من الاية 100 – 104 النساء
قدم الله للذين امنوا بعض
التوجيهات التي ستساعدهم على اخذ الحيطة والحذر في المعارك أو في حالة المرابطة
العسكرية عند ستطاع العدو في العمق وخاصة عند وضع الأسلحة والتجهيزات العسكرية لأداء الصلاة أو عند سوء الأحوال الجوية -- كالمطر
– قال الله -- وإذا ضربتم في الأرض أي خرجتم
للتصدي للعدو ليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة أي تقصر من عددها بدون
جمع بين الأوقات -- ولكن ليس في كل الأوقات إنما فقط في حالة ان كان العدو قريب منكم وخفتم ان يفتنكم الذين كفروا ان كافرين كانوا لكم عدو
مبين -- وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن
تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ
إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً
فإذا كنت فيهم يا محمد وأقمت
لهم الصلاة فلتقم طائفة معك -- وطائفة أخرى تأخذ أسلحتهم وان يكونوا من ورائكم ليحموا
ظهورهم عند السجود -- وَإِذَا كُنتَ
فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ
وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ
– فعندما تنتهي الطائفة الأولى من الصلاة تأتي الطائفة الأخرى التي لم تصل --
فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم بنفس الطريقة مع الطائفة الأولى -- وَلْتَأْتِ
طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ
وَأَسْلِحَتَهُمْ – الإبعاد الأمنية من تلك الإجراءات هي ان العدو يتربص بكم ويتمنى لو تغفلوا عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلوا
عليكم ميلة واحدة – وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ
أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً – لا
جناح عليكم ان كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى ان تضعوا أسلحتكم وتجهيزاتكم –
ولكن الحذر- الحذر--وخذوا حذركم ان الله اعد للكافرين عذابا مهينا -- وَلاَ
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن
تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ
لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً
وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي
الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ
خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ
لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً{101} وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ
الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ
فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى
لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ
وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ
وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ
عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن
تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ
لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً{102}
وإذا قضيت صلاة الخوف حسب
التعليمات أعلاه - فاذكروا الله حسب أوضاعكم التي انتم عليها -- قياما أو قعودا أو
على جنوبكم -- فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً
وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ – ففي حالة الاطمئنان الكامل من كيد العدو فأقيموا الصلاة بأركانها وهيئاتها وأوقاتها دون القصر في الصلاة
-- ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا -- فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ
الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً –
كتاب موقوتا-- أي كتبت على المؤمنين حسب توقيتات مختلفة -- منها عشوائية اختياريه
في الأداء-- دون وضوء ودون قبلة ودون وقت -- ومنها زمنية محدده كأوقات الصلاة -- ومنها
تنظيمية كالصلاة في المساجد -- ومنها اضطرارية كصلاة الخوف -- فكل الحالات المذكورة
والتغيرات التي طرأت على الصلاة حتى أخذت الشكل النهائي هي متغيرات موقوت بوقت حتى
سميت توقيتات أو مواقيت الصلاة
تعليق—
تعرضت الصلاة الى تحريف سياسي
عن طريق الأحاديث النبوية المكذوبة على رسول الله والتي أجازة الجمع والقصر بين
أوقات الصلاة أثناء السفر والحضر والمرض والمطر –
دون دليل قراني يشير الى تلك
المتغيرات -- مما رافق ذلك الكذب العديد من التجاوزات على توقيتات الصلاة بشكل عام
باستثناء ما أشار الله إليه في صلاة الخوف في المعارك حسب ما جاء في الاية – 103
من سورة النساء –فمن تلك التجاوزات
1- اقتطاع
من توقيت الصلاة عند الجمع والقصر—فالصلاة فرضا تؤدى كاملة دون جمعا ولا قصرا --
لا في السفر ولا في المرض ولا في الحضر-- باستثناء صلاة الخوف حسب ما جاء في الاية
– 103 من سورة النساء
2- لتكريس
الجمع والقصر في الصلاة ارتقت تلك التجاوزات الى الحج كدليل عقائدي على الجمع
والقصر – فما يجري في يوم عرفه من جمع وقصر لصلاتي الظهر والعصر في مسجد نمرا ان هو إلا تجاوز على توقيتات الصلاة-- دون دليل قراني يأمر
بتلك الإجراءات عند تأدية مناسك الحج أو العمرة
فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ
اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ
فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً
مَّوْقُوتاً{103}
أصاب المؤمنين إحباطا وضعفا ووهنا
بعد خسارتهم في معركة احد مما انعكس ذلك
على أنفسهم متأثرين بقتلاهم وبخسائر
المادية -- قال الله -- ولا تهنوا أي لا تضعفوا جراء ما أصابكم --ان تكونوا تألمون
بسبب هزيمتكم في احد-- فأنهم يألمون في بدر -- كما تألمون ولكن الفرق بينكم وبينهم
أنكم ترجون من الله المغفرة والرحمة – بينما هم لا يرجون من الله شيئا -- إنما
يرجون من إلهتهم التي يعبدونها العزة بالإثم بان تعيد لهم هيبتهم ونفوذهم السياسي بين
القبائل العربية – و كان الله عليما بحالكم وبحالهم -- وله الحكم في خسارتكم قد لا
تدركون ثمارها حاضرا ولكن من المؤكد ستلمسونه
مستقبلا -- وكان الله عليما حكيما
وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن
تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ
مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً{104}
تعليقات
إرسال تعليق