قررت
الهيئات الدينية بمختلف مسمياتها كالأوقاف والمجامع الفقهية وهيئات الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر-- بتعطيل الصلاة في المساجد كافة بعد انتشار فيروس كورونا في
الشرق الأوسط وذلك خشية الإصابة بالوباء – تعطيل الصلاة خلال الفترة المنصرمة لفت
انتباهنا الى قضية مهمة جدا -- كثيرا ما جادل عنها منظري الإسلام السياسي المتمثل
بالمذهب الصوفي وهل السنة والجماعة -- على ان الصلوات الخمسة في المساجد أخذت عن السنة
النبوية ولا يمكن لأصحاب الفكر القرآني وغيرهم من منكري السنة النبوية إيجاد دليل
على ان الصلاة فرضها القران وبأوقاتها الخمسة – وعلى هذا الأساس ألف أتباع ذلك المذهب عدد كبير
من الأحاديث المكذوبة على رسول الله والتي عسكرت المؤمنين عسكرة عقائدية حول
المساجد كأنه لا يوجد عمل في الإسلام أسمى منها --
الأحاديث
المكذوبة على رسول الله والتي أغلت الصلاة في المساجد
(مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى
بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ
خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً).[١١]
(قَدْ
رَأَيْتُنَا وَما يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ إلَّا مُنَافِقٌ قدْ عُلِمَ
نِفَاقُهُ، أَوْ مَرِيضٌ، إنْ كانَ المَرِيضُ لَيَمْشِي بيْنَ رَجُلَيْنِ حتَّى
يَأْتِيَ الصَّلَاةِ، وَقالَ: إنْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى، وإنَّ مِن سُنَنَ الهُدَى الصَّلَاةَ في المَسْجِدِ
الذي يُؤَذَّنُ فِيهِ
(أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به
الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ
الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ
بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ).[٢٠]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بالنَّهارِ،
ويَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ العَصْرِ وصَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ
باتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بكُمْ، فيَقولُ: كيفَ تَرَكْتُمْ
عِبادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْناهُمْ وهُمْ
يُصَلُّونَ).[٢١]
الأحاديث المكذوبة على رسول الله في حكم تارك
الصلاة في المساجد
في
الصحيح عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه أتاه رجل أعمى
وقال يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في
بيتي؟ فقال له النبي ﷺ هل تسمع النداء إلى الصلاة؟ فقال: نعم. قال: فأجب[2] رواه
مسلم في صحيحه. وفي رواية أخرى عند غير الإمام مسلم: لا أجد لك رخصة[3].
أنه
قال: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر برجل فيؤم الناس ثم أنطلق برجال معهم
حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة -يعني في المساجد- فأحرق عليهم بيوتهم[4].
هكذا
يقول عليه الصلاة والسلام، وفي رواية الإمام أحمد: لولا ما في البيوت من النساء
والذرية لحرقتها عليهم[5].
والمقصود
أن الصلاة في الجماعة في بيوت الله - وهي المساجد - أمر مفترض وأمر لازم، ومن شعار
المسلمين، ومن شعار أهل الحق، والتخلف عن ذلك في البيوت من شعار المنافقين، فلا
ينبغي للمسلم أن يرضى بمشابهة أهل النفاق الذين قال الله فيهم سبحانه
لماذا
تخلى منظري الإسلام السياسي عن غلو أحاديثكم في باب الصلاة في المساجد بعد تفشي
الوباء – وقد جاهدوا فيها من قبل جهادا عظيما – فهل مزقت كورونا أكاذيبكم على رسول
الله -- كما مزقت حشرت الأرضة صحيفة قريش من قبل -- والتي تنص على مقاطعة كل من
امن بالله واليوم الأخر -- تابع كيف أرغمت كورونا الإسلام السياسي على التخلي عن
منهجه العقائدي بالكامل
الفتوى
حكم
الإسلام فى عدم الصلاة بالمساجد لمواجهة الأوبئة.. "الإفتاء": يجوز أداء
العبادات بالمنزل جماعة بالأبناء والزوجة لتجنب المرض.. وأزهريون: واجب شرعى لمنع
نشر العدوى والإسلام يأمر بحماية الناس ويُحرّم ما يضرهم
نحن مع
كافة الإجراءات الوقائية كالحجر المنزلي والحجر ألمناطقي والتباعد المجتمعي لأنها الأساليب
العلمية والعملية في التخلص من انتقال العدوى – لو اننا فهما الصلاة على حقيقتها لما ظهرت في
عقائدنا ازدواجية النصوص وتناقضات قوليه مع الواقع -- ولتركنا الصلاة في المساجد
بكل رحابة صدر-- دون الاعتقاد بان تمامها لا يتم ولا يكتمل إلا في المساجد --
حقيقة
الصلاة
بداية فرضت الصلاة بشكل عشوائي بدون وضوء ولا هيئات
ولا وقت ولا مساجد وتؤدى في البيوت وفي حالة السكر التام – وبعد الهجرة الى المدينة
أجريت عليها بعض التعديلات منها منعت الصلاة في حالة السكر الى حين الوعي التام –
والغسل في حالة الجنابة -- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ
الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً -- في حالة توفر الماء --- إذا كان المجنب
مستقرا في بيته لا يحق له الصلاة حتى يغتسل –
أما إذا كان عابر سبيل اي منشغلا في أمر ما يحق له الصلاة مجنبا لوقتا واحد
فقط حتى يغتسل ---- وَلاَ جُنُباً إِلاَّ
عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ – ففي حالة عدم وجود الماء يحق للمريض
والمسافر والمتغوط والملامس للنساء سواء ان كانت زوجته في رفقته أو المستحلم في
نومه أثناء السفر -- التيمم صعيدا طيبا أي مكانا مرتفعا طاهرا بوضع اليدين عليه
ومن ثم مسح اليدين ووضعها مرة أخرى على الوجه ومسحه – ان الله كان غفورا رحيما --
وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن
الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ
صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ
عَفُوّاً غَفُوراً –
يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى
حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ
حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ
مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ
صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ
عَفُوّاً غَفُوراً{43}
الصلاة
في المساجد هي حالة تنظيم لفوضى الصلاة الانفرادية التي كانت تؤدى سابقا في البيوت
وأماكن العمل -- تاركا الله آلية أدائها في المساجد للنبي بالاتفاق مع المؤمنين
دون تدخل القران – فهم من حدد أوقات الصلاة وهم من نظم الإمامة وصلاة الجماعة – حسب ما يرونه مناسبا لحياتهم دون تقاطعها مع
العمل ووقت الراحة ووقت النوم -- أخر تعديل للصلاة جاء في الاية 6من سورة المائدة
لتأخذ الشكل النهائي –
1-
فرض الوضوء-- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا
قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ
2-
إبقاء حكم الغسل عن الجنابة -- وَإِن كُنتُمْ جُنُباً
فَاطَّهَّرُواْ
3-
إبقاء حكم التيمم --وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى
سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء
فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ
بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ
4-
إيقاف حكم السكر في الصلاة وبعد الاستفاقة -- لان الخمر
حرم تماما
{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن
كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ
أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً
طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ
لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ
نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة6
المراد
إيصاله هو ان الصلاة لما عطلت في المساجد لم يعطل أدائها في البيوت ولا في أماكن
العمل -- إذن الصلاة في المساجد هي حالة تنظيم لفوضى الصلاة الانفرادية لا أكثر–
فالذي تفضل علينا بفتوى تعطيل الصلاة نقول له ان الصلاة رجعت الى ما كانت عليه من
قبل -- أي الى الصلاة الانفرادية ولكن بالتعديل الأخير وبالضوابط التي جاء في
الاية 6 من سورة المائدة -- فنحن بغنى عن جميع الأحاديث التي جاءت في فضل أداء صلاة الجماعة -- وصلاة المساجد -- وأحكام
تارك صلاة الجماعة – فالصلاة الانفرادية هي اللبنة الأساسية لصلاة الجماعة --
تعليقات
إرسال تعليق