من الاية 15 – 21 النساء
قبل نزول آية الجلد بحق
الزناة في سورة النور -- كان الحكم
القضائي بحق للواتي ياتين الفاحشة خارج بيوتهن هو الحجر المنزلي – ولكن لا تتم عملية الحجر إلا بعد استشهاد عليهن
أربعة –فالمقصود بالشهود الأربعة ليس
إمساك الزانية بالجرم المشهود لان الزنا
دائما ما يمارس سرا – أو في مكن خلوة – ولكن بشهادة مجتمعية مقره على لسان الناس -- فمكافحة الزنا مسؤولية المجتمع
المحافظ على تعاليم دينية استنادا على شهادة أربعة أشخاص على السلوك اللاخلاقي للإناث – فان شهدوا تبدأ عملية الحجر المنزلي المؤبد
في البيوت فتلك أقصى عقوبة بحق للواتي ياتين بالفاحشة -- ولكن الهدف من ترهيب عقوبة الحجر المؤبد هو
للقبول بالحكم المخفف كالجلد أو التوبة للإقلاع عن الرذيلة -- فامسكوهن في البيوت
حتى يتوفاهن الموت يجعل الله لهن سبيلا -- أي طريقا للخلاص من الحجر المؤبد
كالتوبة أو تزوجهن أو إقلاعهن عن الفاحشة -- وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ
مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن
شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ
أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ---
اللذان تشير الى المذكر المثنى أي
الذكران اللذان يأتيان فاحشة اللواط تطبق
عليهما تعاليم فاحشة الزنا -- فمكافحة اللواط مسؤولية المجتمع المحافظ على تعاليم
دينية استنادا على شهادة أربعة أشخاص على السلوك اللاخلاقي للذكور – فعقوبتهما الأذى ولكن لم يحدد الله
نوع الأذى هل هو جسدي أم معنوي أم اجتماعي أم توبيخي -- فان تابا وأصلحا – فاعرضوا عن أذيتهما
ان الله كان توبا رحيما - وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن
تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً
رَّحِيماً – التوبة هي السبيل الوحيد للخلاص من العقوبة الجزائية الدنيوية والعقوبة
الاخروية المصيرية – – قد يتبادر الى أذهان الذين يمارسون اللواط والزنا – على ان
في التوبة مجال واسع للاستمتاع بالمعاصي الى حين بلوغ نهاية العمر -- ولكن الله
وضع شروط لقبول التوبة --فالتوبة تشمل الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون بأقرب
وقت مكن -- لان الاستمرار عليها سيكون بحكم
المتعمد -- فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما -- ولكن لا توبة للذين
يعملون السيئات وعلمهم الكامل بمفاسد ما يعملون -- حتى إذا حضر احدهم الموت قال أني
تبت الان – ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما --وَلَيْسَتِ
التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ
الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ
أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
وَاللاَّتِي يَأْتِينَ
الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ
فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ
الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً{15} وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا
مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ
اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً{16} إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ
لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ
فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً{17}
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ
وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً{18}
حرم الله الأساليب التعسفية التي يمارسها الزوج
مع الزوجة لتتنازل ببعض ما فرض لهن من مهر وارثه منهن بالقوة مخاطبا إياهم-- قائلا -- لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها تحت أي ضغوط
مفتعلة أو اختلاق المعضلات أما حياتهن ليتنازلن
ببعض ما أتيتموهن -- ولكن متى يحل لكم ذلك
-- إلا إذا أتين بفاحشة مبينه واضحة الأدلة بعيدة عن أي اتهامات باطلة – وعاشرهن
بالمعروف – فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا يجعل الله فيه خيرا كثيرا -- يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً
وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن
يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن
كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ
خَيْراً كَثِيراً—بعيدا عن كل الإجراءات التعسفية والمعضلات المصطنعة التي يمارسها
الزوج -- فمن كان ينشد من وراء التعسف والضغوط استبدال ألزوجه -- فليستبدل دون
انتهاك للحقوق ودون استخدام العنف -- فمن
كان في نيته استبدال زوج مكان زوج -- وفرضتم لأحدهن قنطارا أي مهرا عاليا -- فلا تأخذوا
منه شيئا -- لأنها حقوق متفق عليها مسبقا – أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا – كيف تأخذونه
وقد أفضى بعضكم الى بعض أي رفعت القيود
عنكم وجمعتكم العشرة الأسرية وأفضيتم
بالكلام وتبادلتهم المحبة فيما بينكم وأخذنا
منكم ميثاق غليظا –ميثاق الرابطة الزوجية وفقا لشرع الله – فالآية تحرم على الزوج
المساس بحقوق الزوجة تحت أي مسمى --أو انتزاع حقوقهن تحت تهديد الاستبدال أو
اتهامهن بالزنا الكاذب أو اختلاق المعضلات للتضييق عليهن -- وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ
مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ
شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً{20} وَكَيْفَ
تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم
مِّيثَاقاً غَلِيظاً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ
لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ
بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ
شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً{19} وَإِنْ أَرَدتُّمُ
اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ
تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً{20}
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم
مِّيثَاقاً غَلِيظاً{21}
تعليقات
إرسال تعليق