من الاية 135-147 النساء
خاطب الله الذين امنوا --قائلا --
يا أيها الذين امنوا كنوا قوامين بالقسط
--قوامين تعني مستمرين قياما على العدل في أداء الشهادة لله -- وغير مسموح تطبقها
في جانب وإخفاقها في جانب أخر -- فالقائم على الشهادة يجب ان يؤديها حتى لو كان
على نفسه أو الوالدين أو الأقربين وان يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما – فلا
تتبعوا الهوى في أدائها -- لاعتبارات دينية أو أسرية أو مجتمعيه أو عشائرية -- فان تعدلوا عنها أي ترفضوا أدائها -- أو
تلووها أي تحرفوها عن طريق الحق -- أو تعرضوا أي تمتنعوا عن أدائها -- فان الله
كان بما تعملون خبيرا -- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ
بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا
فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ
فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
--
عندما يكون أداء الشهادة مختل للأسباب أعلاه
كالعدول والرفض والتحريف -- هذا يعني لازالت تؤدى لاعتبارات أخرى -- فالإيمان
بالله واليوم الأخر عند المنافقين لم يكن بالمستوى المطلوب لان الاعتبارات الدينية
و الأسرية و المجتمعية و العشائرية والطبقية
فوق العدالة– بمعنى هنالك تكذيب لمنهج الإيمان بالله واليوم الأخر والرسل
والكتب– لذا طلب الله من المنافقين المثول للإيمان الحقيقي – مخاطبا إياهم-- قائلا
-- يا أيها الذين امنوا -امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي انزل على رسوله والكتاب
الذي انزل من قبل ويقصد كتابي التوراة والإنجيل اللذان جمعا من الآيات التي نزلت
في القران على اعتبار ان ما جاء به القران هي نسخه مطابقة للكتب التي سبقت – ومن
يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الأخر فقد ضل ضلالا بعيدا --يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ
عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ
وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً
بَعِيداً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ
قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ
الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ
أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ
أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً{135} يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي
نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ
بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلاَلاً بَعِيداً{136}
اتضحت لنا الصورة بان الآيات
تخص المنافقين الذين لا يؤدون الشهادة على حقيقتها لاعتبارات اجتماعية وعائلية
وطبقية فلم يكن إيمانهم بالمستوى المطلوب--
فتذبذبهم بين الكفر والإيمان جعلهم يكتمون الشهادة لله --قال الله-- ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا
ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن لله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا -- إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ
ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ
سَبِيلاً –فالآيات وبًّخت المنافقين بسبب عدولهم عن أداء الشهادة لله وبشرتهم بالعذاب الأليم -- بَشِّرِ
الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً – هؤلاء المنافقين شهدوا زورا
لأتباعهم من الكفار على حساب المؤمنين - فقال الله عنهم -- الذين اتخذوا الكافرين أولياء
من دون المؤمنين أيبغون عندهم العزة --فالعزة لله في الدنيا والآخرة -- الَّذِينَ
يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ
عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً – من الأساليب التي اتبعها
المنافقون في مجالس الكفار الاستهزاء والكفر بآيات الله –محذرا المؤمنين وطالبا
منهم ان يتركوا مجالس الكفار والمنافقين بأمر كتابي منزل من الله – قائلا -- وقد نزلنا عليكم في الكتاب إذا سمعتم في مجالس
الكفار أو المنافقين استهزاءا وكفرا بآيات الله فلا تقعدوا معهم --حتى يخوضوا في
حديث غيره – فمن بقي جالسا مستمعا لهم فهم
منهم --ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا --وَقَدْ نَزَّلَ
عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ
آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ
لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً{137} بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ
بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً{138} الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ
أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ
العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً{139} وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ
إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ
تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً
مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ
جَمِيعاً{140}
المنافقون أولياء الكفار
يتربصون بكم الدوائر ويفرحون بانكساركم يتعاملون معكم بإجحاف ويبدون الليونة لحلفائهم
من أهل الكفر– قال الله -- الذين يتربصون بكم أي يترقبون وقوع الضرر بكم فان كان لكم فتح من الله وانتصارا قالوا الم
نكن معكم أي حسبوا أنفسهم على المؤمنين لينالوا نصيب من ذلك الفتح --وان كان
للكافرين نصيب قالوا الم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين – نستحوذ عليكم أي نحيط
بكم ونحفكم من كل جانب ونحميكم من المؤمنين فكل ما نلتموه من نصر بفضل مشورتنا التي
منعت المؤمنين من النصر عليكم -- وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ
أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ -- فالله يحكم
بينهم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا --الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ
لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ
لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن
يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً -- يعتقد المنافقون في تذبذبهم بين الكفر والإيمان والتربص والاستحواذ يخدعون
الله --ولكن الله خادعهم بكشف نفاقهم ومراوغاتهم – فمثلا -- إذا قاموا الى الصلاة
قاموا كسالى يراؤون الناس –أي لرضا الناس لا لرضا الله -- وقد لا يصلون في الخلوة أو
في حالة غلفه الناس عنهم -- ولا يذكرون الله كثيرا – مهتمين بمصالحكم الشخصية يقضونه
معظم وقتهم في ابتكار أساليب النفاق -- إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ
وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى
يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً
الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ
لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ
لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن
يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً{141} إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى
الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ
إِلاَّ قَلِيلاً{142}
مصدر -- مولاة حكام العرب للغرب
الكافر
كنت بصدد كتابة موضوع حول أسباب ولاء الحكام العرب للدول
الأجنبية الغربية، محاولا تحليل الواقع رغبة في استخلاص الدروس من ممارسات قادة
غالبية الدول العربية.
وقبل الإنتهاء من مقالتي، نشرت الصحافة العربية
والعالمية تصريحات الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس
الشعب المصري. وقد صرّح لصحيفة "المصري اليوم"، أنه "لابدّ من
موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل على رئيس مصر". وهو تصريح لم يصدر عن
إنسان عاد أو صحافي أو حتى محلل سياسي يحاول استقراء الواقع واستخلاص الدروس منه،
وإنما صدر عن سياسي مطلع على أسرار الدولة المصرية ومتاهات السياسة وكواليسها.
إن كان تصريحه صحيح دون شك، وهو ينطبق حتما على مصر،
الدولة الكبرى في المنطقة، فما الحال بالنسبة للدول الأخرى الأقل قوّة في المنطقة،
وفي الوطن العربي كله؟ وهو ما يؤكد أن القوى العظمى هي التي تختار الرؤساء وحتى
الملوك والأمراء العرب، بل أنها قد تبدي رأيها في الوزراء وكبار موظفي الدولة. إن
كان ذلك معروفا بالنسبة لأمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم، وهي المهيمنة على
السياسة والإقتصاد والأمن في المنطقة وفي العالم. إلا أن ذلك لا يخفي دور دول
غربية أخرى كبريطانيا ونفوذها في المشرق العربي، ودور فرنسا الفعال في اختيار بعض
قادة المغرب العربي. إن كانت هذه الممارسات يمكن التعرف عليها من خلال التصرفات
الغريبة لبعض القادة العرب، إلا أن ما كان مجهولا هو شرط موافقة إسرائيل على
الرئيس القادم لمصر، وقد ينطبق ذلك على دول أخرى بالمنطقة.
وبعد هذا التصريح، فما دور الشعوب والطبقة السياسية
والنخبة المثقفة والدساتير والإنتخابات والأحزاب السياسية والبرلمانات والمجتمع
المدني، وغيرها من مظاهر ديكور الديمقراطية في الوطن العربي؟
وهكذا، أصبح من حكم المؤكد أن عددا كبيرا من الحكام
العرب نصبتهم المخابرات الغربية على شعوبهم، وهم يدينون بالولاء إلى من نصّبوهم.
فحتى في حالات الدول التي شاهدنا فيها انتخابات، فعادة ما تكون صورية، وكل شيء
يعدّ في الخفاء. لذا عادة ما تفرز الإنتخابات العربية قادة غرباء عن شعوبهم لا
كفاءة ولا شعبية لهم، وذلك نتيجة أمر يكون قد دبّر بليل.
لهذا ليس بغريب أن يدافع بعض القادة العرب عن مصالح
إسرائيل وعن مصالح الولايات المتحدة، أو عن مصالح المملكة المتحدة أو فرنسا، أو
دول أجنبية أخرى، وقد يتخذون قرارات في غير صالح شعوبهم وأمتهم. رغم ذلك يبقون في
الحكم لعقود دون أن تتمكن شعوبهم من زحزحتهم، فهم يتشبثون بجهات أجنبية ترعاهم
وتحافظ على سلامتهم وسلطاتهم. وإلا فما بال الرؤساء والملوك يسافرون دوريا إلى
الغرب، لأسباب أو بدونها. فلكل رئيس دولة أو ملك أو أمير، دولة غربية يحج إليها،
للحصول على الدعم والإستشارة في مواجهة أعداء الداخل والخارج، ويتلقون منها النصح
والأوامر والتوجيهات. كما أنهم يقصدون نفس الدول للسياحة والإستجمام والعلاج، أو
التمتع بكل ما هو ممنوع ومحرّم في دولهم.
كل ذلك يدفع إلى إيجاد ارتباط مصالح القادة العرب بمصالح
الجهات الأجنبية، وأن إستراتيجياتهم السياسية والإقتصادية والأمنية تكون مرتبطة
بالمصالح الغربية، وليس بمصالح الشعوب العربية والأمة العربية والإسلامية عموما.
إن تحكم جهات أجنبية في السياسة الدول العربية، هو الذي
أدى إلى وجود خلافات بين الدول العربية وعقبات في وجه تعاونها، أو القيام بخطوات
لتنسيق سياساتها الأمنية والإقتصادية. وفي الحالات التي يتم فيها هذا التعاون، فهو
عادة لأغراض مرحلية عابرة، تكون القوى الأجنبية قد خططت لها لأهداف في نفس يعقوب.
فلا تتحقق أهداف القوى الأجنبية حتى تعود الأمور إلى سالف عهدها من اختلافات
ومواجهات بين الإخوة الأشقاء. إنها مشيئة الغرب الذي يتحكم في أرزاقنا ونصاب
رقابنا.
فمتى تنعتق الشعوب العربية من أغلال قوى الإحتلال
الجديد؟، ومتى تتحرر من تسلط حكام يولون الولاء لجهات أجنبية معادية؟ ومتى تصبح
الشعوب هي التي تختار قادتها؟. حينها فقط تتوحد الشعوب، ويتم التعاون بين الدول،
ويتم تطبيق الديمقراطية، وتجد كل المشاكل التي تعرفها المنطقة حلولا لها، وينعم
المواطنون العرب بالهناء.
كاتب جزائري
https://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=556187
تكلمه - لبقية الموضوع
المصالح الشخصية للمنافقين جعلتهم
مذبذبين ليس لديهم رأى ثابت لا هم للكفار ولا هم للمؤمنين ذلك مما جعلهم يمشون
بضلالة ومن يضلل لله فلن تجد له سبيلا -- مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى
هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً –
بما ان المنافقين هم شريحة محسوبة على المؤمنين حذرهم الله من عاقبة المصير الأخروي
– وذلك من باب الاستقامة الدنيوية بما يليق بإيمانهم بالله واليوم الأخر -- فليس
من اللائق ان يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين -- قال الله -- يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا
الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون ان يجعل لله عليكم سلطانا مبينا –
فالسلطان المبين –تعني قوة يسلطها الله عليكم تفتك بكم -- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ
تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن
تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً – بيًّن الله المصير المخزي للمنافقين
لردعهم عن مولاة الكفار محذرا إياهم في الدنيا -- ليرفع العذر عنهم يوم القيامة –
قائلا – ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا -- إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ
نَصِيراً– مستثنيا من العذاب الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم
لله فأولئك مع المؤمنين -- إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ
وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ
الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً – ما يفعل
الله بعذابكم --ماذا يستفد الله من عذابكم أيها المنافقون – فمن باب النصيحة التي تصب في
مصلحتكم الاخروية ان تشكروا وتؤمنوا --وكان
الله شاكرا عليما --مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ
وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً
مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ
لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ
سَبِيلاً {134يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ
أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ
عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً{144} إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ
الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً{145} إِلاَّ الَّذِينَ
تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ
فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً
عَظِيماً{146} مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ
وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً{147}
تعليقات
إرسال تعليق