من الاية 36 – 42 النساء
فرق كبير بين معرفتك لله وبين
عبادتك له – فمن الممكن لأي عبادة وثنية أو شركية أو ندية أو اعتقاديه ان تحمل اسم
الله الجلالة أو صفاته بين طيات عقائدها لكنها بالحقيقة هي تخفي أصل العبادة
وتكتفي برفع اسم الله مع الشريك – فمثلا -- المسيحية تحمل اسم الله للإشارة الى يسوع
–والهندوسية تحمل صفتي الله العلي القدير إشارة الى الآلهة التي يعبدونها – والصهيونية واليهودية يحملان اسم إسرائيل أو
رب الجند أو الإله القديم إشارة الى الله –
فكل تلك الإشارات وان كانت تحمل اسم الله لكنها لا تمثل العبادة الحقيقية له -- فالطوائف
الإسلامية التي تدعي التوحيد -- لا تعرف منه سوى تحطيم الأصنام وتخريب القبور ومحاربة الصور وتحريم الصلاة في
مسجد فيه قبر -- ولكي تتأكد من انك تؤمن بالله ولا تشرك به شيء -- لابد من الالتزام
بقاعدة التوحيد الإسلامي – فإيمانك بالله وعدم الإشراك به يتطلب منك تطبق الأعمال التالية على ارض الواقع--
منها الإحسان الى الأبوين وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار وجانبيي الجار وجانبي جار الجار –وابن السبيل المنقطع – وما ملكت
أيمانكم من العبيد والإماء ومن الخدم وعمال المتاجر ورعاة الغنم والإبل -- ان الله
لا يحب من كان مختالا فخورا – كلمة مختال جاءت من ختل يختل اختل المصدر مختال أخفى
حقيقة وافتخر بما هو مخالف لإحداث خلل في مسار الدعوة الحقيقية – لذا يفتخر الموحدون
لله بأنهم على أعلى درجه من الصوب لكن إذا
عرضوا على قاعدة التوحيد الإسلامي التي
ذكرناها أعلاه تراهم لا يطبقون منها شيء-- فهم يفتخرون بتوحيد الله لكنهم مختالوا لكل
وصاياه في بر الوالدين والإحسان الى القربى واليتامى –الى --أخ --- وَاعْبُدُواْ
اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ
الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً
من شروط الإيمان بالله وعدم
الإشراك به الإنفاق في سبيله والابتعاد عن البخل – فالذين يبخلون-- ولم يكتفوا بالبخل بل اخذوا
يأمرون الناس بمزاولته – ولم يكتفوا بذلك بل اخذوا يخفون ما آتاهم الله من فضله -- فأولئك ليس بمؤمنين واعتدنا
للكافرين عذابا مهينا -- الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ
بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا
لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً
من شروط الإيمان بالله وعدم الإشراك
به الابتعاد عن الرياء – الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم
الآخر --فبعض المنافقين يتبعون أسلوب الرياء في الإنفاق ليس إرضاء لله إنما إرضاء
للناس وبتوجيه من الشيطان الأكبر قرين المنافقين
-- فمن كان الشيطان له قرينا فساء قرينا – وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ
الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً -- ماذا
عليهم لو تركوا قرين المنافقين الشيطان الأكبر وامنوا بالله واليوم الأخر ووجهوا إنفاقهم ارضاءا لله وكان الله بهم عليما --- فماذا على البخلاء والمرائين لو امنوا
بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما -- وَمَاذَا
عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا
رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيماً ---- ان الله لا يظلم من انفق في
سبيله مثقال ذرة --- فان كانت حسنة يضاعفها الى أضعاف مضاعفة حتى يصبح الأجر عظيما
-- إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً
عَظِيماً
ما هو موقف البخلاء والمرائين
يوم القيامة -- إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك يا محمد على هؤلاء شهيدا -- فَكَيْفَ
إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً
-- يوم اذ يود الذين كفروا بالله من البخلاء والمرائين -- وعصوا تعاليم الرسول في
باب الإنفاق -- لو تسوى بهم الأرض – أي تعدل بأجسامهم تضاريس الأرض -- ولا يخفون
شيء مما أمر الله به -- ولا يكتمون الله حديثا – يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ
وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ
حَدِيثاً
وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ
شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ
بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ
يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً{36 }الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً{37} وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ
الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً{38} وَمَاذَا
عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا
رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيماً{39} إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً
عَظِيماً{40} فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ
عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً{41} يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ
الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً{42}
تعليقات
إرسال تعليق