكة – وعقائد النصارى واليهود والتراكمات الوثنية على الدعوة الإنجيلية والتوراتية في المدينة – أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ البقرة140 -- لهذا ظهر الحسد العقائدي على المؤمنين -- أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً   ...