من الاية 114 – 126 النساء
أصرت الطائفة التي أخانت الله
ورسوله في وصايا قتل المرتدين على خائنتها—ولم
تكتفي بذلك بكل كثفت اجتماعاتها ولقاءاتها
للمضي في المعصية دون استغفار ولا توبة --
بل اخذ بعضهم يناجي بعض على تعظيمها بدلا من الإصلاح –كالأمر بصدقة أو إصلاح بين
الناس -- قال الله -- لا خير في نجواهم إلا
من أمر بصدقه أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة لله فسوفه نؤتيه أجرا
عظيما --لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن
نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ
النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ
أَجْراً عَظِيماً – النجوى كشف خائنة تلك الطائفة وبينت هدفها السياسي التخريبي
الى الشقاق بين الله ورسوله – فمن يشاق الرسول أي يخرج عن طاعته من بعد ما تبين له
الهدى في وصايا قتل المرتدين وتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت
مصيرا -- وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ
جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً
لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن
نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ
النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ
أَجْراً عَظِيماً{114} وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ
جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً{115}
من خلال مفهوم الآيات تبين لنا ان
الطائفة التي خانت الله ورسوله وشاقت بينهما في موضوع المرتدين لم يكن أيمنها بالمستوى المطلوب حيث لا زالت
تؤمن بالخرافات الوثنية والشركية فإصرارها على الخائنة دليل على شركها واعتقادها بان
الملائكة بنات الله – ردا على شركهم
المدفون --قائلا -- ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر لمن دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك
بالله فقد ضل ضلا بعيدا --- إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلاَلاً بَعِيداً – أعرب الله عن عقيدة هؤلاء المشركين – قائلا-- ان يدعون من دون
لله إلا إناثا – أي يدعون الملائكة على أنهن بنات الله وهن تقربهم الى الله زلفى --
كاليسوعيين الذي يدعون الابن ليتقربوا به الى الله زلفى – بالحقيقة هم لا يدعون إناثا
-- لان الله ليس له ولد -- إنما يدعون شيطانا إما رجل دين وإما كاهن قرب الملائكة
الى الله ونسب له الولد بأكاذيب مفتريات على الله -- وان يدعون إلا شيطانا مريدا
متمرد على الله يدعو العباد الى تمرد مثله -- إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ
إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً -- لعنه الله بسبب شيطنته
مستحوذا على نسبة كبيره من البشرية لصالحه فجعل لنفسه نصيبا مفروضا من العباد
يدعون للشرك بالله في بقاع الأرض -- فقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا --- لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ
مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلاَلاً بَعِيداً{116} إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن
يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً{117} لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ
لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً{118}
من الأساليب التي اتبعها الشيطان
رجل الدين أو الكاهن مع البشرية للحصول على نصيب مفروض من الأتباع – هي تكفير الخطيئة بخطيئة مثلها - فالشيطان
ليس كما هو معروف على انه ذلك الشيء الذي يجري مع مجرى الدم -- إنما هو رجل الدين
سواء ان كان كاهنا أو مرجعا الذي يصر على العقيدة الفاسدة -- محاولا ترسيخها بكل ما لديه من وسائل تضليلية
– فمن تلك الوسائل المضلة هي --
1- وَلأُضِلَّنَّهُمْ
– أي لاستبدل الحقيقة بضالة تتناسب مع رغباتهم وأهوائهم مستحدثا لهم شياطين من
انسهم أعداء لهم دون ان يشعروا ليستحوذوا عليهم
حتى يجعلوا لله الولد والبنت في قصص
مفتريات على الله قربت المشركين الى الشركاء --لا الى الله -- واستحدث لهم طقوسا تحمل خطيئتهم كذبا وزورا حتى
نسوا الله فينسيهم أنفسهم -- فاستحدث الشيطان لليسوعيين الابن ليتقربوا به الى
الله -- واستحدث البنات لمشركي العرب ليقربوا
بهن الى الله
2- وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ
– يكثر لهم الأماني الكاذبة التي تجعلهم في سعادة عند تأديتها في المعابد --
فالشيطان يكسي المعاصي بالطقوس التي غالبا ما تؤدى للتكفير عن الخطيئة -- فالوثنية والشركية تقدم قداسا سنويا لإتباعها أما في معبد أو عند
ضفاف نهر أو على شواطئ بحرا أو في معمودية للتكفير عن خطيئتهم ليعاود على ممارستها من جديد
مستندا على ان هنالك من يحمل عنه خطيئتهم –
فمثلا -- شيطان اليسوعية قدم يسوع فدى للبشرية –ليحمل عنهم أوزارهم وأوزار البشرية
عند ربهم -- وقد خاب من حمل وزرا –
3- وَلآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ –عندما يستحوذ الشيطان على أتباعه أو
أولياءه أصبحوا مستعدون لتنفيذ كافة
أوامره – وما يفرضه عليهم فهو قادر على ان
يجعلهم يعتقدون بأتفه الأشياء – حتى لو
قال لهم ابتروا أذان الأنعام فذلك يوصلكم الى رضا الرب لشقوها وبتروها – ولو قال الشيطان لإتباعه ان بتر الأذان يأتي
لكم بالرزق أو يكفر عنكم خطيئتكم لبتروها – فحوى الكلام ان إتباع الشيطان
مستعيدين الى الاعتقاد بأي شيء يكفر عنهم الخطيئة حتى لو كان في شيء لا علاقة له بالدين كبتر آذان
الأنعام أو بأي شيء يوصلهم الى رضا شركاء الله
4-
وَلآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ – لم يكتفي الشيطان بأنه جعل إتباعه يعتقدون بآذان
الإنعام إنما تعدى الى ابعد من ذلك حيث جعلهم يعتقدون في خلقهم حيث أمراهم بتغير أجسادهم
عن طريق طقوس روحية توصلهم الى رضا الشريك مع الله – كضرب الدرباشة في جانبي البطن
– وتطبير الرأس بالسيوف والآلات الحادة أو المشي على الجمر أو الانتحار أو قتل النفس
بسبب الخطيئة أو الزحف على البطن داخل المعابد أو المشي حفاة لمسافات طويلة – وما يترتب على ذلك من تشوهات
جسدية – فالشيطان جعل الإنسان يقدم أعضاءه وجسده فدى لرضا الشريك تكفيرا عن
الخطيئة
ومن يتخذ الشيطان رجل الدين أو الكاهن وليا من دون لله فقد خسر خسرانا
مبينا – ومن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ
خُسْرَاناً مُّبِيناً – يعدهم بحياة أفضل عند الله عن طريق شركائهم ويمنيهم بأكاذيب
ليس له فيها سلطان ويعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرور-- يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ
الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً – أولئك مأواهم جنهم لا يجدون عنها محيصا -- أُوْلَـئِكَ
مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً – محيص هي الطرق الفنية
التي يفكر فيها الشخص للتخلص من مكان ما
أو الفرار منه – لكن لا محيص ولا سبيل للخروج -- أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ
جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً --وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ
الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً
وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ
اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً{119} يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا
يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً{120} أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ
وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً{121} وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ
الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ
قِيلاً{122}
للشياطين على أتباعهم أماني
كثيرة تنال بفتوى تسمح لهم بممارسة الفواحش والمعاصي تحت غطاء ديني -- يمكن التكفير
عنها بطقوس دينية مفتريات على الله كالتبرع ببعض الأموال أو تقديم النذور من الأنعام أو الزيارات
أو تقديم الأطعمة -- فالوثنية القرشية
واليسوعية تشتركان في الكثير من الأماني الكاذبة كالشفاعة وتكفير الخطيئة -- فالأماني تسلط الضوء على المعاصي والمحرمات لإحلالها
–أيها المشركون ليس بأمانيكم الكاذبة التي
جعلت الملائكة بنات الله وليس بأماني أهل الكتاب الذين جعلوا عيسى ابن الله -- من
يعمل سوء يجز به ولا يجد من دون لله وليا ولا نصيرا --- لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ
وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ
لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً – ولكي يبطل الله الأماني الكاذبة
التي أحلت المعاصي والمحرمات والتي كانت يؤدها المشركون كأعمال صالحه -- قال الله -- وَمَن
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً – فالأعمال
الصالحة نحصرها فقط بالتي أوصى بها الله في كتابه – وآي أعمال صالحة منسوبة الى أقول الأنبياء أو المراجع تعد من
الاعتقادات الشركية
لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا
أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ
مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً{123} وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ
مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً{124}
كانت الأفكار الوثنية والشركية تستمد تعليمها
الدينية المحرفة من الشيطان رجل الدين أو الكاهن فيما يخص حنيفة إبراهيم – فمثلا
-- كان الفكر الوثني الشركي لا هل مكة يمارس الشرك تحت حنيفة إبراهيم عن طريق
روايات مفتريات كاذبة على الله قربت الملائكة
إليه في أحداث وقعت على الأرض ثم رفعت الى
السماء تحث شعار الملائكة بنات الله –وبنفس
الطريقة قام الدين السياسي النصراني بصلب عيسى ابن مريم ورفعه الى السماء عن طريق
روايات شبهت الصلب على الأرض ثم رفعته الى السماء بصوت كاذب نازل منها يقول هذا
ابني الحبيب – أيضا نسب تلك الأكاذيب الى حنيفة
إبراهيم -- فالشياطين رجال الدين والكهنة -- كانوا يخدعون الشعوب باسم ملة إبراهيم
-- فتحت اسمه شرعت الوثنية والشركية --–أبطل الله تلك الأكاذيب -- قائلا – ومن أحسن
دينا -- أي هل هنالك أحسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن غير مشرك واتبع ملة إبراهيم
حنيفا – وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ
واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً -- وتحت محبة الله لإبراهيم تمكن
الشياطين من خداع الشعوب على ان محبته له انبثقت من حبه لأبنائه عيسى ابن الله
والملائكة بنات الله – أبطل الله تلك
المزاعم موضحا ان محبته له على الحنيفة الصافية النقية التي استلهمها من ملكوت
السماوات والأرض -- واتخذ الله إبراهيم
خليلا
وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً
مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً{125} وَللّهِ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً{126}
تعليقات
إرسال تعليق